إستضافة الشيخ د. حسين وليد في كفرقرع
تاريخ النشر: 14/03/19 | 6:58الحمدُ للهِ رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه الطَّيبين الطاهرين ، والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
استضاف مسجد النور كفرقرع فضيلة الشيخ الدكتور حسين وليد – عضو مجلس الافتاء الاسلامي في الداخل الفلسطيني ومحاضر في كلية الدعوة وأصول الدين من مدينة أم الفحم وذلك بلقاء إيماني الذي عقد مساء يوم الثلاثاء تحت عنوان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنّ الله حرّم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع وهات وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال” وذلك بحضور العديد من أهالي كفرقرع والمنطقة.
وأول الأمور المحرمة عقوق الأمهات وهو من كبائر الذنوب وكذلك عقوق الآباء ولكن عقوق الأمهات أشدّ ذنبا كما أنّ برّ الأمهات أعظم ثوابا من برّ الآباء. ومعنى العقوق إيذاؤهما أذى ليس بهين كشتم الأمر وشتم الأب أو ضرب الأم أو الأب وكذلك الذي يهين أمه أو أباه أمام الناس.
وعذاب العقوق عند الله تعالى شديد حيث إن عاق الوالدين لا يدخل الجنّة مع المسلمين الأولين بل يدخلها بعد عذاب شديد. وإذا كان الأبوان كافرين فالله تعالى أمرنا بالإحسان إليهما لكن لا يطيعهما في كفرهما ومعاصيهما وهذا معنى قول الله تعالى: {وصاحبهما في الدنيا معروفا} (لقمان).
ومن جملة العقوق أن يطيع الولد أمه في ظلم أبيه أو بالعكس.
وقد جاء صحابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي. قال: أمك. قال: ثم من. قال: أمك. قال: ثم من. قال أمك. قال: ثم من. قال: أبوك. متفق عليه.
وأما الأمر الثاني فهو وأد البنات في التراب وهن حيّات وهذا الشئ كان في الجاهلية وأول من فعله قيس بن عاصم. وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق أشد الذنوب بعد الكفر وخاصة قتل المحارم مثل قتل الأب أو البنت أو الأم فهو أشدّ إثما من قتل غير المحرم.
وأما قوله: “ومنع وهات” أي منع الواجبات مثل الزكاة فإذا إنسان منعها فهو عاص معصية كبيرة كذلك إذا كان لإنسان دين على آخر فمنعه ماله فهو عاص معصية كبيرة إن كان قادرا على أن يدفع الدين لصاحبه، كذلك الإنسان الذي له أبوان محتاجان فمنعهما النفقة فقد عصى الله، وكذلك الزوجة إذا كان الزوج قادرا على نفقتها فمنعها النفقة، وبالجملة فإن ترك الإنفاق الواجب بلا عذر كبيرة، ولو لم يكن عنده غير هذا الذنب لكفاه.
وأما “هات” فمعناه أنه يحرم أن يطلب الشخص ما لا يحل له كالذي يطلب من مال الزكاة وليس هو من المستحقين المذكورين في القرءان الكريم وهم الأصناف الثمانية، وكالذي يطلب من مال الوقف وليس هو من أهله.
و “قيل وقال” والمقصود الكلام الذي لا فائدة فيه ولكنه لا يصل إلى حدّ الحرام فأما إن وصل فإنه يدخل في الكلام المحرم كالغيبة.
و”كثرة السؤال” ومعناه أنّ الإنسان لا ينبغي له أن يسأل عن مسائل لا حاجة له فيها فهذا شىء مكروه عند الله، وأما ما يحتاج إليه في الدين فالسؤال عنه واجب وهذا يدخل تحت قوله صلى الله عليه وسلم: “طلب العلم فريضة على كلّ مسلم” رواه البيهقي. فلا ينبغي للمسلم أن يحجم عن السؤال في أمور الدين الضرورية كأحكام الصلاة والطهارة بسبب الحياء أو غيره بل عليه أن يسأل عمّا يجهله من هذه الأمور حتى يؤدي العبادة كما أمر الله.
وأما “إضاعة المال” (الإسراف او التبذير) أي صرفه في غير أوجه البر فإن صرفه لزيادة التنعم بالحلال فلا معصية عليه ولكنّ هذا أي الإكثار من التنعم ليس من شيم الصالحين وهو أمر مكروه.
وأمّا من صرفه في غير طاعة الله بل في معصيته كالذي يشتري به الخمور أو يصرفه في الميسر فهو من جملة المحرمات التي يستحق فاعلها العقوبة يوم القيامة.
الفرق بين التبذير والاسراف هو أن الاسراف يُطلق على تجاوز الحد في الانفاق و الصرف، ذلك لأن الحد المسموح به في الصرف و الانفاق هو ما ترتفع به الحاجة، فيكون الزائد إسرافاً، و أما التبذير فهو الصرف في غير الوجهة الصحيحة.
والله تعالى اعلم واحكم.
وفي نهاية الدرس تم تقديم التشىريفات للمشاركين، كذلك شكر فضيلة الشيخ رأفت كناعنة الحضور وفضيلة الشيخ الدكتور حسين وليد. وسيكون ان شاء الله سلسة لقاءات أيام الثلاثاء القادمة من هذا الشهر في مسجد النور .
ربنا يوفقكم ويديم المحبة في هذه البلدة ونجتمع دايما على طاعة الله رب العالمين?
ان شاء الله كل اهل البلد وخصوصا الشباب يصيرو يصلو ويحبو المساجد ،وقلبوهم تكون متعلقه ببيوت الله،محدا بعرف وينتا ساعته ،اله يهدينا واياكم ويحسن ختامنا
كل الاحترام فعاليات كهذه يجب ان تكون كذلك خارج المسجد حتى يتمكن امبر عدد من حضورها