أمِّي الحَبيبَة
تاريخ النشر: 22/03/19 | 12:47( هذه القصيدةُ في رثاء المرحومة والدتي وهي لسانُ حال كلِّ شخص فقدَ والدته وكانت مثالا للكرامةِ وللتضحيةِ والفداء )
أيا نبعَ الحنانِ لِمَا رحلتِ – وبعدكِ كم فراغ ٍ قد تركتِ
وكم دمعٍ ٍ عليكِ يهلُّ حُزنًا – كموج ِ البحرِ في شجَنٍ وصَمْتِ
وَكُنتِ الشَّمْسَ للأبناءِ دومًا – سبيلي في الحياةِ لقد أنرتِ
وأنتِ البدرُ في الظلماءِ يبدُو – نسيرُ على طريقِكِ كيفَ سرتِ
إذا ما غبتُ ساعاتٍ لأمرٍ – فمَرَّاتٍ إليَّ قدِ اتصلتِ
تعلَّمنا الكرامة َ منكِ حقّا – وأنتِ على الكرامةِ قد نشأتِ
وَرَمزًا للإباءِ وكلِّ خير ٍ – ونبراسَ الهُدَى قد كنتِ أنتِ
وبعدَكِ كلُّ آمالي تلاشَتْ – وأضحَى العيشُ في هَمٍّ وَمَقتِ
رحيلكِ كان مأساةً بحقٍّ – وفي أوج ِ العطاءِ قدِ انطفأتِ
لقد عانيتِ من داءٍ أليمٍ – ورغمَ الداءِ أنتِ لكم صَبرتِ
هي الأقدارُ تسلبنا الأماني – على الأقدارِ أنتِ فما اعترَضتِ
وسَلَّمتِ الأمورَ لرَبِّ عرش ٍ – منارًا في الفدَا والحُبِّ كنتِ
وبعدكِ أنتِ دمعُ العينِ يَهْمِي – وأجواءُ الشُّجُونِ بكلِّ بيتِ
فلا شمعًا يُضاءُ وكُنتِ دومًا – لنا الشَّمعَ المُضيءَ لمَ رحلتِ
حنانُكِ لا يُدانِيهِ حَنانٌ – وَحُبُّكِ كانَ زادي ثمَّ قوتي
وَإنَّا في طريقِ الحقِّ نبقى – بنوكِ على الإباءِ كما عَهِدتِ
( شعر : حاتم جوعيه – المغار – الجليل )