الشاعر محمد حراث .. ديوانه غيابات الحب
تاريخ النشر: 06/03/19 | 6:23راسلت زميلنا الشّاعر الأنيق محمد حراث صباح اليوم عبر الخاص قائلا: “السّلام عليكم..هدية الصباح.. سأذهب صباح اليوم لمكتبة “خياطي” لأشتري خصّيصا الكتاب الثاني لزميلنا الشّاعر الأنيق محمّد حراث..”. فأجاب قائلا: ” ويبقى الأستاذ معمر من الحائز على المقاعد الأمامية لقلبي. ننتظر نقدك”.
اتّجهت بعدها مباشرة واشتريت كتاب: “في غيابات الحب”، دار خيال، برج بوعريرج، الجزائر، الطبعة الأولى، السداسي الأوّل 2019، من 70 صفحة، فكانت هذه القراءة:
أوّلا: محتوى الكتاب
1. الظروف التي تعيشها الجزائر من حيث غليان الشّارع لم تقف حاجزا أمام قراءة الكتاب، والسّباحة عبر شواطئه، والغوص في أعماقه. والقارئ المتتبّع يقرأ في كلّ الظروف ويكتب في كلّ الظروف، ولا يقف أمامه ظرف.
2. قرأت الكتاب على السّاعة 10 و35 دقيقة، وأنهيت قراءته على السّاعة 12 و 49 دقيقة، ولم أبرح مكاني حتّى أنهيت قراءة الكتاب.
3. جاءت مقدّمة الشّاعر على شكل رسالة للقرّاء، وأعترف أنّي لأوّل مرّة أقرأ مقدمة على شكل رسالة موجّهة للقارئ حين ذكر فيها: “فالسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته”. وتحدّث في مقدّمته عن علاقة المرأة بالشعر في صفحة 5، وأصناف المرأة كأن تكون “الوطن، وربما تكون الخيبة، وربّما الحياة”، ثمّ راح يقسّم الأنثى إلى صور عديدة، والشعر “يصف لنا برقّته، تفاصيل المعادلة بين الرّجل ورفيقته الدّائمة”.
4. القصيدة الأولى بعنوان: “أحببتك عبر البشرية”، وعبر صفحات 6-8. والقصيدة الثانية بعنوان: “لا تعبثي بالحبّ”، وعبر صفحات 9 -11، يعتبران بحقّ مقياسا للقصائد الأخرى من حيث القوّة، والفصاحة، والبلاغة، والصّلابة، والموسيقى، والكلمات المختارة، والموضوع المثير.
5. علّقت على هامش قصيدة “قمر يجالسني” وعبر صفحات 19 – 23، قائلا: ” أشعر أنّها ليست بنفس قوّة القصيدة الأولى والثّانية”. وعلّقت على هامش قصيدة ” حين وقفت أمامها” صفحة 26، قائلا: “جميل، مثل القصيدة الأولى والثّانية من حيث القوّة والصّلابة”.
6. استطاع الشّاعر محمد حراث أن يصف المرأة من حيث المظهر الخارجي وعمقها الداخلي بكلمات قوية حينا، وجميلة حينا آخر، لكنّها في غاية المتعة والأدب.
7. خاتمة قصيدة “أنفة لقاء” صفحتي 29 – 30، كانت في غاية الإبداع حين قال: ” فلا عاش الفؤاد ليوم هجر.. ولا سارت بأوردتي دمائي”.
8. وجاء في البيت الأخير من قصيدة “هديّة القدر” صفحة 32: ” بشراك إنّ لك في القلب مملكة .. ودولة خضعت طوعا وما عصت “.
9. لم أفهم استخدام الشّاعر كلمة “وآمرها” في قصيدة “ما أحلانا أنا وأنت” صفحتي 33 – 34، وهو يتحدّث عن محبوبته. وكان باستطاعته أن يختار كلمة أرقّ وألطف تناسب الرقيقة التي يتحدّث عنها.
10. أبدع الشّاعر في البيت الأوّل من قصيدته “تراتيل الوداع” صفحتي 35- 36، حين قال: ” تشجّع أيّها القلم الخجول.. وخبّرها بحبّ لا يزول”. عجبت للشاعر وهو يصف حبّه بـ “هدية شاعر أضناه طول”، وهو الذي قال من قبل: “طوينا من ليالي الأنس عاما”. هل مدّة عام توصف بالطول؟.
