مؤتمر لتعزيز أمان الاولاد العرب في الناصرة

عقد الثلاثاء في قاعة المؤتمرات في مستشفى الناصرة –الانجليزي مؤتمرا لتعزيز أمان الأولاد في المجتمع العربي بالتعاون ما بين مستشفيات الناصرة الثلاث وبلدية الناصرة ومؤسسة “بطيرم” لأمان الأولاد. ويأتي انعقاد هذه المؤتمر للوقوف على اهم مسببات الاصابة للأولاد من جيل صفر حتى 18 عام في المجتمع العربي عامة وكيفية تقليص مسبباتها والوقوف على اهم اساليب التوعية ورفع الوعي لدى المجتمع العربي حول موضوع امان الاولاد وتناول جوانب اخرى وابعاد متنوعة لإصابات الاطفال غير المتعمدة . وتضمن المؤتمر كلمات ومحاضرات من الجهات المشاركة في المؤتمر اهمها محاضرة حول المسببات الرئيسية للوفيات واصابات الاولاد في المجتمع العربي قدمتها مستشارة الامان في مؤسسة “بطيرم” عبير بخيت حيث عرضت خلالها معطيات مهمة تُبين ان حوالي 53% من اصابات الاولاد في المجتمع العربي تحدث بسبب حوادث الطرق بما في ذلك حوالي 15% من الاصابات نتيجة الدهس الى الوراء واصابات تحدث في البيئة المحيطة بالسيارة وما الى ذلك، حيث ان هذه النسبة تُعد اعلى بأكثر من 30 مرة من المجتمع اليهودي. واشارت ايضا خلال محاضرتها ان حوالي 46% من مجمل حالات الاصابة يضطر المصابون خلالها المكوث في المستشفى للعلاج كانت بسبب السقوط من علو.

مدير عام بلدية الناصرة د. شريف صفدي قال في كلمته امام الحضور “بلدية الناصرة ورئيس البلدية علي سلام يولي اهمية كبيرة لموضوع أمان الاولاد عامة، وتثمن عاليا عمل مستشفيات الناصرة من اجل تقديم العلاج لكافة ابناء المجتمع العربي دون تمييز، حيث ان هذه المستشفيات تشمل اخصائيين ومهنيين اطباء وممرضين وكوادر عاملة من كافة اطياف المجتمع العربي. البلدية على استعداد لتقديم اية مساعدة من اجل تقليص حالات اصابات الأولاد العرب “. وقال د. فهد حكيم مدير مستشفى الناصرة الانجليزي انه لا يمكننا كمجتمع عربي التسليم مع نسبة الاصابات العالية للأولاد العرب خاصة وان نسبة الاصابة عند العرب اعلى بحوالي 3 اضعاف من الاصابات في المجتمع اليهودي. نحن سعيدون جدا لانخفاض نسبة الاصابات خلال العام الاخير لكننا نسعى للوصول الى ادنى نسبة ممكنة وعلينا نحن كمجتمع ان ننتهج سلوكا آمنا تجاه ابنائنا من خلال تكاتف كل الجهات المعنية وبالتعاون الوثيق مع مؤسسة “بطيرم” ايضا مقدما كل الشكر للمؤسسة والعاملين فيها من أجل الحفاظ على سلامة اولادنا جميعا. اما الدكتور نائل الياس مدير المستشفى الفرنسي في الناصرة فقال “تعاوننا مع “بطيرم” طيلة السنوات بمشاركة المستشفيات الاخرى وبلدية الناصرة يهدف لإنجاز هدف واحد وهو تقليص نسبة الاصابة في المجتمع العربي ومنعها. نحن نعمل على تقديم العلاج لحالات الاصابات جراء الحوادث غير المتعمدة كما ان “بطيرم” تهدف لرفع الوعي وتعزيز ثقافة امان الاولاد واتباع السلوك الآمن. بالذات في فترات الاعياد الحالية وعشية بدء شهر رمضان ، تكثر المخاطر التي تتبرص لأولادنا وتهدد سلامتهم المكسرات التي تملأ بيوتنا، الرحلات والجولات في الطبيعة استعمال المفرقعات والالعاب النارية وغيرها. نسبة الاصابات العالية في المجتمع العربي تتعلق ايضا بعوامل خارجية لذا نطالب اتباع سياسة التفضيل المصحح.

