لن نفرّط في الجيش الشعبي الوطني الذي يحقن دماء الجزائريين – معمر حبار
تاريخ النشر: 28/05/19 | 11:57الإثنين 22 رمضان 1440 هـ الموافق لـ 27 ماي 2019
1. سألني صباح اليوم زميلي المثقف: لا أثق أبدا في الجيش. أساله: عن أيّ جيش تتحدّث؟ ثم أجبت: أوافقك لو أنّك تقصد الذين سطوا على إرادة المجتمع وامتطوا الدبابة أيام انقلاب 11 جانفي 1992 وفتحوا محتشدات الذلّ والعار للجزائريين وأنزلوا العسكر للشارع وأطلقوا النّار على الأبرياء وأنزلوا الدبابات للشارع للتخويف والترعيب والتّهديد. واليوم أظلّ أثق في الجيش الشعبي الوطني الذي يحمي أرواح الجزائريين ويصون الوطن وخيراته ويكفيه شرفا أنّه لم تسفك روحا بريئة ولم تسيل قطرة دم واحدة وأدخل الفاسدين المفسدين للمحاكمة ولم تنتهك حرمات الجزائريين وهو يهتفون ويصرخون مطالبين بحقوقهم بل بعضهم معارضا للجيش الشعبي الوطني.
2. حين يتحدّث المرء عن الثقة في الجيش أو عدم الثقة عليه أن يحدّد بداية طبيعة الجيش الذي يتحدّث عنه. والجيش الشعبي الوطني الحالي يستحقّ كلّ الثقة لأنّه يقوم بمهامه باحترافية عالية وبرهن بشكل قاطع أنّه حامي الدماء والوطن والخيرات والأعراض.
3. أرسل إلي زميل البارحة عبر الخاص صورة للسيسي مكتوب عليها أنّ بالحرف الواحد: “لن أترشح للرئاسة… لن أسمح للتاريخ بأن يكتب أنّ جيش مصر تحرّك لأغراض شخصية” التوقيع: فريق أوّل عبد الفتاح السيسي، وزميلنا يقصد أنّ الجيش الشعبي الجزائري الذي تعهّد أن لايترشّح لرئاسة الجزائرية سيستولي على الحكم كما استولى السيسي على الحكم؟ ! فأجبت حينها ودون ترددّ وبالحرف الواحد: ” السّلام عليكم.. في انتظار المعلومة التي تفصل في الأمر، مازلت أعتقد أنّ الجيش الشعبي الوطني لن يرشح قائده أو أحد قادته للرئاسة وسيظلّ الضامن والمرافق.. احتفظ بعبارتي وذكّرني بها حين تكذّبني الأيام لأعتذر لك وللجزائريين. صح صيامك..”.
4. نفس الكلام ونفس الموقف أكرّره للقراء الكرام وأضيف: للجيش الشعبي الوطني -وإلى أن يثبت العكس- مهام حماية الدماء والحدود والأعراض والممتلكات وليس مستعد الآن ليضيف لمهامه همّ السّلطة فهو في غنى عنها هذا من جهة، من جهة أخرى لو أراد الجيش الشعبي الوطني أن يستولي على السّلطة لفعلها من قبل لكنّه يرفض الاستيلاء على السّلطة بل يرفض النداءات التي وجّهت إليه ومازالت من المدنيين لحكم الجزائر وقد كتبت قبل أحداث الجزائر أي 22 فيفري 2019 أنّه من غرائب الجزائر أنّ المدني يطالب العسكري بالاستيلاء على السّلطة والعسكري يرفض بل يؤنّب المدني لأنّه طالب بحكم العسكر.
5. قرأت منذ يومين عبر صفحة زميلنا عماد بن عبد السلام فيما نقله عن زميل له قوله: من أخطاء المصريين الذين ارتكبت أنّهم طالبوا بإزاحة المشير طنطاوي الذي وقف لجنب الشعب وساهم في خلع مبارك مادفع بالرئيس مرسي يومها لأن يخضع لضغط الشارع ويقيله ويستبدله بالسيسي وزير الدفاع يومها ثمّ كانت النتائج المعروفة. وعليه أعقّب قائلا: بداية لن نتدخل في شؤون مصر، وما يهمنا في الجزائر أنّنا لن نرتكب نفس الأخطاء التي ارتكبت في مصر ولن نستبدل الجيش الشعبي الوطني حامي الدماء والأعراض والخيرات والحدود بمن يبيع الوطن وينزل الدبابة للشارع ويسفك الدماء فنخسر الأرواح والوطن والأرض والعرض واللّعنة التي أصابت بني اسرائيل تكمن في كونهم استبدلوا الذي أدنى بالذي هو خير.
6. من الأخطاء التي ارتكبت في الجزائر أنّ “علي بلحاج” يومها حارب الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد رحمة الله عليه وطالب بتنحيته واتّهمه بأنّه “مسمار جحا؟ !” وهو الذي كان يحميه وفتح له الأبواب وسهّل له طرق الصعود للبرلمان حتّى تحصّل على 188 وهي المرتبة الأولى في الانتخابات دون أدنى منافسة من الحزب الذي كان يرأسه يومها الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد، وكانت النتيجة أن سقط الرئيس الذي انتقل بالجزائر إلى السّمو والعلو عبر فتح باب الحريات والإعلام والصندوق الشفاف عبر انقلاب 11جانفي 1992 الذي فرض على الجزائر وأقيل الرئيس من منصبه وخسرت الجزائر الكثير واستبدلت صناديق الاقتراع بصناديق الموت ومداد الانتخابات بدم الجزائريين وقاعة الانتخابات بالدبابة وورقة الانتخاب بالأحذية الخشنة وطوابير المنتخبين بطوابير المقتولين غدرا.
7. يحضرني في هذا المقام ماقاله زميلنا عبد الرزاق خضير: لن نفرّط ابتداء من اليوم في رجالنا وقادتنا. وأنا أقول مؤيّدا ومدعّما: لن نفرّط في الجيش الشعبي الوطني الذي يحقن دماء الجزائريين ويحمي أرض وسماء وبحر وحدود الجزائر والذي لم ينزل الدبابة ولا العسكر للشارع وظلّ على عهده ووعده في حماية أرواح وأملاك الجزائريين والمتظاهرين منذ تاريخ 22 فيفري 2019 إلى اليوم.
8. المطلوب الآن أن لايفرّط الجزائري في الجيش الشعبي الوطني الذي يحقن دماء الجزائريين ويحمي الوطن والخيرات ماداموا متشبّثين بعهدهم الذي قطعوه للجزائريين منذ تاريخ 22 فيفري 2019 وحتّى لاترتكب نفس أخطاء مصر ونفس أخطاء بعض الجزائريين حين استبدلوا الذي أدنى بالذي هو خير.