منع جلوس طالبات العلم عند مسطبة أبو بكر في الاقصى
تاريخ النشر: 28/09/11 | 10:05تقرير : محمود ابو عطا
قالت “مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات ” في بيان لها يوم االثلاثاء 27-9-2001م أن المسجد الاقصى المبارك شهد اليوم ويوم أمس تصعيداً وتطوراً لافتاً ، إذ حاولت قوات الإحتلال الإسرائيلي في اليومين الأخيرين منع طالبات مشروع دروس مساطب العلم في المسجد الأقصى المبارك – وهو المشروع الذي ترعاه ” مؤسسة عمراة الأقصى والمقدسات ” – من الجلوس لتقلي العلم عند مسطبة ابو بكر الصديق في المسجد الأقصى المبارك ، حيث منعت بالقوة وعلى يومين متتاليين الطالبات من الجلوس عن المسطبة المذكورة ، بعد صلاة الظهر ، بل قامت قوات الاحتلال برفع الكراسي التي تجلس عليها الطالبات من مكانها بالقوة ، وحاولت إخلاء الطالبات من موقع جلوسهنّ ، وجلس عدد من قوات الاحتلال المدججين بالسلاح فوق مسطبة ابو بكر الصديق وبجانبها ، علماً ان طالبات مساطب العلم اعتادت منذ اشهر أن تجلس بعد ظهر كل يوم في الموقع المذكور لتلقي العلم ، لكن كما سلف قامت قوات الاحتلال بمنع ذلك والتصدي لكل طالبة ترفض الانصياع للممارسات الاحتلالية .
وفي تطور لافت أيضاً ، فقد قامت قوات الإحتلال بمطاردة ثم اعتقال الطالبتين منال مرار ومنتهى أبو سنينة من القدس – وهن طالبتين في مشروع مساطب العلم في المسجد الأقصى- أثناء خروجهم من المسجد الاقصى من باب المجلس – أحد أبواب المسجد الأقصى ، بحجة انهن رفضتا الخضوع لأوامر قوات الاحتلال بإخلاء المكان الذي يجلسن عليه كل يوم بجانب مصطبة أبو بكر في المسجد الأقصى المبارك .
هذا وبدأت هذا التطور اللافت منذ يوم الأمس – الاثنين 26-9-2011 ، حيث أن طالبات “مشروع مساطب العلم في المسجد الأقصى” يجلسن يومياً صباحاً بجانب المصلى القبلي ، وبعد انتهاء الدرس في الساعة الحادية عشر والنصف يأخذن الكراسي ويضعنها بجانب مصطبة أبو بكر ، ليجلسن عليها بعد الظهر ، لكنهنّ تفاجئن يوم امس عند ذهابهن إلى ذلك المكان أن قوة كبيرة من قوات الاحتلال موجودة هناك من ضباط وقوات الاحتلال وتسيطر على الموقع ، فلما وضعت النساء الكراسي جاء ضابط من قوات الاحتلال وطلب منهن أن لا يجلسن في هذا المكان ، فرفضت الطالبات هذا الأمر فأخذت الشرطة بمنع الطالبات بالقوة ، وعندها جاء قسم كبير من الرجال ليطلعوا على ما يجري ، وطلبوا من الضابط وقوات الاحتلال الاّ يقتربوا من النساء ،فما كان من أحد قوات الاحتلال الا ان قال” ممنوع الجلوس هنا وأنا من يقرر فقط هنا ” ، وقام عدد من قوات الاحتلال بالجلوس بالضبط حيث تجلس الطالبات ، اللواتي تفاجئن لدى حضورهنّ بعد الظهر من هذا التصرف الاحتلالي فاضطررن الى الجلوس قريباً من المسطبة ، وتكرر هذا المشهد مرة أخرى اليوم الثلاثاء ، وعند الإنتهاء من الدرس قام افراد من قوات الاحتلال بملاحقة الطالبتين منال مرار( 40 عام) ، ومنتهى أبو سنينة (40 عام ) – وهن من القدس المحتلة – داخل المسجد الاقصى ، وعند خروجهنّ من باب المجلس تم اعتقالهن في مركز شرطة الاحتلال القريب من باب السلسلة .
