مُوسِيقارُ الاْجْيَال
تاريخ النشر: 16/05/19 | 12:08في رثاء الموسيقار الكبير ” محمد عبد الوهاب ” – ( في الذكرى السنوية على وفاته ) –
مطربَ الجيلينِ هلْ اجْدَى العزاءْ – كلُّ فنٍّ بعدَ َمثوَاكَ َهبَاء
هيكلُ الفنِّ لقدْ شيَّدتَه ُ – فوقَ هُدْبِ الشمسِ رَكّزتَ اللواءْ
صَوْتُكَ السَّاحرِ كم شاقَ الدُّنَى – كانَ في الشرقِ منارًا وضياءْ
وعذارى الحُبِّ كم لوَّعَها – شدوُكَ العذبُ وانغامُ الغناءْ
قبلة َ العُشَّاقِ ، فيهِمْ قاضيًا – لذوي العشقِ عزاءٌ ورجاءْ
“ودعاءُ الشرقِ ” قد خلدته ُ – كمْ شجَا الأحرارَ ..كلَّ الشُّرَفاءْ
نهُركَ الخالدُ ترنيمة ُ كلِّ – محِبٍّ … لهُ عيدٌ وَهناءْ
فدموعُ النيلِ طوفانٌ وكمْ – هَزَّهُ فقدُكَ .. كم ذاقَ البلاءْ
كنتما أمسِ حبيبين وكمْ – تُهْتَ شدوًا كلما يأتي المساءْ
مادَتِ الأهرامُ من هول الأسى – وبكاكَ النجمُ واسْوَدَّ الفضاءْ
لم يُخَلدْ كائنٌ قبلك ، لا ، – كلُّ حيٍّ سائرٌ نحوَ الفناءْ
إنها الدنيا خطوبٌ لم تزلْ – إنما العيشُ صراعٌ وبقاء
أينَ ” رمسيسُ” الذي جابَ المدَى – اينَ ” آمونُ ” وكلُّ الاقوياءْ
أين “خوفو ” أين “َحَتشَبْسُوت ُ” – أينَ ” أمنحوتُ ” وأينَ العظماءْ
إنَّهُم زالوا ولم يَبقَ سوَى – وجهُ ربِّ الكونِ عنوان البقاءْ
أيها الرَّاقدُ في جفنِ الثرى – لعيونِ الحورِ كمْ يحلوُ الغناءْ
أيها الراحلُ هلْ من مُلتقىً جَفَّتِ الأعينُ من فرطِ البكاءْ
********
وردةٌ بيضاءُ في صمتِ الضُّحَى – جادَها الحسنُ ورَّواهَا الحيَاءْ
يسكرُ الُعُشَّاقُ من نظرِتها – منبعُ الذكرى وأحلامُ الصفاءْ
دَمعُهَا الذائبُ دُرٌّ ساحرٌ – هَزَّهَا البينُ وقدْ عزَّ اللقاءْ
********
إنَّهُ الحُبُّ لذيذٌ سحرُه ُ – وظلالُ الفنِّ نورٌ وسناءْ
يا خَلِيَّ القلبِ من نارِ الهوى – أجملُّ الحُبِّ عطاءٌ ووفاءْ
فالهوى عذبٌ وما أحلى الهوى – ساعةُ الوصلِ ولا خُلدُ السماءْ
يا لقلبٍ برَّحَ الشوقُ بهِ – وتلظَّى..ذابَ من طولِ الجفاءْ
أنا والحبُّ صديقانِ الى – يومِ أمضي وَيُوَافِيني القضاءْ
*********
أنتَ للفنِّ سناءٌ وَسَنًا – وأنا للشعرٍ ربُّ وسماءْ
فاملإ الدنيا عبيرًا وشذًى – أترعِ الشرقَ عطاءً وسَخاءْ
صيتُكَ السَّاطعُ مِسكٌ أذفَرٌ – وَشَذاهُ فاحَ في الغربِ رَخَاءْ
وأغاني “فرانكواراب ” وما – جدَّدُوهُ لجنونٌ وَهُرَاءْ
أنتَ موسيقارُ كلِّ الشرق ما – زلتَ ربَّ الفنِّ من غير مِرَاءْ
أعشقُ الفنَّ الذي خلدتهُ – فهو إلهامي ، ووحيي ،والعزاءْ
********
أنتَ “رُومُيو” يرقصُ النيلُ حَوا – ليكَ والغيدُ ستشتاقُ الغناءْ
“مصرُ” مَنْ..؟ أنتَ الذي أترَعَهَا – أملاً عذبًا وسحرًا وَرُوَاءْ
” كيليُبَترا ” انتظرَتْ فارسَهَا – فانطلِقْ للفجرِ قد آنَ اللقاءْ
( شعر: حاتم جوعيه – المغار – الجليل )