تنظيم جولة الى بلدة عمواس المهجرة
تاريخ النشر: 25/02/19 | 15:05أجرت جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين السبت الفائت جولة إرشادية في قرية عمواس المهجرة ومنطقة اللطرون. وقد أرشد الجولة مهجرون من القرية الذين شهدوا نكبة 1948 وحرب 1967.وشارك في الجولة السيد حيدر أبو غوش الذي قدم شرحًا عن عمواس منذ أقدم عصورها، حيث اعتبرت عمواس مقاطعة مركزية في عدة عهود تعاقبت على فلسطين كالعهد الروماني والعربي الإسلامي، وقد عُرفت قديمًا باسم “نيكوبوليس” بمعنى “مدينة النصر”. كما تحدث عن أهمية عمواس ومنطقة اللطرون التي اعتبرت تاريخيًا مفتاحًا للقدس فشهدت معارك عدة كان آخرها خلال الهجمات الصهيونية المتكررة التي صدّتها المقاومة الفلسطينية في نكبة 1948، فقد أدركت العصابات الصهيونية أهمية تلك المنطقة الاستراتيجية للسيطرة على القدس. وقال أبو غوش الذي هُجر من القرية في 6.6.1967 وكان يبلغ 14 عامًا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قام بطرد وتهجير منظم لأهالي عمواس وأنه هدم بيوت القرية فوق كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة الذي بقيوا في بيوتهم وقُتلوا تحت الأنقاض. وكان أحد الشهداء ابن عمه الذي كان يستخدم كرسي عجلات متحركة فرفض الجيش السماح لأهله بمرافقته واختفت آثاره منذ ذلك الحين.
كما شارك في الجولة السيد أحمد أبو غوش الذي شهد نكبة 1948 وحرب 1967 وقدم شرحًا عن القرية ما قبل الاحتلالين. وذكر أبو غوش أن معظم أراضي القرية وبالذات الأراضي الزراعية التي اعتاش منها الأهالي قد احتلت في نكبة 1948، بينما بقيت بعض الأراضي إضافة لمسطح القرية. وأشار إلى أن عمواس كانت تتمتع بأراضي زراعية خصبة والعديد من الينابيع ومصادر المياه التي وفرت لأهلها معيشة جيدة، حتى أن أهالي القرى المحيطة قصدوها أيضًا لطلب الرزق. وذكر أيضًا أنه بعد احتلال أراضي القرية الزراعية ضاقت الأحوال الاقتصادية بالناس فعُرف عام 1952 في عمواس بـ “عام التمر”، فأكل الناس التمر عوضًا عن الخبر الذي غلا سعره.وشاركت في الجولة أيضًأ السيدة نجلاء أبو غوش ووالدتها السيدة زُهدية أبو غوش، اللتان تحدثتا عن الحياة اليومية والاجتماعية في عمواس وشاركتا المجموعة ببعض الأغاني التراثية التي كان أهالي القرية ينشدونها في أفراحهم ومناسباتهم السعيدة. وشرحت السيدة زُهدية كيف قامت قوات الاحتلال بطردهم وترويعهم فنسيت طفلتها الصغيرة في منزلهم في عمواس حتى فطنت لذلك وعادت لإنقاذها من موت محقق. وتحدثت السيدة نجلاء عن دراستها في عمواس، حيث كان في القرية مدرستان بمستوى جيد وتميزتا في العديد من المجالات. كما تحدثت عن مأساة التهجير التي شهدتها وهي طفلة، وذكرت أن قوات الاحتلال كانت تطردهم من كل مكان يلجؤون إليه ومنعتهم من العودة إلى عمواس، وقد بقوا عدة أيام دون طعام.
وقالت رنا عوايسة مركزة مشروع الجولات في جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين أن: “هذه الجولة جاءت لتُشدد على حقيقة أن التهجير لم يتوقف في نكبة 48 واستمر في عدة محطات أبرزها حرب 1967 حيث قامت إسرائيل بتهجير ما يقارب 400,000-450,000 فلسطيني جزء منهم كانوا قد هجروا خلال نكبة 1948. وأن التهجير مستمر لغاية اليوم في النقب والضفة الغربية والقدس التي يتم مؤخرًا السيطرة على بيوت المقدسيين فيها وطردهم لإسكان المستوطنين مكانهم. كذلك في غزة حيث أدت الحروب المتكررة التي شنتها إسرائيل الى تهجير الآلاف من بيوتهم التي هدمت تحت القصف. وقد قامت إسرائيل خلال حرب 1967 بتهجير واحتلال وتدمير قرى عمواس ويالو وبيت نوبا ولم تسمح لأهاليهم بالعودة إليهم رغم أن تلك القرى تقع خارج الخط الأخضر وفي نطاق أراضي الضفة الغربية المحتلة. وأقامت دائرة أراضي إسرائيل “بارك كندا” على أراضي قرية عمواس وجزء من أراضي قرية يالو بعد هدمهم كليًا لإخفاء جريمة الهدم والتهجير. وأشار السيد حيدر أبو غوش إلى أن العشرات مما يُسمى “حدائق قومية” ومتنزهات أنشأتها دائرة أراضي إسرائيل “الكيرن كييمت” قد أقيمت على أنقاض بلدات مهجرة. وأن عدة منظمات مناصرة للشعب الفلسطيني تقود حملة ضد الصندوق القومي اليهودي في كندا الذي يشارك في دعم إخفاء جريمة هدم عمواس عبر دعمه لـ “بارك كندا”، لرفع الصفة الخيرية عنه.
اجمل شيء هو ابتسامه المهجرين ،وزياره ارضهم مع اولادهم ،بالنسبه لهم خير بقاع الارض ،هو… الوطن الام!! احب بلادي وارضي