11. أحسن في قصيدة “اختيار” 39 – 42، حين قال: ” وكنت لدى الشّدائد لا ألين .. وأمّا عندها فأقول مالي “. وأبدع حين قال: ” أقول: هواك صيّرني حديدا.. فزيدي واضربي فلك امتثالي”.
12. أعتقد أنّ الشّاعر لم يوفّق في اختيار أغلب عناوين قصائده، فهي إلى النثر أقرب، وفيها بعض الغلظة لا تناسب المواضيع الرقيقة التي تطرّق إليها، كعنوانه: “أنفة لقاء” صفحتي 29 30، وهل الأنفة مع الحبيب !. و “سيّدة الأخلاق” صفحتي 43 – 44. و “شهادة وإخلاص” صفحات 49 51. و “في حضرة …” صفحات 52 – 55.
13. أبدع الشّاعر في قصيدة “في حضرة قاسية الفؤاد” صفحات 52 – 55، قال: ” ولقد صبرت على المآسي جلّها .. إلاّ فراقك وحده أبكاني “.
14. استعمل الشّاعر كلمة عامية أجنبية وهي “شيفراته عقدت والقفل ما علما” في صفحة 58، دون أن يضعها بين قوسين أو شولتين لتظهر أنّها أجنبية، وهو الأديب الفصيح البليغ، الذي لا يحقّ لي أن أقول له: كان عليك أن تستعمل كلمة “رموزه” و “أسراره” مثلا.
15. استعمل الشّاعر عبر قصائد عدّة كلمات: قديستي، و كنيسة، و “حانة العشق”، وصلب، وهو يتحدّث عن محبوبته وتشبّثه بها. وأكتفي بالنقل دون التعليق.
16. عبارة الشّاعر : “لكنّها نطقت كأنّها صعقت”، عبر قصيدته: ” أمل و قدر” وصفحات 60 – 66، كانت في غاية الجمال.
17. ثانيا: بكاء القارىء المتتبّع: يعترف صاحب الأسطر أنّه بكى وهو يتمتّع بالسّطور الأخيرة التي وردت في صفحة 65، وارتفع بكاؤه وهو يواصل المتعة عبر صفحة 66. وكانت قصيدة ” بكاء و أمل” في غاية الجلال والجمال. وأجدني ودون شعور منّي أردّد مع الشّاعر قوله: “فالدّمع ذو صدق إذا ما اغرورقا” عبر قصيدته ” ساديّة الهوى” صفحتي 14 – 15.
18. ثالثا: خاتمة الشّاعر: خاطب الشّاعر القارىء عبر صفحة 69، في آخر صفحة من كتابه، قائلا: ” فقراءة بمعروف .. أو طيّ بإحسان”. ويتمنى صاحب الأسطر أن يكون ممن قرأ بمعروف، ونقل بمعروف، وأعجب بمعروف، وانتقد بمعروف.
19. رابعا: نصيحتي لشاعرنا الأنيق محمد حراث: إن استطعت أن تكون أفضل مما كنت عليه في ” في غيابات الحب”، فافعل ولا تتردّد، وأعلم أنّك المتمكّن وستزيدك الأيام رسوخا وعلوا. وإذا لم تستطع فلا تنزل عن مستوى ” في غيابات الحب”، فإنّ لك في أعناق القرّاء والنّقاد أمانة وعهدا، وقد ألفوك في علياك فلا يحقّ لك أن تنزل عمّا أنت عليه الآن.
20. خامسا جمال طبعة دار خيال: من الاعتراف بالفضل القول أنّ الكتاب جاء في ثوب جميل بفضل ما قامت به دار خيال ببرج بوعريرج، الجزائر، من حيث جودة الورق، وسلامة الخطّ و وضوحه، والتوزيع الجيّد للقصائد وكذا الأبيات، وخلو الطبعة من الأخطاء المطبعية. هنيئا لدار النشر خيال على الإنجاز المحكم، متمنين للقائمين على الدار كلّ السّداد والتّوفيق في الطبعات القادمة، والمشاريع الآتية.
