سامية ياسين شاهين وقصائد بعبق الرياحين وطعم النعنع
تاريخ النشر: 24/02/19 | 10:19استوقفتني واطربتني هذه القصيدة المنشورة في صحيفة ” الاتحاد “، في عددها الصادر يوم 21- 2- 2019 للشاعرة سامية ياسين شاهين بعنوان ” عيون الورد ” ، فهي نفثة جمالية من نفثاتها الشعورية العميقة التي تبعث على الامتاع والتأمل في آن .
إنها قصيدة وجدانية عاطفية ، جميلة الايقاع ، متوازنة بين الأسلوب والمضمون ، جمالها في النسق الانساني وترسيمها التأملي ، تنفذ للوجدان وتلامس القلب دون استئذان ، وتعكس روحها الشاعرية المرهفة .. تقول فيها :
عيونُ الوردِ اعذبُها حبيبُ
اذا فاحتْ أغرّقها الرضابا
يهيم ُ العشقُ يملؤني عبيرًا
به النعناع يمنحني الشبابا
فذا ولدي تغازله عيونُ
بدور الليل زيّنت القبابا
فصول الوجدِ تُشبعني عناقًا
بها الأشواقُ خالطتِ الشرابا
وفِي قلبي سهامٌ من بعاد
ولهفاتٌ تُجرّعُني الغيابا
بحور الوجد يغدقها حنين
ولوعات تؤرقني اغترابا
فذا سندي تناجيه الغوالي
وتستجدي مواويلا عتابا
وهمس سراجهم يروي أنيناً
نجوم الشوق ينعشها اقترابا
جلا كل السواد عن المآقي
على الاكوان يبعثها شهابا
سامين شاهين من عرابة البطوف قضاء عكا ، حاصلة على اللقب الثاني ، وتعمل مدرسة للغة العربية في بلدها . تكتب للأطفال ، وتكتب الخواطر الأدبية والشعر العمودي والتفعيلي المرسل ، وتبرع فيهما . صدر لها ديوانان من الشعر هما : ” حوراء كحلها الحنين ” و ” اهازيج البراعم ” ، ولها مجموعة من النصوص المنشورة في أكثر من موقع وعلى صفحتها في الفيسبوك .
يغلب على نصوص سامية شاهين الصبغة الوجدانية ، ولغتها رومانسية فياضة بالعاطفة ، تتكئ على الالفاظ الكلاسيكية والتراثية ، وصورها الشعرية جميلة ، ومعانيها شفافة كالماء الزلال . ومن يتأمل هذه النصوص يتبدى له جمالها وايقاعها الهادئ في نسق الصورة على المستوى التشكيلي ، وأنها تضج بالنفس الشاعري والترسيم الشعوري الدقيق لباطن الذات وعمق الاحساس .
قصائدها متماسكة ، فيها توتر وانفعال ، مشاعر واحاسيس ، عذوبة وطلاوة ، زخم دلالي ، كثافة رؤيوية شعورية ، تدفق انسيابي ، سلاسة لغوية ، وتكثيف نسقي ايحائي . وما يميزها تفاعل عناوينها وفضائها النصي ، ودلالاتها المتشاوجة فيما بينها ، فتأتي كأنها كتلة شعورية واحدة .
سامية شاهين تحلق في فضاءات نصوصها جماليًا وشعوريًا ، وتؤكد قصائدها مذهبها الرومانسي من خلال شفافيتها المتناهية ، وقدرتها على بلورة المشهد الرومانسي العاطفي المجسّد بكل صداها والقها وحسها الشفيف ونزوعها التصويري الانفعالي .
وتبدو سامية في مجمل نصوصها متوقدة الحس ، مشبوبةٌ بالعواطف والمشاعر المتوهجة المتدفقة ، متفائلة ومتمسكة بالأمل رغم الوجع والألم وبؤس المرحلة ، يفوح العطر والشذا من بين سطورها الدافئة ، وتزهر فيها كلمات الحب والفرح ، وتجيد اختيار الكلمات العذبة المموسقة ، وانتقاء المعاني والصور الشعرية الخلاّبة والاستعارات البلاغية .
أحيي الشاعرة سامية ياسين شاهين ، متمنيًا لها دوام التوفيق والنجاح ، ومزيدًا من الابداع والتألق .
بقلم : شاكر فريد حسن