باقون.. فلسطينيو الهوى والهوية!!
تاريخ النشر: 07/05/19 | 7:59تعرّض الشعب العربي الفلسطيني عام 48 لهزّة أطاحت بكيانه الوطني، وأفقدته توازنه فترة من الزمن، غدا خلالها الكثير من الفلسطينيين لاجئين، بلا مأوى ولا هوية.وتكرّرت النكبة هذه، التي مرّ عليها واحد وسبعون عاماً، على شكل نكبات صغيرة مرّات عدّة، دفع ثمنها الفلسطينيون في الوطن والشتات آلاف الشهداء، في محاولة من المؤسسة الإسرائيلية وأعوانها في المنطقة تغييب كل ما هو فلسطيني عن المشهد العام، بدعم إقليمي وعالمي بخاصة من الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الغربي.إنّ محاولات الطرف الإسرائيلي تلك لم تفلح ولن تفلح أبداً بفضل إرادة الشعب الفلسطيني الصلبة، وإصراره على التمسّك بحقوقه الشرعية وثوابته الوطنية والدينية، التي حملت العديد من دول العالم على تغيير مواقفها، والتنكّر للرواية الإسرائيلية المزوّرة وتبنّي الرواية الفلسطينية الحقيقية، وساعد أيضا على فرض حالة العزلة العالمية التي تعيشها المؤسسة الاسرائيلية حالياً في ظل الانحياز الكلي من واشنطن لصالحها.
لقد بدّد الشعب الفلسطيني كل أحلام الإسرائيليين الورديّة بطمس هويّته وتغييبه عن الساحة الدولية، وأثبت للقاصي والداني زيف وبطلان مقولة الإسرائيليين “أرض بلا شعب لشعب بلا وطن” التي طالما روّجوا لها، وسجّلوا نقاطاً لصالح مشروعهم من خلال تسويقها في أروقة المؤسسات والمحافل الدولية، وفي دهاليز الأنظمة الرجعيّة والمتآمرة على القضية الفلسطينية.صحيح أنه مرّت القضية الفلسطينية ولا تزال بمنعطفات خطيرة هدفها النيل من عزيمة الشعب الفلسطيني، وإصراره على المضي في تمسّكه بحقوقه المشروعة من البعيد تارة والقريب تارة أخرى، كان آخرها ما يروّج له بما يعرف ب “صفقة القرن” الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية لصالح التمكين للمشروع الصهيوني في المنطقة، إلاّ أنها لا تزال حاضرة في كل المحافل والمنتديات الدولية، رغم فتور همّة أنظمة عربية بعينها ارتأت التطبيع مع الإسرائيليين.
إنّ المراقب لمسيرة الشعب الفلسطيني ليدرك تماما استحالة تصفية قضيته، وثنيه عن المضي نحو تحقيق حلمه الوطني مهما مورست ضده من أساليب، لإدراكه بعدل قضيته أولا ً، ثم إيمانه الكامل بقاعدة “الحقوق تؤخذ ولا تعطى”، وإنّ الظلم إلى زوال طال الزمان او قصر. هكذا هم الفلسطينيون كانوا وسيبقون، لم يفقدوا بوصلة العودة ولن يفقدوها، ولم يتنازلوا عن ثوابتهم ولن يتنازلوا عنها، ولم ينسوا هويّتهم الفلسطينية ولن ينسوها أبداً حتى استعادة حقوقهم المشروعة كاملةً! .
بقلم البروفيسور إبراهيم أبو جابر