التدريب على النظافة

يعد التدريب على النظافة من المهام المهمة التي يقوم بها الطفل في أعوامه الخمسة الاولى. إن الطفل يلبس الحفاظ منذ مولده ويعتاد التبول والتبرز فيه لا شعوريا. للإنتقال من الحفاظ الى الملابس الداخلية علينا تفهم الطفل. فرغبة الطفل بالتبرز والتبول في القعادة ” النونية كما يطلق عليها البعض” لا يفعله الا لسببين الاول- لإرضاء الأم والأهل الثانية- لتقليد أفراد العائلة الذين يستعملون المرحاض.

من المهم قبل البدء بتدريب الطفل على النظافة التأكد من نضوج الطفل الجسماني والعاطفي. أما بالنسبة للنضوج الجسماني فيختلف الجيل بين الشعوب والحضارات فمثلا في افريقيا يبدا الاهل بتدريب الطفل منذ الولادة اما في اميركا فينتظرون 3 ، 4 وحتى 5 سنوات. ولكن يتفق الاخصائيين أن أفضل جيل للبدأ بتدريب الطفل على النظافة هو 18 شهرا -24 شهرا. حيث قبل هذه المدة لا يكن عند الطفل القدرة على التحكم بعضلات الفرج والدبر.

أما بالنسبة للنضوج العاطفي فيجب ان تحرص الام على ان يكون الطفل مرتاحا نفسيا ولا يقع تحت ضغوطات مختلفة مثل ولادة طفل جديد، دخول دار الروضة، انتقال من بلد لبلد او من بيت لبيت او وجود مشاكل في العائلة ، سفر الوالد او مرضه او مرض الام. فكل ذلك يؤثر سلبا على نفسية الطفل ويجعله مضغوطا ومشتتا.

من المهم الإشارة أن في السابق كان ينظر المجتمع الى ان تدريب الطفل على النظافة يعد إنجاز للام ونجاح لها لذلك كانت تتنافس الأمهات في من تدرب إبنها على النظافة في سن مبكرة. وكانت تستعمل أساليب قاسية كالتوبيخ والصراخ.

أما اليوم فننظر للتدريب على النظافة كإنجاز للطفل ونجاحه الخاص في النمو والتعلم لذلك توظف الأمهات طاقات كثيرة ليتعلم الطفل على النظافة.

ومن المهم الإشارة الى أن الكثير من الأمهات تضطرب من هذه العملية ولكن إن نظرنا للأمر بشكل مختلف ستكون هذه العملية ممتعة حيث من خلال هذه العملية تكتشف طريقة تعلم إبنها كيف يستوعب الأمور هل يحب التعلم عن طريق القصة، التقليد، الأغنية أو التجربة وما يدفعه للتقدم الهدية، المدح، القبلة او النجاح نفسه. كما تعرف ما يردعه عن التعلم أو يحبطه.

إذا أردت البدء بتعليم طفلك على النظافة عليك البحث عن بعض المؤشّرات التي تدل على أنّ الطفل جاهز للبدء بهذه العملية. الإشارات هي:

1- هل للطفل وقت متوقع للتبرز؟ هل يقول كلمات أو يشير انه يتبرز؟

2- هل يستطيع الطفل خلع سرواله ولبسه لوحده؟

3- هل يستطيع المشي والجلوس على القعادة؟

4- هل بدء بقول “لا” لك، هل يحب أن يجد بعض ألعابه في أماكنها المخصصة (هذا يشير الى الرغبة بالسيطرة على الأشياء في بيئته ووضعها في أماكنها)؟

5- هل يعرف الطفل معنى “مبلل” و “جاف”؟

6- هل يتفاعل من المدح ويحاول إرضائك؟

7- هل حفاظ طفلك جاف على الأقل مدة ساعة ونصف كل مرة؟

8- هل يهتم بالحمام وما يحدث داخله؟

إذا كانت إجابتك على الأسئلة أعلى بنعم فهذا يدل على أن طفلك جاهز للبدأ بالعملية. ولكن السؤال الأخير هل أنت جاهزة ، من المهم أيضا أن تكوني أنت جاهزة أي مرتاحة ولا تقعي تحت ضغوطات عائلية او في العمل. كما عليك تجهيز البيت بحيث تقلل من الضغط على الطفل .وكما تتعلم الام الصبر والتحكم بأعصابها وايضا تتعلم التجاهل عن الأخطاء كي تساعد إبنها على التعلم والتقدم.

