العيد .. أحداث الجزائر و فلسطين وزيارة الوالدين و الكبار – معمر حبار
تاريخ النشر: 06/06/19 | 10:18الثلاثاء 2 شوال 1440 هـ – 5 جواي 2019
امتاز عيد هذا العام 1440 هـ – 2019 بجملة من الميزات التي ميّزته عن غيره من أعياد السنوات الماضية ومنها:
أوّلا أحداث الجزائر: كان عيد هذا العام لأوّل مرّة في تاريخ الجزائر التي استرجعت سيادتها سنة 1962 دون رئيس الدولة وفي ظلّ رئيس مؤقت في انتظار الانتخاب على رئيس منتخب دائم وشارع يغلي منذ 22 فيفري 2019 وانتخابات 4 جويلية 2019 تلغى في انتظار انتخابات جديدة لم يحدّد تاريخها ومحاكمات لكبار الفاسدين وأمل يعتري الكثير وألم يراود البعض ممن انقطعت عنهم منح وهدايا الفاسدين وحسرة على الأضرار الجسيمة التي أصابت الجزائر جرّاء الفساد الضخم الذي أصاب أركانها وخيراتها.
ثانيا التحدث عن حزن فلسطين من العيد: قرأت أنّ ذكر أحزان فلسطين أيام العيد يعتبر من”مكروهات العيد؟ !” وعليه أقول:
هناك فرق كبير بين من يتعمّد الحزن في مناسبات الفرح كذاك الإمام الذي راح يتحدّث عن مايسميه “وفاة؟ !” سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بمناسبة الاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم[1]، والذي يتحدّث عن الطلاق وهو يعقد القران بين شابين عروسين سعيدين، والذي يستحضر الوفاة بمناسبة ميلاد حبيب وقريب، والذي يتحدّث عن السقوط والغباء بمناسبة النجاح والتفوّق وغير ذلك من الأمثلة الذي يتعمّد صاحبها إفساد مناسبة الفرح بذكر الأحزان من جهة. إذن وجب الوقوف مع المتضرّر والتحدّث عن آلامه وأحزانه وحثّ النّاس على مساعدته ورفع الغبن عنه لأنّ السّكوت حينها شماتة لاتليق بالحالة المزرية التي يعيشها المتضرّر وعدم أمر بالمعروف وتخلي عن المروءة والرجولة وحقّ الأخ والجار المتضرّر.
العيد كغيره من المناسبات يذكر فيه المرء مايعزّز الأفراح ويقويها وفي نفس الوقت يذكّر القرّاء والسّامعين بما يعانيه إخوانه المرضى والفقراء والمحتاجين لرفع الغبن عنهم ومنهم إخواننا في فلسطين الذين يقبعون تحت رجم الصهاينة وردهم والهدم والنسف والتهجير وقطع الأرزاق والتجويع والحصار وهذا من أضعف الإيمان تجاه إخواننا في فلسطين.
لم يقل أحد تحدّثوا عنوة عن فلسطين أيام العيد واتركوا شؤونكم وأفراحكم فهذا ممّا لايقبله الفلسطيني لنفسه فكيف يقبله لغيره، لكن القول أنّ التحدّث عن أحزان فلسطين أيام العيد من “مكروهات العيد؟ !” فإنّ ذلك من سوء الأدب وقلّة أدب لاتليق بفلسطين وإخواننا الفلسطينيين وممّا يرضي الصهاينة المغتصبين لأنّ نسيان فلسطين ولو يوم العيد يساهم في اغتصابهم لأرض فلسطين والتنكيل بإخواننا وتهجيرهم وتجويعهم وطمس القضية الفلسطينية مقابل رفع راية الصهاينة.
ثالثا تعليم الأبناء زيارة الكبار: يسألني أين كنت؟ أجيبه: زرت مقبرة سيدي العروسي ثمّ ابن عمّي الأكبر ثمّ الأخ الأكبر وفي الغد سأزور إخواني وأخواتي وصهري. فرح فرحا شديدا وراح يقول لابنه الذي يرافقه: أرأيت إلى الإخوة كيف يتزاورون فيما بينهم عكس عائلتنا المتناحرة فيما بينها ولايتزاورون حتّى في مناسبة العيد. قلت له وابنه يسمع حديثي: زيارة الأبناء للكبار يتعلّمها الابن من والديه حين يراهما باستمرار وفي كلّ المناسبات يزورون إخوانهم وأخواتهم وأعمامهم وأخوالهم كبارا كانوا أم صغارا فينمو الطفل على حبّ زيارة الأهل والأقارب والأحباب ويمرّر ذلك الخلق الرفيه والأدب العالي إلى الأحفاد بطريقة تلقائية سليمة سلسة.
رابعا: زيارة الموتى لاينافي العيد: من العادات الحسنة التي أتّبعها وأفتخر بها منذ الصغر هي زيارة أجدادي في مقبرة سيدي العروسي رفقة أمّي رحمة الله عليها وبعدها لم أنقطع إلى اليوم عن زيارة والدي رحمة الله عليهما أيام الأسبوع وكلّ عيد وأعتبر ذلك من طاعة الوالدين ومن الورع الذي لايفتى به أي لاأفرض على أحد أن يزور المقبرة في العيد لكن أظلّ أكرّر أنّه من سوء الأدب منع إبن مازال يرى أنّ زيارة الوالدين في المقبرة تندرج ضمن المعروف الذي لاينتهي والدعاء الذي لاينقطع والعمل الصالح الذي لاينضب فلا تكونوا حاجزا بين الولد و والديه فإنّ ذلك من عقوق الوالدين الذي لايليق في العيد وغير العيد.
[1] أنظر مقالنا: “الاحتفال المسيء لمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم” وبتاريخ: الأحد 17 ربيع الأول 1440 هـ الموافق لـ 25 نوفمبر 2018.