هذا وقام المحامي محمد قعدان – من “مؤسسة القدس للتنمية” – بمتابعة ملف الاعقتال ، حيث علم انه وبعد ساعات من التحقيق قررت قوات الإحتلال ابعاد الطالبتين منال ومنتهى عن المسجد الاقصى لمدة اسبوعين ، بادعاء ان التصرف الذي قمن فيه اليوم هو تصرف قد يخل بالنظام العام – حسب قولهم – .
وفي حديث مع الاستاذ توفيق محمد – عضو المكتب السياسي في الحركة الاسلامية في الداخل قال :” هذا التصرف الوقح من الاحتلال الاسرائيلي يعتبر سابقة خطيرة جداً ، تؤكد ان المسجد الاقصى المبارك يعاني من الاحتلال الاسرائيلي الوقح ، ويستدعي استنهاض همم وطاقات ونخوة الامة الاسلامية والعالم العربي لانهاء هذا الاحتلال الذي يعاني منه المسجد الاقصى المبارك ، فقد وصلت الوقاحة بعد اعتقال المشايخ والوعاظ وطلاب العلم ومنعهم من دخول المسجد الاقصى ، وبعد تحديد جيل الدخول هذا المسجد الاقصى المبارك ، وبعد السماح لسوائب المستوطنين بالاقتحامات اليومية الدنسة واقتراف كافة المحرمات والبوائق التي يندى لها جبين الاحرار وجبين الانسانية ، ناهيك عن المسلمين ، وصلت الوقاحة بهذا الاحتلال ان يتعرض لحرائر الامة وحرائر مدينة القدس وحرائر المسجد الاقصى المبارك بالاعتقتال ثم الابعاد عن المسجد الاقصى ” .
وعقب المحامي المحامي خالد زبارقة – مدير مؤسسة القدس للتنمية وعضو المكتب السياسي في الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني قائلاً – :” نعتبر ما جرى اليوم في المسجد الأقصى من تعرض الاحتلال الاسرائيلي للنساء المصليات والمتواجدات في المسجد الاقصى ، ومن ثم ملاحقتهنّ واعتقالهنّ ثم ابعادهنّ عن المسجد الاقصى ، سابقة خطير جداً ، وواضح جداً ان الاحتلال يحاول تسريع خطواته التهويدية في المسجد الاقصى عبر محاولة تغيير الأمر الواقع وفرض واقع جديد في الاقصى ، وهذا امر خطير جداً ، ويبدو واضح ان الاحتلال منزعج جداً من تواجد المصلين والمصليات في المسجد الاقصى في ساعات اليوم الصباحية وبعد الظهر ، خاصة من طلاب وطالبات مشروع مساطب العلم في الاقصى ، وواضح انه يحاول بإجراءاته ممارسة الارهاب والتخويف للنساء والرجال ، ونؤكد هنا ان كل إجراءات الاحتلال باطلة ، وسيظل المسجد الاقصى مسجدا اسلاميا خالصا ” .
هذا وعقب د. حكمت نعامنة – مدير “مؤسسة عمارة الاقصى والمقدسات” – على هذه التطورات بقوله : ” هذا تطور خطير يستهدف المسجد الاقصى ، وقد وصلت وقاحة جنود الاحتلال التعرض للنساء والمصليات في المسجد الاقصى ، هذه وقاحة وجبن وصلف احتلالي ، واننا نستنكر بشدة هذه الممارسات الاحتلالية ، ونؤكد ان تواصلنا مع المسجد الاقصى وشد الرحال يومياً ، وتواجدنا فيه عبر مشروع مساطب العلم وغيره من مشاريع نصرة الاقصى سيستمر ، ومشروعنا الحق في المسجد الاقصى سينتصر ، اما الاحتلال فالى زوال”.