مظاهرات 5 أفريل 2019 – معمر حبار
تاريخ النشر: 08/04/19 | 10:48مقدّمة لابدّ منها: حضرت لحدّ الآن مظاهرات1 و 8 و 15 و 22 مارس و 5 أفريل 2019 وتعمدت أن أتغيّب عن مظاهرة الأسبوع الماضي 29 مارس 2019 لأنّي اعتقدت أنّ المطالب في مجملها قد تحقّقت خاصّة بعد تفعيل مادة 102 وخشيت أنّ ستكون المظاهرات ضدّ هذا المطلب وضدّ من دعى إليه لذلك امتنعت عن الحضور غير نادم ولا آسف. ومواقف المرء تسجّل في حينها وعلانية. ومن الملاحظات التي وقف عليها الشّاهد في مظاهرات 5 أفريل 2019 هي:
1. جاءت مظاهرات 5 أفريل بعد استقالة الرئيس السّابق، واعتقال بعض رجال الأعمال، وحسم المؤسّسة العسكرية الجزائرية للأمر بمطالبة الرئيس السّابق بالاستقالة، والانتقال من المطالبة بتطبيق مادة 102 من الدستور إلى تطبيقها فعليا عبر الاستقالة، ونشر الجيش لخبر اجتماع بعض الجنرالات ورؤساء الأحزاب والمخابرات الفرنسية للإطاحة بالجزائر وزرع الفوضى الدائمة القاتلة، وصراع على أشدّه بين قيادة أركان الجيش وأطراف في الرئاسة وقد تمّ تسوية هذا الملف نهائيا باسترجاع الجيش لمصلحة المخابرات لأركانه وإقالة الجنرال “طرطاق” كما جاء في بيان تفصيلي للمؤسّسة العسكرية الجزائرية.
2. من المطالب الفورية وبصفة عاجلة للمتظاهرين طرد مايعرف في الجزائر بـ “الباءات الأربعة” المتمثّلة في: بلعيز الطيب رئيس المجلس الدستوري، بدوي نور الدين رئيس الحكومة الأخيرة الحالية، بن صالح عبد القادر رئيس مجلس الأمّة، وبوشارب معاذ رئيس حزب جبهة التحرير الوطني.
3. مالفت انتباهي وأنا أجوب الشارعين الكبيرين لوسط الشلف أنّ المتظاهرين تجاوزوا مرحلة المطالبة برحيل النظام إلى المطالبة برحيل بقايا النظام أي المسألة انتقلت من المطالبة برحيل رأس الهرم وقد تمّ فعلا ذلك إلى المطالبة بالتّابعين له صغارا كانوا أم كبارا لأنّ الفساد شمل كلّ أطراف الجسد من القدمين إلى الرأس.
4. من أسوء مارأيت طيلة المظاهرات التي حضرتها شعار: “لاميثاق لادستور.. قال الله قال الرسول”. وهنا يستوجب المقام من المتتبّع أن يتدخل ويقول: رأينا هذا الشعار يرفع في التسعينات من القرن الماضي وكانت من نتائجه – أقول من نتائجه – عشرية حمراء أتت على الحجر والشجر. واليوم يعاد تفعيل الشعار من طرف الحركى الجدد المنادين بحرمة المظاهرات لأنّ ولي الأمر السّعودي يحرّمها وتعتبر خروجا عن ولي الأمر السّعودي وليس الجزائري. ويرفع من جديد في مظاهرة 5 أفريل 2019 من طرف طفل برئ لم يعش جمر التسعينات ولم يشاهد رقابا تطير في السّماء بسبب هذا الشعار الذي تمّ توظيفه بطريقة سيّئة جدّا نسفت أركان المجتمع. وإن كان المجتمع الجزائري يسعى لطرد المفسدين والحدّ من الفساد فإنّ رفع هذا الشعار الآن يعتبر من مظاهر الهلاك التي يجب توقيفها عاجلا وبقوّة لأنّ المجتمع لايطيق تحمّلها ولا يستطيع مواجهة أضرارها البالغة والخطيرة.
5. من الشعارات الجديدة الرقيقة التي رفعت: “كُلّ يٙوم مٙسِيرٙة …مٙنٙاش سٙاك۫تِين۫” . “جٙي۫ش۫. “شٙع۫ب .. خٙاوٙة خٙاوٙة” . “ب۫لاٙد۫ ب۫لاٙد۫نٙا و ن۫دِيرُو رٙاي۫نٙا”. “ألو بٙد۫وي .. وٙحٙدٙاد۫ راه۫ ي۫عٙاني”. “جٙابُول۫نٙا رٙڤٙاصٙة.. و۫قٙالُوا ل۫نٙا وٙزِيرٙة”
6. وأنا متّجه للمظاهرة وبمجرّد ماوصلنا لمسجد “الأمال” سمعنا الإمام يسلّم معلنا الانتهاء من صلاة الجمعة. قلت لزميلي: إنّها الساعة 13 و 10 دقيقة ولم يحن الوقت بعد، فأجاب: هذا الإمام مشهور بالخطبة السّريعة جدّا لذلك يحضر خطبته الكثير من النّاس. وفعلا نظرت من حولي فرأيت خلق عظيم يرتاد المسجد بحثا عن الخطبة السّريعة. نظر المتتبّع إلى الأمر من الناحية السّياسية ويقول: لايرضى الشعب بالحاكم الذي يبقى في الحكم إلى الأبد، ومن سرّه أن يحبّه شعبه فليجعل بقاءه في الكرسي خفيفا وسريعا.
7. اتّجهنا بعدها إلى مسجد مجاور وهو “النور” بالڤلال، قال الإمام الشاب قبل إقامة صلاة الجمعة: “من سدّ فرجة أدخله الله الجنّة”، وأعجبني كلامه وهو صاحب الصوت الحسن والذي ظلّ يدعو للجزائر بكلّ خير فأقول: تقف الجزائر على ثغرات خطيرة وعديدة وفي كلّ جانب وميدان، والمطلوب من الجزائري أن يسدّ هذه الثغرات بما يملك ويستطيع ويؤمن بما يقوم به فإنّ ذلك من أبسط الواجبات والعهود الغليظة المترتبة على الجميع ودون أن يصاب صاحبها بالإرهاق والملل.