وتحدثت خلود عاقلة رشرش مندوبة عن مستشفى العائلة المقدسة ومديره د. ابراهيم حربجي مشيرة الى ان المستشفى يشع دائما ويعمل على تعزيز السلامة العامة وسلامة وامان الاولاد بشكل خاص. ان موضوع امان وسلامة الاولاد يعتبر احد المواضيع الاكثر اهمية والتي تشغل بال كوادر الاطباء والممرضين والمهنيين في مستشفى العائلة المقدسة. نشكر جميع من ساهم في ترتيب وتنظيم هذا المؤتمر. نحن في المستشفى وتحديدا في قسم الولادة نعمل جاهدين على تقديم الارشادات لرفع الوعي تجاه موضوع السلامة وامان الاولاد في اوساط الاهل والبالغين.
“34% من مجمل حالات الاصابة تتطلب معالجة نفسية او حسية”وقدمت الاخصائية النفسية نجلاء اسمر مديرة مركز “معنى” للعلاج النفسي والارشاد في مستشفى الناصرة الانجليزي محاضرة بعنوان “المعالجة والتعامل مع الاولاد في حالات الضغط والاضطراب النفسي” حيث اكدت من خلال عرضها ان حوالي 34% من مجمل حالات الاصابة للأولاد نتيجة الحوادث غير المتعمدة تتطلب معالجة نفسية او حسية لدى اخصائيين نفسيين ومهنيين حيث ان اهم الاصابات التي تتطلب هذه المعالجة تكون لمصابين ضالعين في حوادث الطرق الغرق واصابات اخرى. وان حوالي 55% ممن هم بحاجة الى متابعة لدى اخصائيين نفسيون هم الاولاد المصابين جراء الحوادث غير المتعمدة من جيل صفر حتى 6 سنوات. واكدت اسمر على اهمية تقديم العلاج النفسي ما بعد الاصابة لان من شأنه ان يساعد الاولاد والاطفال تخطي التبعات الاثار النفسية التي تراودهم في اعقاب اصابتهم.
الأولاد حتى 6 سنوات معرضون للإصابة نتيجة ابتلاع اجسام غريبة

من جهته قال د. حسين شمالي المختص في طب الاطفال والجاسترو في المستشفى الفرنسي في الناصرة ان حالات الاصابة نتيجة ابتلاع الاجسام الجسام الغريبة مثل العملات المعدنية، البطاريات المغناطيس المعادن الصغيرة المشابك والدبابيس وغيرها يعتبر امرا شائعا للغاية. حيث انه في غالبية الاحيان تصل هذه الاجسام الى الجهاز الهضمي وتخبر من الجسم فيما بعد. لكن الخوف من الاجسام التي قد لا يتم عبورها عبر الجهاز الهضمي بسبب حجمها والتي تحتاج الى تدخل طبي نظرا لكونها تعرض حياة الانسان للخطر، مشيرا الى ان حوالي 80% من هذه الاصابات تحدث لأولاد ما بين جيل صفر حتى 6 سنوات. وانه في بعض الحالات يعتبر الامر في غاية الخطر لان محاولة اخراج هذه الجسام يعرض حياة الانسان للخطر اضف الى كون الجسم الغريب حاد او ملوث مثل الدبابيس او البطاريات التي تحتوي على مواد خطرة. اما د. نجيب نصرالله المختص في طب الاطفال وطب الطوارئ في مستشفى رمبام ومستشفى الناصرة الانجليزي فأشار في بداية حديثه ان خلال العطل وفترة الاعياد والصيف تكثر حوادث الاصابة للأطفال اما في البيوت ورياض الاطفال والمدارس. واكد ايضا ان حوالي 66% من الاطفال يحضرون للعلاج نتيجة السقوط من علو. في السنتين الأخيرتين نشهد انخفاضا ملحوظا في اصابات الاولاد العرب. من هنا اود ان اذكر وأحذر من ظاهرة نسيان الاولاد في السيارة خلال الصيف خاصة اني قدمت اقتراح قبل سنوات بعدم ترخيص اي سيارة تفتقد لنظام تحذير من ابقاء الاولاد في الخلف. مع هذا ان اهم اصابات الصيف تتجلى ايضا بحالات الغرق والتعرض للدغات الزواحف. فيا يتعلق بالإصابات نتيجة حوادث الدهس، فنحن كطواقم طبية نتعامل مع هذه الاصابة كإصابة متعددة الاجهزة وتتطلب تعاملا لأطباء ذات تخصصات مختلفة في آن واحد.ومع ختام المؤتمر تم الاعلان عن اقامة منتدى أمناء سلامة والامان الاولاد كما اعلنت عنه العاملة الاجتماعية في بلدية الناصرة مريم حاج خوري حيث قالت ان هذا المنتدى سيضع نصب اعينه موضوع امان الاولاد وسيضم كل شخصية ترى بنفسها قد تساهم من أجل تعزيز امان وسلامة الاولاد . وقالت ايضا ان لقاءا اوليا لهذا المنتدى سيعقد خلال الاسابيع القريبة ليتم بناء خطة العمل الملائمة لكي نرى خلال العام القادم التغيير المنشود.