الثلاثاء 28 جمادى الثانية 1440 هـ الموافق لـ 5 مارس 2019
الشاعر محمد حراث .. ديوانه غيابات الحب – معمر حبار
راسلت زميلنا الشّاعر الأنيق محمد حراث صباح اليوم عبر الخاص قائلا: “السّلام عليكم..هدية الصباح.. سأذهب صباح اليوم لمكتبة “خياطي” لأشتري خصّيصا الكتاب الثاني لزميلنا الشّاعر الأنيق محمّد حراث..”. فأجاب قائلا: ” ويبقى الأستاذ معمر من الحائز على المقاعد الأمامية لقلبي. ننتظر نقدك”.
اتّجهت بعدها مباشرة واشتريت كتاب: “في غيابات الحب”، دار خيال، برج بوعريرج، الجزائر، الطبعة الأولى، السداسي الأوّل 2019، من 70 صفحة، فكانت هذه القراءة:
أوّلا: محتوى الكتاب
1. الظروف التي تعيشها الجزائر من حيث غليان الشّارع لم تقف حاجزا أمام قراءة الكتاب، والسّباحة عبر شواطئه، والغوص في أعماقه. والقارئ المتتبّع يقرأ في كلّ الظروف ويكتب في كلّ الظروف، ولا يقف أمامه ظرف.
2. قرأت الكتاب على السّاعة 10 و35 دقيقة، وأنهيت قراءته على السّاعة 12 و 49 دقيقة، ولم أبرح مكاني حتّى أنهيت قراءة الكتاب.
3. جاءت مقدّمة الشّاعر على شكل رسالة للقرّاء، وأعترف أنّي لأوّل مرّة أقرأ مقدمة على شكل رسالة موجّهة للقارئ حين ذكر فيها: “فالسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته”. وتحدّث في مقدّمته عن علاقة المرأة بالشعر في صفحة 5، وأصناف المرأة كأن تكون “الوطن، وربما تكون الخيبة، وربّما الحياة”، ثمّ راح يقسّم الأنثى إلى صور عديدة، والشعر “يصف لنا برقّته، تفاصيل المعادلة بين الرّجل ورفيقته الدّائمة”.
4. القصيدة الأولى بعنوان: “أحببتك عبر البشرية”، وعبر صفحات 6-8. والقصيدة الثانية بعنوان: “لا تعبثي بالحبّ”، وعبر صفحات 9 -11، يعتبران بحقّ مقياسا للقصائد الأخرى من حيث القوّة، والفصاحة، والبلاغة، والصّلابة، والموسيقى، والكلمات المختارة، والموضوع المثير.
5. علّقت على هامش قصيدة “قمر يجالسني” وعبر صفحات 19 – 23، قائلا: ” أشعر أنّها ليست بنفس قوّة القصيدة الأولى والثّانية”. وعلّقت على هامش قصيدة ” حين وقفت أمامها” صفحة 26، قائلا: “جميل، مثل القصيدة الأولى والثّانية من حيث القوّة والصّلابة”.
6. استطاع الشّاعر محمد حراث أن يصف المرأة من حيث المظهر الخارجي وعمقها الداخلي بكلمات قوية حينا، وجميلة حينا آخر، لكنّها في غاية المتعة والأدب.
7. خاتمة قصيدة “أنفة لقاء” صفحتي 29 – 30، كانت في غاية الإبداع حين قال: ” فلا عاش الفؤاد ليوم هجر.. ولا سارت بأوردتي دمائي”.
8. وجاء في البيت الأخير من قصيدة “هديّة القدر” صفحة 32: ” بشراك إنّ لك في القلب مملكة .. ودولة خضعت طوعا وما عصت “.
9. لم أفهم استخدام الشّاعر كلمة “وآمرها” في قصيدة “ما أحلانا أنا وأنت” صفحتي 33 – 34، وهو يتحدّث عن محبوبته. وكان باستطاعته أن يختار كلمة أرقّ وألطف تناسب الرقيقة التي يتحدّث عنها.
10. أبدع الشّاعر في البيت الأوّل من قصيدته “تراتيل الوداع” صفحتي 35- 36، حين قال: ” تشجّع أيّها القلم الخجول.. وخبّرها بحبّ لا يزول”. عجبت للشاعر وهو يصف حبّه بـ “هدية شاعر أضناه طول”، وهو الذي قال من قبل: “طوينا من ليالي الأنس عاما”. هل مدّة عام توصف بالطول؟.
