رفاهية المشانق : الدكتاتور وشهاد الزور!!

تاريخ النشر: 02/03/19 | 8:19

رائحة الموت تنتشر في المكان وعويل الثكلى ونحيب الحضور يسد اذان الأفق والناس تسير في طوابير نحو بيوت العزاء صامتة من هَّول الصدمة وشدة الخوف القادم من فوهات بنادق ” الظلمة” الحالكة التي اسدلت بليلها الدامس واطفأت النور وفقأت عيون الحقيقة وشنقت روحها قبل بزوغ فجرها الأخير… احمد المحروس والمحروس احمد كومَّة أحلام لم يبقى منها سوى وصية ما قبل وبعد الإعدام:”أنا العبد الفقير إلى الله/ أحمد محروس سيد عبد الرحمن … أكتب هذه الوصية من هنا من أحد سجون مصر وقد حكم علي بالإعدام بتهمة مشاركتي في قتل رجل أشهد الله أني لم أكن أعرف اسمه ولا شكله…وأسأل الله أن ينجيني من القوم الظالمين وأن يقدر لي ما فيه الخير وأن يوفقني إلى الرضا بقضائه وإلى ما فيه الخير في ديني ودنياي وعاقبة أمري”.. كيف قتل احمد رجل لم يعرف اسمة ولم يشاهدة من قبل؟… كيف حلم الاحمد الاخر بلقاء نجلتة الصغيرة ليلى… ليلى هذه لم يلقاها ولن يلقاها الى الابد بعد ان اخذ الظلم خلصة حياتة قبل بزوغ ذاك الفجر المشؤوم حين نفذ الجزار مجزرتة وعلق أرواح الاحمديون على اعواد المشانق والمفارقة ان اكثرية أسماء ضحايا الفجر الظالم والمظلم كانت “احمد” وهم:” أحمد طه وهدان، أبو القاسم أحمد، أحمد جمال حجازي، محمود الأحمدي، أبو بكر السيد، عبد الرحمن سليمان، أحمد محمد، أحمد محروس سيد، وإسلام محمد.”…سيادة همجية قانون الغابة ومشتقاتة من رعاع يسيرون على قدمين بربطة عنق اقل مايقال فيها انها تشبة رسَّن بهيم ناطق يسير على قَّدمين..ابي بكر السيد عبد المجيد محمد علي، أحد الشباب التسعة، الذين نفذت فيهم سلطات النظام الهمجي حكم الإعدام.. اشتكى ابوبكر اثناء مهزلة محاكمتة للقاضي في إحدى جلسات محاكمته من إصابته ب “أمراض نفسية نتيجة التعذيب الشديد، والألم المبرح” ليجيبة القاضي “ربما أنه لا يعاني من أمراض نفسية بل تتلبسه بعض العفاريت”.. سنظلم البهائم لجودة انسانيتها ورأفتها اذا قارناها بهذا المسمى ب “القاضي”!!
لاصوت يعلو على صوت الدكتاتور وبطانتة وجلهم من رعاع القوم والاعلام الموالون لخطاب: كلمتين والثالثة اعدام.. العصا لمن عصا وهذة مدونة في دستور “ثقافتنا” والثأر بالثأر والدم بالدم كما يزعم هَّمجيوا عصر مصر الجديد الملبد بغيوم سميكة من الظلم والطغيان والقمع المبرمج والغيث ما زال في بداياتة وهطول هذه السادية والهمجية لم يبلغ ذروتة بعد… “الرايس” بشوف المصريين عبر بوابة زريبة وهم لهم ثقافة أخرى تتيح قتلهم والفتك بهم على عكس الأوروبيون الذين يستاهلون الرفاهية ويدافعون عنها.. الرئيس المزعوم الذي يعاني من الهمجية والامية الثقافية والسياسية يحاول ترسيخ موقع دونية الانسان المصري والعربي من جهه ويربط الهوية الثقافية بالقبلية الثارية واللتي تعني ان الاعدام هو اخذ بالثأر عبر مايسمى بالقانون من جهه ثانية وبالتالي تبرير وتمرير اعدام الابرياء بطلب مزعوم من اهالي الضحايا….أزعَّر مصر العسكري يعاني من الجهل والقحل الثقافي ويحاول تبرير القتل باعادته الى الهوية الثأرية المنتشرة في الصعيد المصري والمجتمعات القبلية.. الدكتاتور الامي يقول : الرفاهية للغرب الاوروبي امر عادي والقتل والتخلف للعرب كجزء لايتجزأ من ثقافة العرب ..العربي ليس انسان كامل.. الرفاهية لاوروبا والغرب ورفاهية المشانق للمصريين والعرب لان ثقافتهم تتطلب هذا..الدكتاتور يدلي بشهادتة امام شهاد الزور!!
