المُتربّصون بالمعوزين والمحتاجين/ بقلم: زهير دعيم
تاريخ النشر: 25/05/19 | 14:41لا يمرّ يوم إلّا ويصلني على جوّالي رسالة ” مُهذّبة” تدعوني وتحثّني وتُغريني بقرضٍ بعشرات آلاف الشواقل سريعًا وبدون كفيل، حتّى ولو كنت مديونًا أو عالقًا بألف علقة سوداء، فباب الفرج يأتيك الى باب بيتك !
بالطبع ستكون الفائدة عشرين ضعفًا عمّا هو في المصارف المُعتمدة القانونيّة، فأروح أمحو الدعوة وأنا أضحك ضحكة خفيّة، بل أروح اتخيّل اولئك المساكين الذين يتخبطون في مشاكلَ اقتصاديّة عويصة ، وينوءون تحت أحمال عائلة كبيرة ” تأكل راس الحيّة ” ، أو يجرّون فوق اكتافهم ادمانًا شيطانيًّا نسمّيه : اوراق اليانصيب والمراهنات والقشط بأنواعه ؛ هذا القشط الذي يقشط كل الأخضر من حياتنا.
ورطة وأكثر يقع بها من يُسرع ويُلبّي طلب هؤلاء الشركات ” البريئة” الانسانيّة، والتي تبقى انسانيّة ما دام الزبون يدفع الاقساط مع الفائدة في أوانها وإلا فيا ويله وسواد ليله إنْ تخلَّف مرّة واحدة فيصرخون بفرح غامر: ” جاءت الرزقة” فيضحى مبلغ عشرات الآلاف مئات الآلاف بين ليلة وضُحاها، ويدور التهديد والوعيد والمحاكم والحجوزات والرسائل المتوشّحة بالأحمر القاني !.
السّوق السوداء ، الفاحمة ، القاتمة ، سمّها ما شئت ، تبقى كما لونها سوداء ، مُجحفة ، ظالمة، مُتربّصة، عاتية، توقع بالبسطاء والمعوزين والمحتاجين و” الغرقانين” بالدّيون والمشاكل والادمانات البغيضة المتنوّعة.
كنتُ أريد أن يفعل الكلّ مثلي : أن يمحوً مثل هذه الدعوات وهو يبتسم قائلًا :
لا… شكرًا ، فأنتم تضعون السُّمَّ في الدَّسَم ، رغم أنّني أعرف أنّني لا امثّل الكلّ فهناك فعلًا مَن يحتاج الى من يمدّ له يد العون البريئة، المعطاءة، والتي لا ترجو بديلًا ولا أجرًا ولا فائدة ، وانما تبغي وجه الإله المُحبّ الذي يشرق شمسه على الجميع..
مسكين هو المحتاح ، المتضايق ، الذي يضطرّ ان يذهب الى حيث لا يريد ، والى حيث لا نور في آخِر السّرداب ..
رحماكم يا شركات الربح الأسود فأيديكم ملطّخة بدماء المساكين والمعوزين ..
رحماكم …
ففي السماء اله يمقت الظلم ألا تخافون ؟!!!
زهير دعيم