إذا اردت البدأ بالعملية عليك اقتناء بعض القصص التي تتكلم عن الموضوع، قعادة بالشكل الذي يحبه الطفل او اللون الذي يحبه. بداية ضعيها في غرفة اللعب حتى تصبح مألوفة للطفل ومن ثم يمكنك نقلها للحمام. واشتري بعض الملابس الداخلية واحرصي ان تكون جذابة كي يحبها الطفل ويرغب بها. وبعض الطبع. كما عليك اتباع سياسة الباب المفتوح لبعض الوقت وذلك بتمكين الطفل من دخول الحمام معك او مع احد اخوته (يجب مراعاة عدم التعرض ورؤية العورات بشكل واضح).

كيف نبدأ؟؟

في حالة كان الطفل جاهزا هناك 3 طرق ويمكنك إختيار ما يلائمك ويلائم طفلك، وهي:

1- نزع الحفاظات مدة ساعتين يوميا وإبدالهما بسراويل داخلية. خلال هذه المدة تأخذ الأم الطفل وتجلسه على القعادة مدة معينة حتى يعتاد الأمر.

2- نزع الحفاظات كل الوقت ووضعها فقط وقت النوم وعلى الام تذكير طفلها للذهاب للحمام كل 15 دقيقة والذهاب معه. وعليها ان تشرح له ما يفعله خطوة بخطوة.

3- سؤال الطفل ماذا يريد أن يرتدي كل صباح الحفاظات او السراويل الداخلية هكذا يشعر الطف انه المسيطر على الموقف.

المكافئة المعنوية والمادية:

المكافئة المعنوية مهمة جدا للطفل لأنها تشجعه وتسعده فعلى الاهل تقييم انجازات الطفل ولو كانت بسيطة كجلوسه على القعادة، خلع سرواله ولبسه وطبعا عند التبول والتبرز في المكان الصحيح. ويمكن تشجيعه بالكلمات الطيبة، بالقبلات، بإبتسامة، بالتصفيق وبضمه للصدر. ممكن أبضا الإتصال بالأب أو الجدة لإخبارها بالإنجاز الكبير الذي قام به الطفل.

على الاهل تجنب العبارات السلبية تماما فهي لا تفيد وتدفع الطفل للقيام بنفس العمل كالتبول والتبرز على سراويله الداخلية. فلا تقول انت كبير وما زلت تتبول على ملابسك، لا تقارن بينه وبين إخوته، لا تصرخ او تنظر بنظرات اشمئزاز.

الجوائز المادية:

الجوائز المادية تعد أحيانا مفيدة واحيانا ضارة. على الاهل اختيار بعض الهدايا البسيطة بل الرمزية لإعطائها للطفل عند قيامه بالتبول او التبرز في القعادة من المهم ان تكون الهدية شيء يرغب فيه الطفل ويحبه مثلا طبعات، سيارات صغيرة، ادوات قرطاسية وغيرها. من المهم عدم إغراق الطفل بالهدايا وذلك كي لا يتشتت تركيزه ويصبح جل همه الحصول على الهدية وليس تعلم المهارة الجديدة.

ومن المهم ان تكون الهدية سواءا المعنوية او المادية فورية وليست مؤجلة فبالنسبة للطفل غدا او بعد اسبوع هي مدة بعيدة جدا.

ولقد قمنا بمحادثة بعض الامهات عن تجربتهن في تدريب اطفالهن على النظافة فقلن:

أم سلوى: بدأت مع سلوى في جيل سنتين وشهرين. كنت انزع الحفاظ مدة ساعة أو ساعتين يوميا ومن خلاله كنت اعمل سباق للمرحاض وعندما تسبقني وتجلس وتتبول كنت اقول لها انت سبقتيني يا سلوى وأعطيها بوسة او طبعة او احضنها. ولما كان يرجع والدها من العمل كنا نخبره ويفرح وهي تنبسط وتتشجع.

ولكن كان مشكلة في البراز كانت البنت تتصعب في الموضوع وترفض التبرز بالقعادة. ولا تقوم بذلك الا اذا كانت تلبس الحفاظ. ولم اكن اضغط عليها. بعد ان اعتادت دخول المرحاض استطاعت التبرز وهي بنت سنتين ونصف. الامر يحتاج الى صبر وان يكون الطفل جاهز نفسيا وجسديا وعقليا. وأن يرغب بأن يكون كبير.

