افتحي قنوات المرح واطردي الحزن
تاريخ النشر: 25/09/11 | 3:26جميعنا نشعر بالذنب وتأنيب الضمير عند ارتكاب الأخطاء، ولكن، من غير المعقول أن تعيش في شعور دائم بالذنب؛ لأن ذلك يقضي على جوانب كثيرة من حياتك المهنية والاجتماعية والزوجية. ويؤكد الباحثون أن الشعور بالذنب وتأنيب الضمير قوي جدًا عند المرأة، ويفوق ثلاث مرات شعور الرجل به..!حيث تبين أنه من الأهمية بمكان أن نعلم قبل كل شيء أن الشعور بالذنب أو تأنيب الضمير ليس عاطفة كاملة أو حقيقية، وإنما شعور مؤقت، يبرز إلى السطح عندما ترتكب المرأة خطأ بحق الآخرين، أو تصرفًا مسيئًا للآخر من دون أن يكون هناك داع له، كما توضح الطبيبة النفسانية البرازيلية لوزيانا هيكمان مارسيو في دراسة لها أوردتها مجلة “سيدتي”، وأن الشعور بالذنب هو أيضًا ردة فعل تبدو على شكل عاطفة ولكنها ليست عاطفة حقيقية وإنما مزيفة، وتداهم المرأة بشكل خاص، في مناسبات لا تستحق أن يكون هناك تأنيب للضمير.
فهناك نساء يشعرن بتأنيب الضمير عندما يغصبن من شيء ما، أو يصرخن في وجه أولادهن، أو يفعلن شيئًا ما، مهما كان بسيطًا من دون علم أزواجهن. وهناك نساء يشعرن بالذنب وتأنيب الضمير؛ حتى عندما ينتابهن الحزن على أي شيء، مهما كان صغيرًا. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: كم من الوقت يستغرق الشعور بالذنب؟
توجد آثار الشعور بالذنب عند المرأة منذ مولدها، والدليل على ذلك بكاء الطفل الذي خرج من بطن أمه للتو. هناك تفسيرات طبية عديدة لبكاء الطفل الذي ولد للتو، ولكن القليل يتحدث عن السبب النفسي لهذا البكاء. فهناك العديد من البحوث العالمية التي تقول إن السبب النفسي لبكاء الطفل الذي ولد للتو هو شعوره بالذنب؛ لأنه غادر بيئة تعود عليها في رحم أمه. هذا الطفل بالطبع لا يعرف ولا يعلم ولا يدرك بكاءه، لكن الأبحاث النفسية الحديثة تشير إلى أن لهذا البكاء علاقة بالشعور بالذنب..!
تأنيب طويل الأمد
إن المرأة تشعر بالذنب وتأنيب الضمير بشكل يفوق الرجل بثلاثة أضعاف، مهما كان السبب صغيرًا أو كبيرًا، وهناك بعض النساء اللواتي يشعرن بتأنيب ضمير طويل الأمد عندما يفقدن عذريتهن بعد الزواج. وعلقت لوزيانا “ذلك سبب لا يستحق أن يدوم وقتًا طويلاً؛ لأن على المرأة أن تعلم بأنها ستدخل إلى عالم آخر بعد الزواج، وستفقد بعضًا من البراءة التي كانت تشعر بها قبل الزواج. ولكن هناك نساء، وبحكم التربية المنزلية وتشدد الأبوين، لا يستطعن التخلص من عقدة ذنب فقدان العذرية بعد الزواج. وإذا لم تتمكن المرأة من التحكم بشعورها بالذنب فإن ذلك سيؤثر على كل الأمور المتعلقة بحياتها المهنية والاجتماعية والزوجية”.
ومن أهم ما يمكن أن يؤدي إليه الشعور الدائم بتأنيب الضمير هو دخول المرأة في عالم منغلق؛ أي أنها تصبح منغلقة على نفسها في عالم صغير مبالغ فيه. ومن النتائج الأخرى للشعور المتواصل بالذنب عند المرأة هو تشكل خجل ربما يصبح مرضيًا مع مرور الزمن، وكذلك الرهاب الاجتماعي. والشعور بالدونية هو نتيجة أخرى خطيرة من نتائج الشعور المستمر بالذنب وتأنيب الضمير.
الحسد والشعور بالذنب
إن الشعور بالذنب يمكن أن يأتي بسبب عوامل اجتماعية عدة، وعلى رأسها الرغبة أن تتمتع امرأة ما بمكانة امرأة أخرى غنية، وذات مكانة اجتماعية هي لا تستطيع تحقيقها لنفسها. تقول لوزيانا: “بعض النساء ربما يقلن إن هذا الشعور هو حسد وليس شعورًا بالذنب، لكن اتضح من خلال بحوث كثيرة أن ذلك هو شعور بالذنب، يدخل في أعماق امرأة ما؛ لأنها لم تستطع أن تحقق ما حققته تلك المرأة الناجحة اجتماعيًا”.
ولابد من التفريق بين الحسد والشعور بالذنب، فالحسد قد يتضمن رغبة في إيذاء شخص ما ذي مكانة عالية في المجتمع؛ للحصول على تلك المكانة، بينما الشعور بالذنب لا يتضمن أي رغبة في إيذاء الآخرين، بل هو ندم يؤذي صاحبه فقط؛ لأنه لا يستطيع الحصول على مكانة اجتماعية هامة مثل غيره من الناس
فكيف تواجهين الشعور الدائم بالذنب؟ هذا ما تجيب عنه لوزيانا بأن تتبعي الخطوات الأتية:
– اطلبي السماح، واعتذري للآخرين الذين أخطأت بحقهم، وكوني شجاعة وحاولي إزالة الآثار الناجمة عنها
– لا تشعري بالذنب إذا تمنيت أن يكون لديك ما عند الآخرين، شريطة ألا تتمنين زوال النعمة من عندهم
– اعلمي أنك لو رفضت الاعتذار ممن أخطأت بحقهم فسيتحول شعورك اللاواعي إلى أرشيف تتكدس فيه ملفات حتى السقف، وفي النهاية سيصعب التعامل معه، وستوصفين بأنك عديمة الضمير
– لا تكوني ممن يهوين تأنيب الضمير، فهذا قد يصيبك بأمراض نفسية تحتاج إلى معالجة حقيقية للتخلص منها
– لا تختاري الأماكن المغلقة للجلوس فيها؛ فهذا سيفتح أمامك كل أسباب الإحساس بالذنب، إن كانت جاهزيتك موجودة
– ابحثي عن المبررات على ألا تتخطي حدود الأخلاق، فأنت مثلًا تركت ابنك في البيت لأنه برعاية الخادمة، ولا داعي للقلق
– افتحي قنوات للمرح من خلال زيارة الصديقات أو القيام بهواياتك؛ فهذا يبعدك عن الحزن الذي يؤدي إلى الشعور بالذنب إن كنت تفكرين بمسألة معينة.