قرأ إمام صلاة التراويح.. سورة النّساء – معمر حبار
تاريخ النشر: 14/05/19 | 11:001. سمّيت السّورة بسورة النّساء وبدأت بقوله تعالى: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ” النساء – الآية 1. ولم يبدأ الخطاب بالنّساء.
2. قال تعالى: ” وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ” النساء – الآية 2. مهما حرص المرء على حماية اليتيم ورعايته عليك أن يحرص على أنّ المال المكلّف برعايته مال اليتيم وليس ماله وتنطبق هذه القاعدة مع كلّ مايتعلّق بشؤون المرأة.
3. قال الله تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ” وفي نفس الآية قال: ” وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ” النساء – الآية 29. مايدل على أنّ الفساد المالي يؤدي إلى فساد في الأرواح فوجب الحدّ منه في أسرع وقت وبقوّة.
4. قال تعالى: ” وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا” النساء – الآية 35. أحاول أن أنظر إلى الآية من النّاحية السّياسية وأقول: لم تكن للعرب دولة قائمة وكانت شعوبا وقبائل يقتل بعضها بعضا فبيّن اللهم لهم طريقة الإصلاح في حال وقوع خلاف بين الزوجين والمتمثّل في بعض حكما من طرف عائلة الزوج وحكما من طرف عائلة الزّوجة ليتم محاصر الخلاف في مهده، وهذه توطئة للإصلاح فيما بين القبائل يومها والدول اليوم لإخماد أيّ نزاع ينشب بين الدولتين وتدريبا على مواجهة النزاعات المحلية والإقليمية والدولية التي تنشب بين العرب فيما بينهم وبين العرب وغيرهم وبين أمم العالم باعتبارنا جزء من هذا العالم المضطرب المتغيّر.
5. قال تعالى: ” فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا” النساء – الآية 41. من خصائص سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم التي امتاز بها على غيره من الأنبياء والرسل عليهم الصّلاة والسّلام أنّه شهيد على النّاس جميعا لما قدّم وبلّغ بأمانة وصدق ووفاء وإخلاص. وأمتّه صلى الله عليه وسلّم إذا أرادت أن تكون شهيدة على الأمم فلتكن مقتدية بسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم من حيث التّبليغ والمانة والوفاء والإخلاص لأنّ الشهادة تكتسب بالعمل والكسب ولا تمنح بالانتساب لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
6. قال تعالى: ” إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا” النساء – الآية 58. أقول: من أدى الأمانة لأهلها ولو كان كافرا عدوا له كان بإمكانه أن يعدل بين النّاس ولو كانوا يخالفونه الدين والمعتقد والغاية والوسيلة. إذن الأمانة أساس العدل ولا عدل لمن لا أمانة له.
7. ممّا ماوصلت إليه أنّ الآية التي جاءت بعد هذه الآية مباشرة هي: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ” النساء – الآية 59. جاءت عبارة ” وَأُولِي الْأَمْرِ” جاءت بالجمع وليس المفرد أي ليس “ولي الأمر”، وعبارة ” مِنكُمْ” تدل على أنّ أولي الأمر بالجمع يخدمون المجتمع ومن المجتمع من حيث العقيدة وحب الوطن والدّفاع عنه والذود عن حدوده وخيراته وأبنائه وهم الذين تتوفّر فيهم شرطي الأمانة والعدل أي من لم يكن أمينا وعادلا لايمكنه بحال أن ينال لقب “أولي الأمر” بالجمع. إذن الأمانة والعدل أساس أولي الأمر ومن افتقدها فلا يمكنه أن يكون ولي أمر لأنّه يفتقد لشروط ولي الأمر الأساسية.
8. قال تعالى: ” وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا” النساء – الآية 86. أقول: المطلوب من المرء أوّلا أن يرد التحية بأحسن منها وإن لم يستطع أو منعه مانع فليكتفي بالردّ مثلها وذلك أضعف الإيمان. وليس من الأخلاق أن لايردّ المرء التّحية لأيّ سبب من الأسباب فإنّ ذلك من سوء الخلق.
9. “قال تعالى: ” يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا” النساء – الآية 120. إذا رأيت المرء يتّصفح بالصّفتين المذكورتين فاعلم أنّه شيطان رجيم ولو ظهر بعكس ماعمل. والمطلوب أن يجنّب المرء نفسه تلك الرذائل التي تجعله في مصفّ الشيطان.