بالحنان والإنصات يجتاز أبناؤنا مرحلة المراهقة بسلام

إذا ما قرر الآباء معاقبة أبنائهم عليهم التروى قبل البدء فى العقاب حتى يهدأ الغضب، لأن العقاب فى هذه المرحلة يمثل نقطة التعلم والتهذيب لأبنائنا وليست نقطة الانتقام، وعلى الأب أن يكون حنونا ويتعمد فعل أشياء يبرهن من خلالها لأبنائه كيف يمكن حل النزاعات دون الحاجة إلى الصراخ وأن الفرق يكمن فى التحاور والإنصات الجيد”.

أن غالبية الآباء لا يتعمدون إيذاء أو إهمال أبنائهم وهناك ظروف تشكل ضغوطا إضافية على الأسرة مثل الفقر والطلاق والمرض والإعاقة، وتؤدى بالوالدين لأن يفرغا شحنات إحباطهم أو غضبهم فى الأبناء، فى صورة إساءة المعاملة أو العنف البدنى أو اللفظى، وكذلك الآباء الذين يتعاطون الكحول أو المخدرات فهم أقرب من غيرهم للاعتداء على أطفالهم وإهمالهم.

وعلى الآباء ملاحظة تفريق المعاملة بين الذكر والأنثى فى الإساءة سواء اللفظية أو الجسدية، فالإساءة فى أشكالها المختلفة لها انعكاسات سيئة على نفسية الطفل الناشئ، خصوصا فى حالة وجود أشقاء لديه إناث فهو لا يعرف ما سبب هذا التفريق فى المعاملة، وبالتالى يتولد لديه مزيج من مشاعر الغضب والكره والانتقام من إخوته، وأحيانا يسعى لتقليد تصرفاتهم حتى تتم معاملته كما يعاملون، وبالتالى يضطرب لديه فهمه لهويته الجنسية. ويجب توعية أبنائنا فى فترة المراهقة ببعض الملاحظات حتى يتم التفاهم الكامل بينه وبين الأب ومن هذه الملاحظات:

1- عليه أن يحاول التعرف على سبب الإساءة الموجهة إليه.

2- فى حالة التأكد من الخطأ عليه أن يحاول الابتعاد عن هذه الأخطاء فى المرات القادمة أو الابتعاد عن الأعمال التى يشعر أنها سوف تغضب الآخرين، وعلى الشاب أن يعتذر عن هذا الخطأ.

3- وفى حالة إساءة الأب إلى الابن دون أن يقترف أى ذنب، على الابن أن يشرح أو يوضح موقفة وعدم رضائه عما حدث ولكن بأسلوب مهذب.

4- على الابن أن يعلم أن الإساءة من الأب أو الأم لا تكون متعمدة فى جميع الأوقات، فقد يكون الأبوان تحت ضغط معين فى العمل أو الحياة بصفة عامة، مما يؤثر بدوره على الحالة العصبية والنفسية لديهما، وعندما يعلم الابن هذا عليه أن يتذكر أن والديه يحبانه، ويهتمان بأمره وأن الضغوط هى السبب فيما حدث.

ويمكن للآباء والأبناء أن يلجئوا إلى المرشد النفسى فى المدرسة عندما يتعذر عليهما حل مشكلة ما.