بئر “البُصة” بالمدينة.. فيها غسل النبي رأسه وصب الماء به
تاريخ النشر: 25/03/19 | 14:09تضم المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام في العديد من مناطقها آبارًا نبوية، تشرفت بأن استعملها النبي صلى الله عليه وآله وسلم سواء شرب منها أو اغتسل من مائها فحلت فيه البركة النبوية.وقد حصر عدد من العلماء والمؤرخين ما يزيد عن 12 بئرًا نبويًا في المدينة المنورة، وأرّخوا لها ولتاريخها وارتباطها بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم والمناسبة التي حدثت عندها، ويرصد مصراوي في التقرير التالي قصة أحد هذه الآبار وهي بئر “البُصة”.توجد بئر البوصة في الجهة الجنوبية للمسجد النبوي الشريف خارج السور، وهي قريبة من البقيع على طريق العوالي بين النخل، وهي على يمين المتجه عبر الجسر من منطقة العوالي إلى العنبرية. مقابل مبنى بنك الرياض ومجمع وقف البوصة والنشير قائم على بستانها.أما علاقة البئر بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم فجاء ذكرها في السيرة النبوية المطهرة وكتب السنة، وأيضًا نقلها مؤرخو المدينة في كتبهم فذكرها محمد بن الحسن ابن زبالة في كتابه ” أخبار المدينة”، وأبو بكر بن الحسين المراغي في كتابه: “تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة”، ومحمد بن محمود بن النجار في كتابه: “الدرة الثمينة في أخبار المدينة” حيث نقلوا: “أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي الشهداء وأبناؤهم ويتعاهد عيالهم، قال؛ فجاء يوماً أبا سعيد الخدري، فقال: هل عندك من سدرٍ أغسل به رأسي فإن اليوم الجمعة؟ قال: نعم، فأخرج له سدراً وخرج معه إلى البصة ، فغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه وصب غسالة رأسه وراقة شعره في البصة”.وعلق ابن النجار على هذا الحديث واصفًا البئر ومكانها فقال: “قلت: وهذه البئر قريبة من البقيع، على طريق المار إلى قباء وهي بين نخل، وقد هدمها السيل وطمها، وفيها ماء أخضر، ووقفت على قفها وذرعت طولها، فكان أحد عشر ذراعاً منها ذراعان ماء، وعرضها تسعة أذرع ، وهي مبنية بالحجارة، ولون مائها إذا انفصل منها أبيض، وطعمه حلو إلا أن الأجون غلب عليه ، وذكر لي الثقة: أن أهل المدينة كانوا يستقون منها قبل أن يطمها السيل”.وقد أعيد حفر بئر “بُصة” وتجديدها أواخر القرن السابع لخدمة الفقراء والزائرين والواردين إلى المدينة، وقد أوقفها الشيخ عزيز الدولة، ريحان البدري شيخ خدام الحرم الشريف 697هـ/ 1297م، وذلك حسبما ذكر عبد الرحمن مديرس في كتابه: ” المدينة المنورة في العصر المملوكي”.أما بئر “البُصة” الآن فقد تمت إزالة معالمه وأصبح مكانها نافورة كبيرة أمام بناء يسمى “وقف البوصة والنشير” وفقًا لما ذكره المؤرخ والباحث في تاريخ المدينة المنورة الدكتور تنيضيب الفايدي