فلسطين : سلطة الفساد والعجز تَدعم استمرار الاحتلال مقابل المال!!
تاريخ النشر: 20/06/19 | 10:12د.شكري الهزَّيل
في قرارة عمق الوجدان والوعي الفلسطيني يدرك اكثرية الفلسطينيون من هم اعداءهم محليا واقليميا وعالميا وهذا الادراك عبارة عن حالة تراكم لتجارب طويلة مرت بها مراحل واشكال النضال الفلسطيني بكل اشكاله ولذلك تجد فلسطين حاضرة بثقل وطني وحضاري وسياسي في حياة الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا اللذي يحمل شؤون وشجون وطنة اينما رحل واينما حَّل وبالتالي ما يجمع علية الفلسطينيون واضح المعالم وهو ان سلطة “اوسلو” سلطة فاسدة وعاجزة تقوم على العجز والفساد والخيانة ووجودها متعلق بالاحتلال التي تعمل معه معا من اجل قمع الشعب الفلسطيني وابقاءة تحت سلطة الاحتلال ولذلك ليس مستهجنا ان ” نسبة الفلسطينيين الذين يعتقدون بوجود فساد في السلطة تبلغ 82%، و47% إنها أصبحت عبئاً على الشعب” بحب احصائية اعدها المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، أبريل الماضي.. هذة الاحصائية غيض من فيض الاحصائيات التي لا تشير الى فساد وعجز هذة السلطة فقط لا بل تشير ايضا الى عدم شرعية وجود هذة السلطة ولا وجود رئيسها الذي لم ينتخبة احد مجددا منذ نهاية فترة ” رئاستة” للسلطة منذ سنوات طويلة لكنه يصر على احتفاظ بلقب الرئيس الفلسطيني دون اي حق ولا شرعية شعبية وقانونية مما يعنى ان محمود عباس يختطف السلطة والمنصب بدعم من الاحتلال من جهه ومن عصابة حركة فتح من جهة ثانية!!
لا تجد سلطة ” اوسلو” اي حرجا في كونها تُشغل شبكة تجسس كاملة شاملة تعمل لصالح الاحتلال تحت مسمى ” التنسيق الامني” ولا تجد هذة السلطة اي حرج في تحولها الى الذراع الجاسوسية الرئيسية في عملية ترسيخ وجود الاحتلال في الضفة والقدس وكامل فلسطين من جهة وقمع اي شكل من اشكال المقاومة بالتنسيق مع الاحتلال من جهه ثانية وبالتالي ماهو جاري ان هذة السلطة العميلة تشارك الاحتلال في محاولة هدم جدار وفحوى الوعي الوطني الفلسطيني الى حد مشاركة قيادات هذة السلطة في افراح واتراح ضباط وجنرالات الاحتلال الامر الذي جعل هذا السقوط مثالا خاطئا يقتدي به بعض الفلسطينيون الذين اقاموا افطارا رمضانيا مشترك مع المستوطنين في الخليل وشاركوا المستوطنين في اعراس ابناءهم كما جرى مؤخرا في قرية دير قديس غرب رام الله ناهيك عن تشكيل سلطة العملاء لجان متخصصة من أجل التواصل مع المجتمع الاستيطاني الصهيوني بزعم اقناع المستوطنين بحق الفلسطينيين بالعيش على ارضهم في فلسطين؟!
