تُنشدين جفرا ..!

أحلم بك ..
تمشين على ضوء القناديل
في مرج أخضر
تبثّين عطر الزعتر
وحولك أغصان الزيتون
تزفُّكِ الى فضا اللانهايات
وأمي تقف على حافة الطريق
وتغنّي لك غنيّة
************
أحلم بك
عروس جبلية
تمشين على لحن زفة العائدات
من جفاف الرحيل
من الليل الطويل
الى خضرة الجليل
وبنات الروحة يعزفن النايّات
ويحملن المشاعل
ينشدن لك المواويل

*********

أحلم بك ..
عذراء غجرية
خرجت من سما حطين
وُلدت من فلق الليل
مشت على سطح ماء البحيرة
على كتفيها أثقال السنين
و نزيف جنين
ومن عينيها يقطر زيت سخنين
ينزف دم صبّارين
**********
أحلم بك ..
صاعدة الى الكرمل
لتلاقي من غرقوا
في غياهب البحر
وتبحثين ..
عن زعقات من ذهبوا
تحت رمس القبر
وأغنيات من غنّوا
لحنهم تحت الجمر
وصدى من زعقوا
في وجه القَهر
وقبلات من قبَّلوا
جبين البحر
وكتبوا لهاثهم على
دمع الصخر
************
أحلم بك ..
صبرة زرعتها أمي
على باب الدار
قطفت ثمرها وبقيت خضرا
رحلت عنها وبقيت خضرا
بكت عليها وبقيت خضرا
بقيت رافعة أكفُّها الى السما
تناجي النجوم االرحلات
الى بيداء المتاهات
البحثات عن عودة الملاّيات
غابت النجوم وبقيت خضرا
**********
أحلم بك ..
تتهادين ..
على تراتيل أجراس
براعم اللوز
تسيرين في زفة الربيع
وفوقك السما زرقا
وتحتك الأرض خضرا
وبيسان واقفة تنتظرك
على حافة الطريق
ومعها وردة حمرا
وحولها تنشد العصافير جفرا
*******

يوسف جمّال – عرعرة