أم كمال: لقد شعرت بنشوه كبيره عندما استطعت تحقيق ذلك مع ابني وقد كنت قلقه جدا قبل البدء بهذه المرحله لما سمعته ورأيته من تجارب الاحريات. واليوم انظر خلفي وأرى كم كان الامر سهلا وسلسا لي ولكمال. والامر يعود لعدة اسباب قد تغفل بعض الامهات عنها اهمها النضوج الجسدي والعاطفي عند الطفل وقد بدأت في فطام ابني في جيل سنتان وثلاثة اشهر بعد ان شعرت انه جاهز لذلك ويريد ايضا. نقطه اخرى هي جاهزيه الام ايضا ومدى صبرها وتفهمها لابنها, فألام الغاضبه والمعنفه لا تخلق الا خوفا وتوترا لدى الطفل وهذا يعيق ويطيل فترة التعلم. انا اذكر اني ورغم الصعوبه التي كانت لدي بكل ما يتعلق بالنظافه حاولت عدم الضغط على كمال.

انا اذكر اني حضرت نفسي كثيرا وحضرت كمال والبيت ايضا حتى لا اتضايق كثيرا . احضرت عدة قصص له قبل البدء, اشتريت النونيه وكرسي المرحاض وقصصت الصور وعلقتها في البيت.

أم سارة: عندما بلغت ابنتي سنتين بدأت بتعليمها على القعادة احضرت قعادة وبعض القصص عن الموضوع . قرأت لها القصص وبدا البنت بالجلوس على القعادة وهي تلبس ملابسها بعد ان اعتادت الامر قمت بشاء ملابس داخلية جميلة لها واستبدلت الحفاظ بالملابس الداخلية. في البداية كانت حوادث كثيرة الى ان فهمت البنت ما يطلب منها واصبحث تذهب للحمام للتبول فاقبلها واعطيها طبعة كانت تسر كثيرة وكان الامر يشجعها كثيرا. اما بالنسبة للتبرز فكانت تخاف وكنت الاحظ انها تمتنع فخفت ان تصاب بالامساك فكنت اضع لها الحفاظ فترتاح. اما بعد ان اعتادت المرحاض واصبح شيئا معتادا استطاعت التبرز بالقعادة. اما بالليل فكنت اضع لها الحفاظ وعندما رايت ان معظم الايام يكون الحفاظ جاف . نزعت الحفاظ واصبحت احرص ان تدخل المرحاض قبل النوم.

أم مريم: اعتادت ابنتي رؤيت اختها الكبرى تدخل المرحاض فكانت دائمة الرغبة بتقليدها وتقليدي. فقمت بشراء بعض الكتب ولعبة تتبول في القعادة. وعندما كانت ابنتي ترغب بدخول المرحاض كنت انزع الحفاظ واجلسها على القعادة الكبيرة وانا ممسكة بها وكنت اصفق لها عندما تتبول. ويوما فيوم زادت رغبتها بالتدرب على النظافة فقمت بإقتناء قعادة ووضعتها في الحمام وقمت بنزع الحفاظ ووضعه فقط وقت النوم. لا بد من حدوث حوادث في البداية فالبنت كانت معتادة على التبول على الحفاظ كل الوقت. ولكن عند حدوث ذلك لا اوبخها بل اقوم بتنظيفها وتذكيرها بما يجب فعله، احيانا تنشغل باللعب ولا تريد الذهاب للنرحاض. احيانا تقاوم فقمت بتغير الطبع التي اعطيها اياها كهدية. ومن ثم قمت بوضع قعادة اللعبة بلحمام وطلب من مريم ان تقوم بالذهاب معها للحمام الامر شجعها واصبحت تاخذ اللعبة عندما تحتاج الدخول للحمام.

الخلاصة: حتى تبدأي بتدريب طفلك على النظافة افحصي اذا كان جاهزا واذا كنت انت جاهزة. تذكري ان التشجيع والكلمات الطيبة تشجع الطفل وتساعده على التقدم والنجاح اسرع. اجعلي هذه الفترة ممتعة لك ولطفلك فهي وقت خاص لتتعرفا اكثر على بعضكما. كما على الام ان تكون مبدعة فربما يعترض الطفل او يمل فعليها التجديد مثلا تغيير الهدية، عمل مسابقة لدخول الحمام، اخذ لعبة معه للحمام لكي تتبول وهكذا تشجعيه. فالطفل يحب التجديد والمفاجأة البسيطة.