على ضوء ورشة أو مؤتمر المنامة
تاريخ النشر: 29/06/19 | 9:26انتهت ورشة المنامة الاقتصادية ، التي فشلت في تجنيد وحشد حضور دولي قوي لها ، واهم حدث هوغياب الطرف الفلسطيني ، صاحب الحق الشرعي ، الذي يدور الحديث عنه.
وتركزت الورشة على بحث الجانب الاقتصادي في الأراضي الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال الاسرائيلي ، في حين تجاهلت كليًا الحل العادل لقضية شعبنا وفق قرارات الشرعية الدولية بالاستقلال الوطني ، وحق تقرير المصير ، وحق العودة ، ما يعني تحويل القضية الفلسطينية لمشروع اقتصادي اقليمي وإنساني يخلو من بعده الوطني والقومي .
لقد أظهرت ورشة البحرين مدى انخراط دول الخليج العربي في عمق المشاريع الامبريالية والصهيونية لتصفية القضية الفلسطينية ، وان قادة هذه الدول وزعاماتها لا يخجلون ولا يستحون بمواقفهم وسلوكهم ونهجهم الاستسلامي الانهزامي بالهرولة والتهافت واجراء التطبيع مع اسرائيل ، ودعمهم وانسياقهم خلف سياسة الولايات المتحدة وطروحات ترامب ، الرامية إلى شطب الوجود العربي الفلسطيني حتى على الخريطة السياسية الدولية .
مؤتمر أو ورشة او مجمع البحرين ، لا ولم ولن يثمر شيئًا ايجابيًا للفلسطينيين وللعرب ، ما داموا طرفًا ضعيفًا وهامشيًا في المعادلة ، وما دام القائمون على المؤتمر منحازين لدولة الاحتلال ويعتبرون القدس عاصمة للمؤسسة الصهيونية الحاكمة مثلما يعتبرون السيادة على الجولان السوري هو لها ايضًا .
إن ورشة البحرين ليست بداية لمشروع سلام اسرائيلي فلسطيني فحسب ، وإنما هو تمهيد لفرض صفعة العصر ، وإقامة علاقات طبيعية بين الدول العربية واسرائيل بما يخدم مشروع الهيمنة الاسرائيلية على المنطقة .
إننا أمام سياسة جديدة ومشروع تصفوي جديد واضح المعالم ، تحت مسمى ” صفقة القرن ” ، التي طال الحديث عنها ، وتم تأجيل طرحها ، وتستهدف دفن وقبر الحق الفلسطيني ، وشطب حق العودة ، وضم القدس للاحتلال الاسرائيلي ، وترسيخ وتثبيت واقع الاحتلال والاستيطان في الضفة الغربية ، وضرب ومحاصرة فكر وثقافة المقاومة وعوامل الصمود الفلسطيني بالمزيد من الحصار والتجويع والافقار ، فضلًا عن تفكيك مكونات الشعب الفلسطيني وعناصر وحدته الوطنية ، لتمرير المخططات التآمرية المشبوهة ، والحفاظ على المصالح الأمريكية والاسرائيلية في المنطقة .
الأوطان لا تباع ولا تشترى بالأموال والدولارات ، وخطة ترامب هي بمثابة لعنة القرن وجريمة تاريخية كبرى بحق شعبنا الفلسطيني ، الذي يناضل بلا هوادة ودون كلل من اجل حريته واستقلاله ، وهي بلا أساس سياسي ، ويجب التصدي لها بكل قوة وقذفها لمزابل التاريخ .
ومهما خططوا وتآمروا فالوجود الفلسطيني واقع موضوعي لن تستطيع أية قوة مهما كانت ، إلغاء الواقع الانساني التاريخي ، ودفن الحق الفلسطيني ، ومنع إقامة دولته الحرة المستقلة فوق ترابه الوطني ، والعيش كباقي شعوب الدنيا .
بقلم : شاكر فريد حسن