جدارية “الخابية..جذور فلسطين” بالمزرعة
تاريخ النشر: 24/04/19 | 20:07ضمن برنامج يوم العطاء الذي ينظمه مركز مساواة لحقوق المواطنين العرب في اسرائيل، وبالتعاون مع المجلس المحلي في قرية المزرعة، وفي إطار مشروع يوم العطاء الوطني وبتقاطع مع آذار الثقافة، تم اليوم تركيب جدارة “الخابية – جذور فلسطين” للفنان الفلسطيني زاهد عزت حرش في قاعة المركز الثقافي – المنارة في قرية المزرعة.وتم تركيب الجدارية بحضور رئيس المجلس المحلي فؤاد عوض، والفنان زاهد عزت حرش، ومجموعة نادي القراءة، اضافة الى مدير المركز الجماهيري راني عوض، وعضو المجلس المحلي ونائب رئيس الهيئة الإدارية للمركز الجماهيري صالح زينه. وُلدت فكرة الجدارية من احباط شخصي على مدى السنوات الماضية وصعود مظاهر العنف المذهبي في شرقنا العربي، وانعكاس الأحداث في سوريا على العرب عمومًا والشعوب المستضعفة والفلسطيني بوجه خاص. فاختار الفنان أن يبحث عن “فلسطين التي أحب” لخلق بديل لآفة العنف المتفشية في مجتمعنا الفلسطيني، ولم يجد بديلًا أفضل من المبدعين الفلسطينيين الذين أضاؤوا تاريخ فلسطين بأدبهم، شعرهم، مسرحهم، السينما، الفنون الاستعراضية والتشكيلية التي انتجوها.
من جانبه أكد مدير مشروع يوم العطاء الوطني باسل طنوس أن “هذه الجدارية هي الخابية التي يجب ان ينهل منها بنات وابناء شعبنا المعرفة كرد على سياسة التجهيل الرسمية بكل ما يتعلق بالتاريخ والارث الفلسطيني الادبي والفني في كل المجالات”.
فيما أكد الفنان زاهد عزت حرش أن فكرة الجدارية كانت قائمة لديه منذ مدة وكان قد أنجز المرحلة الأولى منها بجهد ذاتي، قبل أن تلقى اهتمام مركز مساواة ومديره جعفر فرح، وبدعم من مركز مساواة انتقل العمل على إنتاجها بشكل جدارية كبيرة في إطار يوم العطاء الوطني وآذار الثقافة.وعلّقت النسخة الأولى عن الجدارية المرسومة في مبنى نقابة المحامين – لواء الشمال الذي استضاف مؤتمر المكانة القانونية للجماهير العربية في آذار 2019، وثم في مركز الكرمل بحيفا، وفي عدة برامج في إطار يوم العطاء، قبل أن تستقر الجدارية بموطنها الخاص في المركز الثقافي بقرية المزرعة.ويؤكد حرش “هكذا أصبحت الفكرة مستوفاة كافة احتياجاتها لتعرض في الحيّز العام بمدننا وبلداتنا العربية، علّها تكون بداية للتواصل بين الناس والفن البصري، الهادف إلى تعميق المعرفة والوعي.. بتاريخنا وحضارتنا التي هي أثمن ما نملك”.وأهدى الفنان زاهد حرش مجموعة اصداراته كهدية لنادي القراءة في القرية كبادرة دعم للمشروع المولود حديثًا، ونسخة أخرى أهداها للسيد راني عوض مدير المركز الجماهيري.
ونُظم برنامج “يوم العطاء الوطني” على مدار أسبوع بين 21/3/2019 و 29/3/2019 وشمل نشاطات مختلفة تهدف إلى تعميق استعادة ملكية الناس على الحيز العام وتذويت القيم والأخلاق الإنسانية لتحل مكان محاولات الإحباط واليأس والشرذمة والعنف، وذلك بمشاركة المئات من الشباب والمتطوعين في مجموعة من الأطر الشبابية والجماعيات الأهلية بأكثر من 25 بلدة وقرية عربية في البلاد. يسعى البرنامج الى تعميق قيمة العطاء المترسخة في ثقافتنا وموروثنا الثقافي والمجتمعي والديني، وليكون مشروعًا وطنيًا، وليس مجموعة من الجهود الفردية. لماذا الخابية؟ لأن الخابية هي أجران من الفخار أو زجاج اعتادت العائلة الفلسطينية أن تحفظ فيها مؤونة البيت من المواد الغذائية، من زيت، حبوب، دقيق، سمن، أجبان، مخللات، وشتى الاحتياجات الأخرى. بالتالي فإن “هذا الذي يحتفظ به الإنسان الفلسطيني هو قوت البقاء.. وما أنتجه مُبدعو فلسطين من عطاء في المجالات المتعددة هو زاد فلسطين، وهو التعبير الأكثر صدقًا ومصداقية من أي شيء آخر.. فهو الشيء الذي يبقى ويحمله التاريخ والإنسان من جيل إلى جيل” كما يفيد حرش.تم رسمها باستخدام تقنيات متعددة ومتنوّعة، من الرسم بواسطة قلم ضوئي على برنامج محوسب، وحتى رسم يدوي لكل شخصية قبل أن يتم مسحها ضوئيا ونقلها لبرنامج الحاسوب، وبعدها باستخدام أقلام الحبر الهندسي، وثم أعيد رسمها بالقلم الضوئي.تحوي الجدارية 151 مبدعًا يشمل الرسام. تم طباعتها على بلاط سيراميك.استغرق العمل على الجدارية ما يربو عن ثلاثة أعوام لانجازها بالتمام والكمال.ساعات الرسم زادت عن 800 ساعة.