القوارير وهاجس الكتابة
تاريخ النشر: 20/06/19 | 10:15من يتابع صفحات شبكات التواصل الاجتماعي يلاحظ الكم الهائل من الأسماء والأقلام والكتابات النسوية ، من شعر وخواطر ووجدانيات وومضات وقصص قصيرة ، ومن جميع الأجيال .
وكثيرًا ما يتبادر إلى الذهن السؤال : كيف تجد هؤلاء النسوة الوقت الكافي للكتابة ، وهن موزعات بين البيت والمطبخ والعمل في الخارج وتربية الأطفال والدورات الاستكمالية والالتزامات الاجتماعية ، ولسن متفرغات للفعل الكتابي والإبداعي ..؟!
برأيي ان الدافع للكتابة هو عشق الكلمة ، وتوفر بذرة الإبداع وملكة الاحساس ، فضلًا عن أن الكتابة متنفس للتعبير والبوح عن مشاعر الحب والهموم الذاتية والمعاناة الانسانية ، ثم فإن المرأة من خلال فعل الكتابة تحاول اثبات ذاتها مقابل الآخر ، ومجاراة الرجل ، وتجعل من اللغة مرتكزًا في التعبير عن كينونتها وواقعها الذي تتخذه كمعادل موضوعي لممارسة سلطتها وكذات لها وجودها في المجتمع والحياة .
إن الكتابة هي هوس يسكن الكاتب ، وتصبح وجوده الذي يتحرك ، وكيانه الذي يتحرك ، وهي من ارقى فنون التعبير عما يخالج المرأة من عواطف جياشة ، ومشاعر فياضة ، واحاسيس مرهفة ، فتنقل ذلك بقالب ابداعي جميل يلذ القارئ ، وياسر السامع ، ويجذب المتلقي .
فأسمى آيات التقدير وأجمل التحيات لكل اللواتي يملكن الحساسية الشعرية والفكرية والخيال الواسع الخصب ، وتنسجن خيوط الجمال والإبداع ، ويناجين القلب ، ويخالجن الشعور ، وتتغلغل حروفهن وكلماتهن في العمق الوجداني دون جواز سفر .
بقلم : شاكر فريد حسن