اضاءة على كاتبة الاطفال آمال دلّة كرينّي
تاريخ النشر: 23/04/19 | 14:32الأستاذة آمال دلّة كرينّي كاتبة وشاعرة مخضرمة عريقة ، كتبت الشعر والخاطرة والقصة للأطفال ، لكنها لم تنشر سوى القليل من كتاباتها في الصحافة المحلية . ورغم مكانتها الثقافية والأدبية وعراقتها في مجال الكتابة للطفل ، واصداراتها المتنوعة في هذا المجال ، ورسالتها التربوية القيمية ، إلا أنها للأسف لم تحظَ بالاهتمام النقدي المرتجى .
هي كاتبة ومثقفة لا تركض وراء المجد الرخيص ، ولا تبحث عن أوسمة ونياشين وشهادات تقدير ، ولا عن منابر إعلامية أو حاضنة ثقافية ، وإنما الأدب والكتابة بالنسبة لها رسالة والتزام قبل كل شيء .
آمال دلّة كرينّي من مواليد كفر ياسيف في الجليل قضاء عكا ، وتقيم فيها ، أنهت دراستها الثانوية في مدرسة يني يني ، والتعليم العالي بدار المعلمين في يافا .
اشتغلت مدرسّة للصفوف الابتدائية مدة 5 سنوات ، ثم انتقلت لتدريس صف البستان لفترة امتدت 20 عامًا ، ثم خرجت للتقاعد المبكر . وبعد ذلك التحقت بكلية اورانيم وحصلت على شهادة معلم كبير ، وشهادة بموضوع التعليم البديل عن طريق الفن ، واشتركت ايضًا في دورة لإكمال اللقب الاول في أدب الأطفال وأخرى عن الرسم للأطفال ، ونالت شهادة ” لقب مضاعف ” ، واكملت دورة في أدب الأطفال ولغة انجليزية بجامعة حيفا .
واشتغلت آمال كرينّي مرشدة للبساتين والروضات من قبل كلية اورانيم ، ومعلمة في دار الطفل العربي بعكا ، وفي كلية المعرفة بيركا ، وكلية المعرفة في شفاعمرو والناصرة ، وفيتسو الناصرة جمعية للنساء .
واشغلت آمال رئيسة تحرير مجلة المرآة ، السياسية الثقافية المتنوعة ، التي أصدرتها باللغة العربية ، ثم صدرت باللغة الانجليزية مدة 7 سنوات عن دار العودة بالقدس، بعدها توقفت عن الصدور .
بدأت آمال كرينّي كتابة القصص والاناشيد للأطفال في أواخر الستينات ، حين كانت تعمل مدرسة لصف البستان ، لكنها لم تطبع ما كانت تكتبه في تلك الفترة .
ومن بواكير قصصها ” قطرة ماء ” التي اطلع عليها في حينه البروفيسور ابراهيم جريس المحاضر في جامعة حيفا ، والدكتور فهد أبو خضرة ، وقاما بتدقيق وتنقيح القصة لغويًا ، ولقيت التشجيع منهما للاستمرار في الكتابة ، وفعلًا واصلت الدرب والمشوار وكتبت عشرات القصص والاناشيد للأطفال .
وتأثرت آمال بقصص وحكايات كثيرة كانت تسردها وتقصها عليها أمها وجدتها وعمتها ، ثم تأثرت بقصص الأخوين جريم ، وبالكاتب والرسام موريس سندك ، لكنها في النهاية خطت لنفسها أسلوبًا كتابيًا خاصًا بها .
صدر لها : قطرة ماء ، كتاب أناشيد الأطفال ، مروة وضفيرة ، عيد ميلاد حبيب ، طيارة ورق بالعامية ، طائرة ورق بالفصحى ، أنا كبير ، حديقة أم عليّ ، بلبل بلابل ، طير وهدّي يا فراش ، متى أقول لا .
وشاركت في كتاب بساط الريح ، وترجمة كتاب نهج الحياة الديمقراطي في بساتين الأطفال .
تتراوح كتابة آمال كرينّي بين العامية والفصحى ، وتدور قصصها حول محاور وموضوعات تربوية واجتماعية ، وتتركز على الجانب الإنساني القيمي والنفسي والتربوي والارشادي والتعليمي والتثقيفي والترفيهي .
وتتسم قصصها وأشعارها بالجمال والشفافية والصدق ، ويطغى عليها عنصر التشويق والإثارة في سرد الاحداث ، وما يميزها القيمة الفنية والفكرية والموضوعية ، وتجسيدها للمشاعر الإنسانية الطفولية البريئة ، فضلًا عن جودة السبك واللغة الجميلة وتوظيف التعابير البلاغية ، بعيدًا عن السطحية والركاكة والأخطاء النحوية ، فلغتها حية ، رشيقة ، سهلة ، وفصيحة .
آمال دلّة كرينّي كاتبة رائدة جادة تمتلك ثروة لغوية ، وتمتاز بالبساطة المدهشة ، ونموذج صريح للامتزاج العجيب الذي يجمع بين التواضع والرقي ، الخيال الجامح ، والواقع المعاش ، فهي ابنة البيئة الشعبية ، وتمنح طفولتنا كل هذا الألق والسعادة المعجونة بالعلم والمعرفة والنور ، واعمالها تستحق الاهتمام والدراسة والمتابعة النقدية ، فلها كل التحيات العطرة ، ونتمنى لها دوام العطاء والابداع .
بقلم : شاكر فريد حسن