لا يتوقف الامر على الدمار الوطني الذي لحق بوعي ونضال الشعب الفلسطيني جراء ما يسمى ب ” التنسيق الامني” التي تقودة شلل فاسدة وعميلة للاحتلال جل همها يتركز على تامين مصالحها وتسهيل حركتها عبر امتيازات يقدمها لها لاحتلال, لابل مايزيد الطين بلة هو الفساد الاداري والمالي والاخلاقي الذي يتفشى بداخل منظومة سلطة يقوم اعضاءها باستغلال النفوذ واهدار المال العام وغسيل الاموال وفرض نظام الرشوة والبخشيش والكسب غير المشروع وتكوين امبراطوريات غنى فاحش فيما تعيش اكثرية الشعب الفلسطيني تحت خط الفقر والفقر المدقع و ماهو لافت للنظر هو البلطجة الامنية التي تمارسها اجهزة سلطة العار بحق النشطاء وحق كل من يحاول كشف عمالة وفساد هذة المنظومة وللمثال لا للحصر
التعامل العنيف والقمعي الذي ردت به أجهزة أمن ” لحد رام الله” مؤخرا على مطالبات بالشفافية بحملات اعتقال واسعة طالت نشطاء وطلبة وكتاب ومعلمين ومثقفين وعلى راسهم فايز السويطي صاحب صفحة صفحة “حراك الفلسطيني ضد الفساد” اللتي نشرت وتنشر وثائق حول فساد مسؤولي السلطة و”فتح”، وكان أشهر ما نشره من وثائق تدين االفاسد حسين الشيخ “وزير الشؤون المدنية” بالفساد وشراء الأراضي على حساب المال العام… حسين الشيخ تحول تحت غطاء مهمة التنسيق “المدني” مع الاحتلال وبدعم من محمود عباس الى عميل يعمل في وضح النهار لصالح سلطات الاحتلال… الشيخ يرافق عباس في رحلاتة وزياراتة الخارجية وقد اتهم اكثر من مرة بالفساد المالي والاخلاقي..!!
قبل اعتقال السويطي قام هذا الاخير بنشر سيل من الوثائق التي بلغتة من عدة مصادر حول فساد اعضاء السلطة وخيانتهم للوطن والشعب الفلسطيني ومن بين القضايا اللتي كشفتها الوثائق زيادة رواتب اعضاء السلطة بشكل فاحش ومخزي في حين يقوم الفاسدون بالترويج ل سياسة ربط الاحزمة وتقليص الخدمات وصرف ما نسبتة 50% من قيمة رواتب الموظفين في الضفة والقطاع!!
بدورة يؤكد يحيى موسى، مقرر اللجنة القانونية والإدارية في المجلس التشريعي الفلسطيني بان “ما نشر من وثائق فساد مالي وإداري لمسؤولي السلطة يؤكد مدى تفشي الفساد في مؤسسات السلطة التي يترأسها عباس”. لا بل “أن ما نشر و ينشر من وثائق مجرد نقطة صغيرة من بحر فساد كبير، موضحاً أن السلطة التي غيبت دور المجلس التشريعي في الرقابة المالية والإدارية استغلت هذا الأمر لمصلحتها في تغذية فساد مسؤوليها”!!
ليس هذا فقط والاشنع من هذا وذاك هو ان العالم الامبريالي والاحتلال الاسرائيلي ومشتقاتة من عرب الردة يغدقون على سلطة اوسلو ويقدمون لها المكافأت المالية نظير خيانتها للقضية الفلسطينية من جهه ونظير تقديمها الخدمات لسلطة الاحتلال الاسرائيلي من جهه ثانية وبالتالي والكلام ل يحيى موسى فأن”السلطة أصبحت مؤسسة قائمة على الفساد المالي والإداري واستغلال النفوذ، نظراً للمكافآت المالية الكبيرة التي تحصل عليها نظير خدمتها التي تقدمها لـ”إسرائيل”، ويقوم المجتمع الدولي بتمويلها لقاء هذا التعاون الذي يبذل من أسفل وفوق الطاولة”…السلطة الخائنة تتاجر بكامل فلسطين وتتباكى على حائط مبكى “صفقة القرن” التي لولا وجود السلطة اللاوطنية لما تجرأ كوشنر على طرح مشروعة التصفوي للقضية الفلسطينية ولما تجرأ اصلا ترامب الاعتراف بالقدس كعاصمة للكيان ونقل سفارتة الى داخل هذة الاخيرة..