الدكتاتور يمارس القتل والاعدام الجماعي وتدمير مدينة رفح وتدمير وحرق قرى ومدن محافظة سيناء وقتل الناس في الشوارع وتصويرهم ك”ارهابيينّ” فيما شهاد الزور يتحدثون كذبا وزورا عن “الحرية والديموقراطية والعدالة” ويحلون ضيوفا على وكر شرم الشيخ بحجة دعم ” المسارّ” الديموقراطي في عالم عربي يحكمة طغاة ومرضى”التزهايمر” ومسنين طاعنين في السن لا يُجمعوا اربع كلمات على بعض.. تعال: هذه قريتها “قرأتها” ام لم اقراها؟…ملك بكل “ملوكيتة” حاضر غائب ومُشتت في مؤتمر قمة أوروبي عربي يستخف بعقل الشعوب العربية الى حد ان مسؤول أوروبي “سمين المنصب” يرد على زوجتة اللتي هاتفتة اثناء القاءه كلمتة على الهواء مباشر.. يقطع خطابة ويتناول الهاتف ويرد على دالي : الو مزموزيل.. عذرا.. انا بالقي خطاب ب عرب السيسي حول حقوق عرب المشانق.. شايفة مزموزيلي كيف؟..انا بحترم زوجتي وبهاتفها امام كل العالم فيما السيسي لا يحترم حقوق 100 مليون مصري … يوفر لهم رفاهية الفقر والمشانق… رفاهية طاغية يعلق شعبة على اعواد المشانق.. بسبب وبدون سبب.. صار حكم وتنفيذ الإعدام في مصر اسهل واسرع من شربة مي ” ماء” وفي اليوم التالي تنطلق فرق النبَّاحين.. اعدام حلال وعلى سنة وشريعة قوانين الغاب.. عاش الرايس..عٍيش ورفاهية مشانق “الراييس”.. دٍي ثقافتنا: اعدام وعيش..خبز مشنوق.. رفاهية المشانق؟؟
الجاري في مصر منذ إغتصاب السيسي للسلطه والحكم هو مسار قمعي دكتاتوري همجي لا يختلف عن مسارات انظمه عسكريه دكتاتوريه قمعيه بائده حكمت وزال حكمها في دول كثيره في العالم نذكر من بينها احداث إيران عام 1953م وجواتيمالا عام 1945 وشيلي عام 1972 وهذه الاخيره وبمساعده من الامبرياليه الامريكيه اطاح الجنرال التشيلي بينوشيه بالحكومه التشيليه المنتخبه وقاد مسار قمعي ودموي راح ضحيته الالوف المؤلفه من الشعب التشيلي و بدأ عهده بقتل الرئيس المنتخب سلفادور الليندي واستمر حكمه الدموي والفاشي ً سبعة عشر عاماً كان فيها العدو الأول لشعبه الذي خلعه بعد مسار قتل دموي طويل ما زالت شيلي تعاني منه حتى يومنا هذا…!!
شهد العالم دكتاتوريات كثيره تشبه الى حد بعيد المسار الجاري في هذ ه الاوان في مصر نذكر من بين هذه الدكتاتوريات البائده : سالازار في البرتغال، وفرانكو في إسبانيا، وتشاوشيسكو في رومانيا وسوموزاني في نيكاراجوا، وبيونشيه في تشيلي، ودييم في فيتنام، وماركوس في الفلبين، وفرانكو في إسبانيا وفيما يتعلق بالعالم العربي فحدث بلا حرج وما اسقطته ثورات الربيع العربي هو غيض من فيض من ماهو متبقي وما هو متشكل من جديد كحال النظام الطائفي في العراق ونظام السيسي في مصر ونظام الاباده الجماعيه في سوريا وما يتعلق بانظمة العائلات الحاكمه كالسعوديه والمحميات الامريكيه فهي دكتاتوريات خائبه مفتوحه على مصراعيي الزمن…حاضنة السيسي ماليا وسياسيا والمؤمنة كامل الايمان بقطع رؤوس الناس حتى تبقى ممالك وجمهوريات الخوف على قيد الموتّ ” الحياه” واقفة على أعمدة اعواد المشانق تستمد قوتها من شهاد الزور الأوروبيون والغرب الامبريالي الذين يعقدون مؤتمرات كذب وخداع تحت عناوين” مكافحة الإرهاب” فيما الحقيقة انهم هم والطغاة العرب اسياد واباء كل أنواع الإرهاب وعلى راسة النظام الإرهابي المصري بقيادة الانقلابي عبد الفتاح السيسي… رفاهية المشانق : الدكتاتور وشهاد الزور!!

د.شكري الهزَّيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة