” الصيام … على ريش النعام “
تاريخ النشر: 26/05/19 | 11:54لا يخفى على أحد منّا الفرق الشاسع بين الصيام في أيامنا وصيام من سبقونا ولو قارنا بين هذا وذاك لوجدنا أننا نصوم في أجواء وظروف وأحوال ومتوفرات تجعل صيامنا يرتقي للسبع نجوم عن صيام المسلمين منذ بدايات الاسلام وحتى الآن !!
ما بين الخير الوفير من مأكولات ومشروبات وحلويات وفواكه وخضروات ولحوم وأجبان وغيرها وغيرها والتي لم تكن في سابق الأزمان ولو كانت فقليلة نادرة !!
ما نحن فيه من تبريد وتكييف وإضاءات وتكنولوجيا تسهم في جعل الصيام اسهل وتوفر ما افتقر اليه في العهود السابقة
هذا بالاضافة الى سهولة وسرعة التواصل والمواصلات المريحة والمكيفة والتي تسهم في التخفيف من حدة الصيام والتحمل والصبر على الجوع والعطش
وظروف العمل والغزوات والحروب والفتوحات والتجارة والسفر مما نحن عليه من رخاء ونعيم وهناء
المباني والمفارش والسجاد والاثاث والاجهزة التي تخفف من عناء الحر الشديد والراحة والصوم بعناء يقل كثيراً عن ما سبق من مساكن بدائية ومساجد لا تتوفر فيها ما يتوفر في مساجدنا الآن
والنظافة ومواد التنظيف والحمامات وسهولة قضاء الحاجة والاستحمام والوضوء وتوفر الماء البارد والحار بحسب الحاجة
ولا يخفى علينا كيف كان كل ذلك في سالف الأزمان
هذا بالاضافة الى توفر المصاحف والكتب والمراجع والمصادر لمن اراد التلاوة والبحث والدراسة
حتى عمليه الطهي والخبز والغسل والاواني والمعدات والادوات المستعملة في مطابخنا ومطاعمنا وحوانيتنا جعلت السهولة في توفير احتياجاتنا ما صعب عنه في ما مضى فاشعال النار وتوفير الطعام والماء البارد وبعض المشروبات التي توفرت في الماضي البعيد
والعديد من الجوانب التي جعلت الصيام في ايامنا سهلاً ” كالصيام على ريش النعام ”
نحن ننعم بكل ما يجعل الحياة سهلة والصيام أخف ومع كل هذا تجد البعض يستقبله على مضض ما بين هاجر ومنكر ومفطر ومجاهر به ومتعذر ومتذمر ومن ينتظر رحيله بفارغ الصبر مع كل الخير وما فيه من الثواب والأجر الذي خصه الله سبحانه وتعالى له وهو الذي يجزي به الاضعاف وفيه الرحمة والمغفرة والعتق من النار وفيه ليلة خير من ألف شهر
وختامه فرحة وعيد
ناهيك عن ما يعود على الصائم من الفائدة في الصحة والجسم وتنقيته من الشوائب والامراض وعلى النفس والروح في تحمل المشقة والصبر والامتثال لأمر الله وطاعته وترسيخ العقيدة والايمان ….
يتقبل الله منا ومنكم الصلاة والصيام والقيام والتلاوة والصدقات وصلة الارحام واواصر المحبة والسعادة والهناء
وجعلنا واياكم من عتقاء شهر رمضان.
يقلم يوسف جمل