الجيش الجزائري الحالي .. ثوري وليس إنقلابي
تاريخ النشر: 04/04/19 | 22:00المتتبّع لأحداث الجزائر سيقف لا محالة إلى أنّ الجيش الجزائري الحالي وقف مع الشعب وسانده في مطالبه ولا يمكن بحال وصفه بالجيش الانقلابي لعدّة عوامل منها:
1. لحدّ الان لم يوجّه الجيش الشعبي الجزائر خطابا مباشرا للشّعب الجزائري واكتفى بالتحدّث لأبنائه وداخل ثكناتهم أي بالتعبير الجزائر ي مع لاعبيه وفي ملعبه.
2. الجيش الشعبي الجزائري لم يهدّد يوما رئيس البلاد يومها أي الرئيس المستقيل حاليا وظلّ يحترمه حتّى بعد الاستقالة وهو طريح الفراش.
3. لم ينزل الجيش الدبابات إلى الشارع ولا رجال النخبة وهم مدجّجون بالسّلاح كما حدث مع أحداث 5 أكتوبر 1988 وعقب انقلاب 11 جانفي 1992، وقد رأيت ذلك لأوّل مرّة في حياتي وكتبت عنها عدّة مرّات حين تستدعي المناسبة ويتطلبها المقام لمن أراد أن يعود إليها.
4. يملك الجيش تجربة مريرة تتعلّق بتدخله في أحداث أكتوبر 1988 وانقلاب جانفي 1992، ولا يريد بحال أن يكرّر مساوئ تلك المرحلتين أي لايريد انقلابا عسكريا.
5. يملك الجيش الجزائري تجربة غنية تعود للثورة الجزائرية لايحتاج بفضلها إلى إبراز العضلات عبر الانقلاب العسكري ويكفيه مابين يديه من تجربة.
6. يعمل الجيش الجزائري ضمن مؤسّسة جامعة وقد تجلى ذلك في البيانات التي أذيعت عبر قيادة الأركان وضمن المؤسّسة العسكرية، ومن يعمل ضمن مؤسّسة لا يمكنه أن يقيم انقلابا.
7. لايبحث الجيش الجزائري عن رتب عسكرية عالية عبر الانقلابات العسكرية فهو يرتقي لأعلى الرتب ويتعفّف من أن يلطّخ الرتبة العسكرية بالانقلابات.
8. تصرّف الجيش الجزائري مع أحداث الجزائر بهدوء وعبر مراحل وثقة وحذر. وجيش هذه طبيعته لايمكنه أن يقيم انقلابا عسكريا أو يسعى إليه.
9. القرارات الهامّة والمصيرية التي اتّخذها الجيش بشأن أحداث الجزائر كانت علانية وعبر وسائل الإعلام وفي وضح النهار، وهذه صفات جيش لا علاقة له بالانقلابات.
10. حقّق الجيش كلّ مطالب المجتمع الجزائري باحترافية عالية، ودقّة بالغة، ودون إراقة قطرة دم، ومازال وفيا لمجتمعه ملتزما بوعده كلّما دعت الظروف ودون انقلابات عسكرية.
11. الإجراءات التي اتّخذها الجيش لحدّ الآن كانت وما زالت ضمن الدستور حتّى أنّه يصف المعادين للجزائر بعبارة “جهات غير دستورية”، ويطالب ساسة الجزائر بالاحتكام للدستور فقط ودون الخروج عنه.
12. الجيش ليس ضدّ الرئيس حتّى يقيم ضدّه انقلاب بل مازال يحترمه كرئيس سابق ويكنّ له بالغ الاحترام ويحترم مرضه وشيخوخته. ولا أشكّ أنّه سيقضي أيامه بين الجزائريين وتحت حماية الجيش ورعايته بنفس المكانة والاحترام والتقدير التي تليق برئيس سابق. ولا أشكّ أنّ الجيش سيكون أوّل من يقيم له جنازة رئاسية تليق برئيس سابق. وهذه الخصال من شيم الجيش الجزائري العريق ولا يمكنها بحال أن تكون لجيش انقلابي.
13. لقد أطلقت دعوات من المتظاهرين والسّاسة بتدخل الجيش لمعترك السّياسة، ومازال الجيش الجزائري يرفض بقوّة أن يلطّخ سيرته العسكرية وماضيه الثوري بالعفن السّياسي الذي يدعونه إليه.
14. من أعظم مايميّز الجيش الجزائري أنّه لم يستنجد بقوّة أجنبية لحلّ مشاكل داخلية، ولم يتدخل في الخارج للتغطية عن هموم داخلية، فهو بهذا يبيّن أنّه الحر الأصيل الذي يعالج الداخل رفقة أبنائه ولا يورّطهم في شؤون غيره.
15. رفع المتظاهرون من أبناء الجزائر طيلة المظاهرات ومن اليوم الأوّل شعار: “الجيش الشعب.. خاوة خاوة”، مايدل على حبّ واحترام وتقدير الجزائريين لجيشهم لأنّهم تأكّدوا أنّه جيش يرعاهم ويحميهم ولا ينقلب على إرادتهم ومطالبهم المشروعة.
معمر حبار