الاكثرية الساحقة من الرجال والنساء الذين يحيطون بالفاسد محمود عباس متورطون في الفساد ومتهمين بالاستيلاء على اموال المعونات الاقتصادية والتبرعات التي تقدم للسلطة الخائنة باسم الشعب الفلسطيني اللذي يعاني من ممارسات الاحتلال ومن الفقر والعوز فيما عصابة اوسلو تعيش الرفاهية وتشتري العقارات والبيوت والمركبات الفاخرة وتسهر وتُسامر في بارات وحانات تل ابيب… الكهل محمود عباس يغمض عينيه عما يجري من حولة من فساد وسرقة اموال وقوت الشعب الفلسطيني بدون حسيب ولا رقيب ولا حتى وجود المجلس التشريعي الذي حلهُ عباس عام 2018…عباس يغدق على الالة الاعلامية التابعة له الملايين حتى تواصل الكذب والتضليل وخاصة “هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية التابعة للسلطة” الملوثة بالفساد والمحسوبية والكذب المتواصل على الشعب الفلسطيني من خلال تلميع صورة” الرئيس” الذي لم ينتخبة احدا لا كرئيس ولا كمتحدث باسم الشعب الفلسطيني.. حالة اختطاف السلطة ومنظمة التحرير وتوظيفهمها لخدمة مشروع سلطة فاسدة وخائنة للقضية الفلسطينية ووتتقاضى المال مقابل دعمها لاستمرار احتلال فلسطين واضطهاد شعبها!!
ربع قرن من الزمن مر على انشاء سلطة الفساد والعجز… ربع قرن زاد فية الاستيطان والمستوطنين في الضفة والقدس اضعاف الاضعاف.. قام الفاسدون بتدمير مقومات القضية الفلسطينية والغاء الميثاق الوطني الفلسطيني واستبدالة بميثاق خياني يقوم على خدمة العصابة الفاسدة والعاجزة للاحتلال مقابل المال والامتيازات والصمت على الاستيطان ودعمة اسميا وموضوعيا.. لا تصمت سلطة الفساد والعجز على تهويد القدس فحسب لا بل يشارك اعضاءها في السمسرة على عقارات المقدسيين لصالح المستوطنين الصهاينة..بسبب هذة السلطة المتعفنة دار الصراع في قطاع غزة بين حركتي فتح وحماس2007 الذي نتج عنة الانقسام الفصائلي والجغرافي بين رام الله والقطاع المحاصر من قبل الاحتلال وسلطة رام الله..هذة السلطة العميلة دمرت الوعي الوطني الفلسطيني ولعبت دور في تكسير الوصال والترابط الجغرافي والديموغرافي الفلسطيني..هذة السلطة ساهمت في ترسيخ وتثبيت المشروع الاستيطاني الصهيوني واعترفت بالكيان الذي لم يعترف بشئ اسمة فلسطين ولا شعب فلسطيني…هذة السلطة الفاسدة والعاجزة يتاجر اعضاءها بكل شئ الى حد السمسرة على تصاريح العمل الذي يمنحها الاحتلال للعمال الفلسطينيون…سلطة عملاء رام الله اخطر بكثير من “صفقة القرن” لانها نفذت جنبا الى جنب مع الاحتلال ماهو اخطر من صفقة “كوشنر” وهو التفريط بالوطن الفلسطيني من اجل بقاء سلطة العملاء ورواتب منتسبيها من مدنيين واجهزة امن تحمى ظهر الاحتلال وتتيح له قتل او اعتقال اي فلسطيني.. السلطه توشي بالمقاومين وتحدد اماكن اختباءهم وتواجدهم ومن ثم تنسحب من المكان لاتاحة الفرصة لجيش الاحتلال لقتل المقاومين الفلسطينيون.. السلطة اهملت شؤون وشجون اسرى الحرية واسقطت حق العودة واهملَّت مخيمات المهجر والداخل وكامل الشتات الفلسطيني ناهيك عن تدمير مقومات القضية الفلسطينية….سلطة الفساد والعجز تَدعم استمرار الاحتلال مقابل المال وهي جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال وعنصر اساسي في الاختلال والخلل والشلل الوطني الفلسطيني الحاصل والسؤال المطروح : الى متى ستبقى هذة السلطة الفاسدة والعميلة تتاجر بالقضية الفلسطينية لملئ جيوب الفاسدين والخاسئين على حساب شجون وعذابات الشعب الفلسطيني؟؟.. المطلوب بالحاح اليوم قبل غدا هو اسقاط سلطة عملاء الاحتلال واقتلاعها من جذورها…كفى تطيين وكفى تضليل.. سلطة اوسلو اخطر من الاحتلال نفسة لانها تختبئ في ثوب ” وطني” مزيف من اجل خدمة مشروع الاحتلال مقابل المال…!!