زيِّنوها وهاداً وجبالا .!

أنت حضن
زينته لمعات شرياننا المذبوح
ودموع تقطر من مفتاح
بيتنا المسفوح
وظلّ مشمشة دفنت أوراقها
في جرحنا المفتوح
وبحر رماله عالقة في أخمص
قدمنا المسطوح
كتبت عليها لغة زماننا المنزوح
**********
سأطير على أجنحة سرابك
لأصل الى عرشك في الأفق
لأصلي في محرابك
صلات الغائب
بعد ان تشتت بيَّ الطرق
سأصلي
مع المارين من تحت صلبانك
والسابحين في رغوة بحارك
والشاربين من عصير ترابك
******************
اعطني نعمة النسيان
لأضيع في متاهات نسيانك
اعطني نعمة الموت
لأشرب من خمر جنّاتك
اعطني نعمة الأسفار
لأهرب من سحر أسجانك
أطلقيني في دنيا سمائك
لأزرع مطري في ترابك
**************
فأنا مسجون وراء أقفالك
مشّرد في شعاب بيدائك
على ظهري أحمل لحافي
وبين أسناني أمسك لهافي
أنشد لك من طاقة ظلمتي
أغنيات ومواويل وقوافي
عكا تزورني في المساء
تحمل لي معها ملح البحر
وتحكي لي حكايات المنافي
************
رحلت فيك رحلتين
رحلة الى غياهب السنين
ورحلة الى ظلمات الغياب
وحملتك مرَّتين
مرة عندما غرست زيتونتي
في رباك
ومرة عندما صنعت بندقيتي
من علاك
وحملتيني مرَّتين
مرة من نجران الى يبوس
وهناك زرعت كرمي
ومرة من بيسان الى طرطوس
وهناك نصبت خيمتي
بنيت على ترابك قصرين
قصر على جبال الجليل
وقصر على طريق الرحيل
*********
أيها العائدون من الزمن المخطوف
من رحلة الإياب
أما آن لكم تخيِّموا
نيِّخوا جمالكم خفافاً وثقالا
وكلوا من طيباتها
أعناباً وبرتقالا
أيها العائدون من قسوة الغياب
انصبوا خيامكم على شفا النهر
وتعمَّدوا نساء ورجالا
وكلوا من طيباتها
ثماراً وغلالا
وابنوا بيوتكم في حضنها
وزيِّنوها
وهاداً وجبالا .

يوسف جمّال – عرعرة