بعيدًا عن يافا : الموت يغيب المناضل والباحث والأكاديمي الفلسطيني سميح شبيب بمخيم اليرموك في سورية
تاريخ النشر: 26/06/19 | 8:52غيب الموت بمخيم اليرموك في سورية ، المناضل والكاتب والباحث والاكاديمي والمؤرخ الفلسطيني الكبير سميح شبيب ، ابن يافا عروس الساحل الفلسطيني ، عن عمر ناهز 71عامًا ، بعد حياة زاخرة بالنضال والعطاء الفكري والسياسي .
يعد شبيب أحد اهم أعمدة الفكر الوطني الفلسطيني ، قضى عمره بين الشتات والوطن ، مكرسًا قلمه ليكتب ويسجل ويوثق تاريخ شعبه ونضالاته وكفاحاته الوطنية والتاريخية ، لأجل التحرير والاستقلال ، برؤية شمولية وموضوعية عميقة .
عاش شبيب طفولته في سورية ، ونال الشهادة الاكاديمية من جامعة دمشق ، ثم التحق بجامعة بيروت ودرس الصحافة ، بعد ذلك انخرط في العمل السياسي والكتابة البحثية في الشأن الفلسطيني ، فعمل في مركز الابحاث الفلسطيني ، ومحررًا في عدد من الصحف والمجلات منها ” الصمود ” و ” القاعدة ” ، وحين اجتاحت القوات الاسرائيلية بيروت غادرها وتوجه إلى دمشق ومنها إلى تونس فقبرص ، التي اقام فيها حتى العام 1993، وهناك واصل عمله في الفرع المؤقت لمركز الأبحاث الفلسطيني ، فضلًا عن عمله محررًا في مجلة ” الأفق ” الفلسطينية الأسبوعية .
عاد شبيب إلى أرض الوطن ، واقام في غزة ثم رام اللـه ، وتمكن من التسلل حال قدومه الى مناطق السلطة الفلسطينية من التسلل إلى يافا مسقط رأسه ، وترأس تحرير مجلة ” شؤون فلسطينية ” ، التي عادت الى الصدور ، ونشر العديد من المقالات السياسية والتحليلية في صحيفة ” الأيام ” وسواها من الصحف والمجلات والدوريات الفلسطينية .
كذلك أشغل شبيب مسؤولًا عن دائرة الأحزاب السياسية العربية في دائرة العلاقات القومية الدولية ، وأستاذًا مساعدًا في دائرة الدراسات الثقافية بجامعة بير زيت .
خلف شبيب وراءه العديد من المؤلفات والاصدارات السياسية والتاريخية التوثيقية ، منها : ” حزب الاستقلال العربي في فلسطين ، الصحافة الفلسطينية في الشتات مدخل أولي ، الأحوال الاقتصادية والاجتماعية للحركة السياسية في فلسطين ، اللاجئون ومستقبل عملية السلام ” وغير ذلك الكثير من الدراسات التي نشرت في دورية ” شؤون فلسطينية ” .
وقد رصد شبيب في كتاباته المعاناة والتجربة النضالية التحررية الفلسطينية ، فكان فلسطينيًا وحدويًا ، ووطنيًا حتى النخاع .
للراحل سميح شبيب الرحمة ، وتغمده الله بواسع رحمته ، وعاشت ذكراه خالدة في سجلنا الثقافي وتاريخنا الفكري ، وفي قلوب شعبه الذي خسره ، مثقفًا ومؤرخًا وأكاديميًا ومناضلًا فذًا .
كتب : شاكر فريد حسن