صَرْحُ البَلاغةِ
تاريخ النشر: 10/06/19 | 15:05 – صَرْحُ البَلاغةِ –
( قصيدة رثائيَّة في الذكرى السنويَّة على وفاة الشاعر والأديب الكبير المرحوم الدكتور ” جمال قعوار ” )
( شعر : حاتم جوعيه – المغار – الجليل – فلسطين )
صَرُحُ البلاغةِ طولَ الدَّهرِ مُنتصِبُ – بكَ القريضُ ارتقى والفكرُ والأدَبُ
أبا ربيع ٍ مَنار الشعرِ سُؤدُدَهُ -تشعُ كالبدرِ إذ ما غابتِ الشُّهُبُ
أنتَ الذي بجبينِ الشَّمسِ مُقترنٌ – لكلِّ خطبٍ جليلٍ كنتَ تُنتدُبُ
كم من نضار ٍ وَدُرٍّ فيكَ قد نظمُوا -الشّعرُ يعجزُ والأقوالُ والخطبُ
لا المَدحُ يُعطيكَ ما قد كنتَ أنتَ لهُ – أهلا وَكُفئا.. ولا التاريخُ والكتبُ
وانتَ أنتَ مدى الأيَّامِ أغنيةٌ – في سحرها ينتشي الأحرارُ والنُّجُبُ
أسَّسْتَ في عالم ِ الإبداعِ مدرسَةً – تاهَتْ برونقِها ، أيَّامُها قشُبُ
وَشعرُكَ الشِّعرُ لا نظمًا يُسابقهُ – كالدُّرِّ مُؤتلِقٌ ، سَلسالُهُ عَذِبُ
وَيَأسُرُ الروحَ والوجدانَ رونقُهُ – لِوَقعِهِ تنحني الأسيافُ والقضُبُ
يا فارسا بهرَ الدُّنيا وأذهَلهَا – ففي روائِهِ الإعجازُ والعَجبُ
وَدوحةُ الشعرِ طول الدهر باسقةٌ – نمَّيتَهَا أنتَ ، لم تعصفْ بها نُوَبُ
والآنَ ترحلُ عن أهلٍ بكَ افتخَرُوا – نهارُهُمْ كالدُّجى ، والدَّمعُ ينسكبُ
تسربلوا الحِلمَ والإيمانُ دَيْدَنُهُمْ – كيفَ السُّلوُّ ونارُ الحزنِ تلتهبُ
الكلُّ أضحَى رداء الحزنِ صبغتهُ – فالفكرُ مضطرمٌ والقلبُ مُكتئِبُ
في جنَّةِ الخُلدِ أنتَ الآنَ مُبتهِجٌ – والجوُّ بعدَكَ والآفاقُ تصطخِبُ
( شعر : حاتم جوعيه – المغار – الجليل )