مظاهرة 12 أفريل 2019 – معمر حبار
تاريخ النشر: 15/04/19 | 12:35صليت صلاة الجمعة بمسجد سيّدنا بلال بن رباح رحمة الله عليه ورضي الله عنه وأرضاه بوسط مدينة الشلف، واتّجهت بعدها مباشرة للمظاهرة الثّامنة 12 أفريل 2019 فكانت هذه الملاحظات:
1. لايبدو أثر التّعب والإرهاق على المتظاهرين بل يزداد عددهم من حيث النوع أي التحاق الجدد كلّ يوم جمعة.
2. رأيت وبشكل واضح تزايد عدد كبار السن والشيوخ ضمن المتظاهرين، مايدل على أنّ المظاهرات لم تعد حكرا على الشّباب كما كانت في الأسابيع الأولى من المظاهرات.
3. مازلت أستنكر على أصحاب السيارات والدراجات النّارية اقتحامهم سير المظاهرات بشكل يزعج السّامعين ويسبّب فوضى في السّير والاتّجاه وإلحاق أضرارا بالأشخاص الذين لايطيقون تحمّل رائحة البنزين. والمطلوب إذا أرادوا المشاركة أن يبقوا في آخر المسيرة حتّى لايعرقلون السّير الحسن للمسيرة ويتركوا هامشا للحركة في حالة ظهور طارئ كحالة إغماء أو تدافع أو مرور سيارة إسعاف أو غير ذلك ممّا لايمكن توقّعه.
4. رأيت شخصين كهلين يحملان 3 صور لـ: بن بيتور، ويامين زروال، وأحمد طالب الإبراهيمي ويطالبان بتسليم حكم الجزائر لهؤلاء الثّلاثة ولمدّة انتقالية. تدخلت وقلت لهما: مازالت مشكلة الجزائر في استبدال صورة بصورة وشيخ بشيخ وشيب بشيب. وهؤلاء سبق لهم أن حكموا الجزائر ولا يحقّ لهم أن يحكموا الجزائر ولو كانوا أحسن وأفضل. ولا يعقل في مسيرات ضخمة على المستوى الوطني التي تضم 23 مليون متظاهر حسب بعض الإحصائيات أن لايوجد فيهم جزائري يقود الجزائر. تدخل أحدهما قائلا: لا يعقل أن يقدّم الحكم لهؤلاء الشباب الذين تنقصهم التجربة. أجيب: أوافقك في كون الشاب صاحب العشرين من عمره لايملك التجربة الكافية لتسيير دولة بحجم الجزائر لكن يوجد الجزائري صاحب الأربعين والخمسين ولم يشارك من قبل في الحكم ويمكنه الان أن يحكم بمعونة نخبة من المستشارين والمتعاونين والنّاصحين. وإنّه لمن الأخطاء التي مسّت أحداث الجزائر هي المطالبة بعودة أشخاص سبق لهم أن حكموا الجزائر من قبل وكأنّه لايوجد غيرهم والجزائر ولودة. وقد سبق لي أن كتبت في نفس الموضوع باستمرار عبر صفحتي كلّما استدعى المقام ذلك وكتبت مقال بعنوان: “زروال.. لاتعد لحكم الجزائر من جديد ” وبتاريخ: السبت 23 رجب 1440 هـ الموافق لـ 30 مارس 2019، لمن أراد أن يعود إليه.
5. بعد الانتهاء من المشاركة في المظاهرة اتّجهت رفقة بعض الأساتذة الجامعيين وأساتذة الثانويات في إحدى المقاهي بمنطقة “الزبوج”، وتمّ التطرق لنقاط تتعلّق بأحداث الجزائر، ومنها: هناك اختلاف يكاد يكون جذري بين المشاركين في المظاهرات أنفسهم حول كيفية تسيير الجزائر حاليا. البعض وأغلبهم من الشباب يريد التغيير الجذري والسّريع أي طرد “الباءات الأربع” وعدم العمل بالدستور الحالي وتنصيب لجنة تتكفّل بالمرحلة الانتقالية وتأجيل الانتخابات لأنّ غليان الشّارع الآن لايسمح بذلك. والبعض الآخر وأغلبهم ممن شهد أحداث 5 أكتوبر 1988 والعشرية الحمراء من القرن الماضي عقب انقلاب 11 جانفي 1992 يرون العمل ضمن الدستور وعدم الخروج عنه والسعي دوما لتصحيح الأخطاء لكن دائما ضمن الدستور الحالي في انتظار إدخال تغييرات تناسب المرحلة الحالية، كأن توضع لجنة مستقلّة لمراقبة الانتخابات وتكثيف مراقبة التصرفات السيّئة للمسؤولين والحرص الدّائم على محاربة الفساد السّابق والذي يظهر في أيّ وقت ومن أيّ كان. وهذا الحلّ ليس مثالي ولا يعتبر الوحيد لكنّه يجنّب الجزائر مرحلة انتقالية لاتعرف نهايتها خاصّة وأنّها ستمتد لعقود في ظلّ التجاذب بين الذي يشهده الشارع الجزائري وضعف السّاسة وعدم الثّقة كما امتدت مرحلة التسعينات لعقدين ومازالت نتائجها ظاهرة لحدّ الآن وجمرها يلهب الظهور لغاية كتابة هذه الأسطر.