11. أحسن في قصيدة “اختيار” 39 – 42، حين قال: ” وكنت لدى الشّدائد لا ألين .. وأمّا عندها فأقول مالي “. وأبدع حين قال: ” أقول: هواك صيّرني حديدا.. فزيدي واضربي فلك امتثالي”.
12. أعتقد أنّ الشّاعر لم يوفّق في اختيار أغلب عناوين قصائده، فهي إلى النثر أقرب، وفيها بعض الغلظة لا تناسب المواضيع الرقيقة التي تطرّق إليها، كعنوانه: “أنفة لقاء” صفحتي 29 30، وهل الأنفة مع الحبيب !. و “سيّدة الأخلاق” صفحتي 43 – 44. و “شهادة وإخلاص” صفحات 49 51. و “في حضرة …” صفحات 52 – 55.
13. أبدع الشّاعر في قصيدة “في حضرة قاسية الفؤاد” صفحات 52 – 55، قال: ” ولقد صبرت على المآسي جلّها .. إلاّ فراقك وحده أبكاني “.
14. استعمل الشّاعر كلمة عامية أجنبية وهي “شيفراته عقدت والقفل ما علما” في صفحة 58، دون أن يضعها بين قوسين أو شولتين لتظهر أنّها أجنبية، وهو الأديب الفصيح البليغ، الذي لا يحقّ لي أن أقول له: كان عليك أن تستعمل كلمة “رموزه” و “أسراره” مثلا.
15. استعمل الشّاعر عبر قصائد عدّة كلمات: قديستي، و كنيسة، و “حانة العشق”، وصلب، وهو يتحدّث عن محبوبته وتشبّثه بها. وأكتفي بالنقل دون التعليق.
16. عبارة الشّاعر : “لكنّها نطقت كأنّها صعقت”، عبر قصيدته: ” أمل و قدر” وصفحات 60 – 66، كانت في غاية الجمال.
17. ثانيا: بكاء القارىء المتتبّع: يعترف صاحب الأسطر أنّه بكى وهو يتمتّع بالسّطور الأخيرة التي وردت في صفحة 65، وارتفع بكاؤه وهو يواصل المتعة عبر صفحة 66. وكانت قصيدة ” بكاء و أمل” في غاية الجلال والجمال. وأجدني ودون شعور منّي أردّد مع الشّاعر قوله: “فالدّمع ذو صدق إذا ما اغرورقا” عبر قصيدته ” ساديّة الهوى” صفحتي 14 – 15.
18. ثالثا: خاتمة الشّاعر: خاطب الشّاعر القارىء عبر صفحة 69، في آخر صفحة من كتابه، قائلا: ” فقراءة بمعروف .. أو طيّ بإحسان”. ويتمنى صاحب الأسطر أن يكون ممن قرأ بمعروف، ونقل بمعروف، وأعجب بمعروف، وانتقد بمعروف.
19. رابعا: نصيحتي لشاعرنا الأنيق محمد حراث: إن استطعت أن تكون أفضل مما كنت عليه في ” في غيابات الحب”، فافعل ولا تتردّد، وأعلم أنّك المتمكّن وستزيدك الأيام رسوخا وعلوا. وإذا لم تستطع فلا تنزل عن مستوى ” في غيابات الحب”، فإنّ لك في أعناق القرّاء والنّقاد أمانة وعهدا، وقد ألفوك في علياك فلا يحقّ لك أن تنزل عمّا أنت عليه الآن.
20. خامسا: جمال طبعة دار خيال: من الاعتراف بالفضل القول أنّ الكتاب جاء في ثوب جميل بفضل ما قامت به دار خيال ببرج بوعريرج، الجزائر، من حيث جودة الورق، وسلامة الخطّ و وضوحه، والتوزيع الجيّد للقصائد وكذا الأبيات، وخلو الطبعة من الأخطاء المطبعية. هنيئا لدار النشر خيال على الإنجاز المحكم، متمنين للقائمين على الدار كلّ السّداد والتّوفيق في الطبعات القادمة، والمشاريع الآتية.
معمر حبار