مؤتمر حول مكانة الجماهير العربية القانونية
تاريخ النشر: 16/03/19 | 15:52قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، إن نتنياهو وكل الأحزاب التي تتحرك حوله، أن تسمي نفسها في مركز الخارطة السياسية، تتعامل معنا كجماهير عربية، ما بين الاقصاء عن العمل السياسي المشروع، وحتى الاقصاء عن وطننا الذي لا وطن لنا سواه.وجاء هذا في المؤتمر السنوي الذي يقيمه مركز “مساواة” حول المكانة القانونية للجماهير العربية، بحضور مختصين وسلك دبلوماسي، وشخصيات مجتمعية ومنتخبي جمهور. وافتتح بركة كلمته، بالتوقف عن المجزرتين الارهابيتين التي وقعتا اليوم الجمعة في نيوزيلندا، وقال، لقد استيقظنا صباح اليوم على خبر مفجع، يبدو وكأنه لا علاقة لنا به، مقتل 49 مصليا في مسجدين في نيوزلندا على يد إرهابي، فتح عليهم النيران، وهذه مجزرة تمتد جذورها من نفس الأرض السامة، التي نحذر منها وهي عقلية الاقصاء ورفض الآخر، لا بل وقتله.وقال بركة، إن الانعقاد الدوري والمنظم والتطور لمؤتمر المكانة القانونية هو مساهمة نوعية في تنظيم الجماهير العربية الفلسطينية الباقية بوطنها ولا وطن لها سواه. ان التصعيد الاسرائيلي الخطير ضد أبناء شعبنا في غزة اضافة الى جانب كونه نهجا إجراميا خطيرا، يحاول نتنياهو أن يجعله جزءً من حملته الانتخابية، فإنما هو يعبر عن العقلية الإسرائيلية الرسمية المتطرفة، التي تنظر الى الشعب الفلسطيني من فوهة المدافع والقاذفات، وليس كبشر أولا، يستحقون الحياة الآمنة ككل البشر، وكشعب ثانيا لهم الحق في الحرية وتقرير المصير.اننا ندعو المجتمع الدولي، حكومات وأحزاب ومنظمات יلمجتمع المدني وافراد، الى تحمل مسؤوليتها لحماية الجماهير العربية الفلسطينية في إسرائيل، ولحماية حقوق الشعب الفلسطيني التي أقرتها الشرعية الدولية.الى جانب ذلك مطلوب منا توحيد العمل على القضايا المشتركة ولمواجهة رياح العنصرية التي تهب في اسرائيل لحماية وجودنا ولحماية مستقبل ابنائنا على جميع المستويات، على مستوى العمل الشعبي والسياسي والبرلماني والبلدي والأهلي والقضائي والتخطيطي.
في سياق مؤتمرنا اليوم نذكر للرفيق القائد اميل توما وقوفه على رأس المبادرة لعقد مؤتمر الجماهير العربية في حزيران ١٩٨٠ الا ان الديموقراطية الإسرائيلية في صيغتها السابقة لم تحتمل انعقاد مؤتمر يهدف الى تنظيم جماهير شعبنا فأصدر رئيس الحكومة ووزير الأمن الاسرائيلي آنذاك، أمرا يحظر فيه انعقاد المؤتمر استنادا الى قوانين الطوارئ الانتدابية.ان وثيقة مؤتمر الجماهير العربية المسماة التي وقف اميل توما على رأس من قاموا بصياغتها المسماة وثيقة ٦ حزيران ١٩٨٠ما تزال صالحة وبامتياز لتشكل أساسا لتنظيم الجماهير العربية على أساس وطني ومدني مع التمسك بعزة الانتماء: “نحن أهل البلاد، ولا وطن لنا غير هذا الوطن، لم ننكر، ولا يمكننا أن ننكر حتى لو جوبهنا بالموت نفسه، أصلنا العريق: إننا جزء حي وواعي ونشيط من الشعب العربي الفلسطيني. لم نتنازل ولا يمكن أن نتنازل عن حق هذا الشعب في تقرير مصيره وفي الحرية والإستقلال على ترابه الوطني”.وتابع بركة قائلا، إنه بعد حظر المؤتمر بسنوات قليلة قامت لجنة المتابعة لتعمل الى جانب اللجنة القطرية التي قامت في العام ١٩٧٤ والى جانب لجنة الدفاع عن الاراضي والتي قامت في العام ١٩٧٥ والتي قادت الإضراب التاريخي في يوم الارض ١٩٧٦ والذي نحتفل كفاحيا بالذكرى ال٤٣ لاندلاعها بوصفه لانتفاضة الشعبية الديموقراطية الفلسطينية الاولى.
اننا نعكف في السنوات الأخيرة على الارتقاء بعمل لجنة المتابعة من خلال ابداع اطر عمل مشتركة تجمع بين السياسي والعلمي والمهني وهناك العشرات بل المئات من اصحاب الكفاءات العلمية والمهنة التخصصية، التي تساهم بشكل مبدع وتطوعي، في وضع آفاق للممارسة السياسية والاجتماعية الى جانب القيادة السياسية لمجتمعنا. وهذا يظهر في مؤتمر تنظيم القدرات البشرية الذي سيعقد للسنة الثالثة في 15 حزيران 2019، والذي يعمل في إطار ثمانية مجموعات علمية تخصصية وفي المشروع الاستراتيجي لمواجهة العنف في مجتمعنا، والذي يشارك فيه اكثر من مائة من اصحاب التخصصات، وذلك لاعتماده كبرنامج عمل على المستوى العام، وعلى المستوى المحلي، وهذا يظهر ايضا في العمل الدؤوب لمأسسة الحراك على المستوى الدولة، ويظهر في العمل لتنظيم عمل منتهي الجمهور في المدن المختلطة، وفي إقامة الهيئة الوطنية لحماية الاوقاف الاسلامية والمسيحية وغيرها الكثير، وكل ذلك الى جانب العمل في القضايا الوطنية والسياسية السيارة.فالمكانة القانونية لجماهير شعبنا هي ليست ما يخططه لنا الآخرون إنما مكانة شعبنا ومجتمعنا هي ما نصنعه نحن.