قرأ إمام صلاة التراويح.. سورة آل عمران – معمر حبار
تاريخ النشر: 10/05/19 | 23:461. قال الله تعالى: “قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” آل عمران – الآية 26. كأنّ الآية تنزل اليوم ويراها المرء رأي العين، مايدل على أنّ الزّمن أحسن مفسّر للكون والكتاب . والآية لاتتطرّق للسّموات والأرض لأنّ كلّ منهما أعلن الطّاعة لله ربّ العالمين منذ اللّحظة الأولى مصداقا لقوله تعالى ” ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ” فصلت – الآية 11. والمصيبة في الإنسان الذي أعلن التمرّد وهو الضعيف واعتقد أنّه صاحب الملك فنزع من بين يديه في لمح البصر. وأفضل النّاس من اعتبر ممن كانوا يظنّون أنفسهم أنّهم أقوى النّاس إذ بهم في آخر المطاف ينتظرون قفّة رمضان في غياهب السجن وهم الذين كان المفتنون بقوّتهم يصومون لرؤيتهم ويفطرون لرؤيتهم.
2. “فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ”آل عمران – الآية 36. تكمن عظمة سيّدتنا مريم عليها السّلام في كون أمّها امرأة عمران عليها السّلام دعت الله لها من قبل أن توضع وحين كانت في بطنها وبعدما وضعتها مايدل على أهمية الدعاء للابن وأبنائه بدليل أنّ الله تعالى تقبّلها بقبول حسن وذلك نتيجة الدعاء المخلص للوالدين بإذن الله تعالى.
3. “فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا”آل عمران – الآية 37. حين كفل سيّدنا زكرياء عليه السّلام سيّدتنا مريم عليها السّلام كانت في أتمّ التربية والأخلاق بسبب دعاء أمّها امرأة عمران ورعاية الله لها واكتفى سيّدنا زكرياء بالرعاية المادية. مايدل على أنّ الأخلاق الحسنة فطرة يولد عليها المرء ودعاء الوالدين إحدى الأسباب ثمّ تأتي عوامل أخرى داعمة أو هادمة.
4. سيّدتنا مريم عليها السّلام كانت نتيجة دعاء امّها امرأة عمران عليها السّلام، وكانت نتيجة دعاء سيّدنا زكرياء عليه السّلام حين رأى منها الصفاء والنقاء وقدرة الله تعالى في رزقها حين أخبرته: “إنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ”آل عمران – الآية 37. فكان أن استجاب الله له ورزقه بسيّدنا يحي عليه السّلام “فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ”آل عمران – الآية 39. مايدل على فضل الدعاء وأنّ الله تعالى يجيب عبده إذا أحسن اختيار الزمان والمكان وكان صادقا مخلصا.
5. ” “إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ” آل عمران – الآية 51. أخبر سيّدنا عليه السّلام قومه أنّه عبد لله تعالى وهو في المهد صبيا فكيف يتّخذ إلها من دون الله تعالى .
6. “كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ” آل عمران – الآية 110. الخيرية مرتبطة بالفاعلية وليس بالانتساب أي ستكونون خير أمّة حين يكون العمل عندكم مقدّم على الكلام والكسل.
7. ” “وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ” آل عمران – الآية 140. الأيام ليست حكرا لطائفة ولا دين ولا جنس إنّما لمن عرف سننها فأتقنها واحترمها فهي للنّاس جميعا ولمن عمل بالأسباب.
8. ” “وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ” آل عمران – الآية 180. يكفي البخل مذمة أنّه الشر كلّه وشرّ مافيه أن يتحوّل إلى حبل يخنق صاحبه ويطوّقه في الدنيا والآخرة لأنّ البخيل يبخل عن النّاس بما ليس له لأنّ كلّ مايملكه هو من فضل الله تعالى ولذلك كان البخل شرا.
9. “فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ” آل عمران – الآية 195. استجاب الله للمؤمنين بعد أن دعوا الله في 3 آيات من قبل مايدل على أنّ الدعاء بحدّ ذاته عمل إن كان صادقا مخلصا، ودعوا الله تعالى بعد أن عملوا واجتهدوا وتفكّروا في خلق الله تعالى” “الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” آل عمران – الآية 191. العمل لايغني عن الدعاء والدعاء يكون بعد عمل ولذلك استجاب الله لدعائهم لأنّه مبني على عمل وليس كسل.