ترتيب الأوراق من جديد
تاريخ النشر: 03/07/19 | 9:07الحالة الراهنة في الساحة الفلسطينية بالداخل ، هي أشبه بحالة فوضى سياسية وميوعة وطنية غير مسبوقة في تاريخنا السياسي والفكري والوطني الماجد ، تحتاج إلى حسم الكثير من المواقف وترتيب الاوراق من جديد بشكل سريع .
فالقيم الوطنية في تراجع ، وفكر المقاومة يتلاشى ، وثقافة الكفاح تتهاوى ، والمؤسسات القومية تحولت إلى مؤسسات مدنية ، والخطاب الوطني والقومي صار خطابًا مدنيًا يتماشى مع المتغيرات السياسية ، في حين يلقي الخطاب الطائفي والحزبي بظلاله وكل سواده وسوداوية على الجيل الجديد ، جيل المستقبل ، والغزو الثقافي الاستعماري المتمثل بثقافة الاستهلاك والعولمة ، أخذ يحتل بيوتنا ويغزو عقول شبابنا وأبنائنا ، والقيم الفاسدة والمفسدة تسود ، وللأسف ، جوانب حياتنا الحاضرة .
إنها عملية اختراق واستهداف وافساد سياسي وثقافي وأخلاقي وقيمي بغية احتلال العقول بعد احتلال الأرض ، وتشويه وتغييب الوعي الوطني والقومي ، ومصادرة الهوية ، ومحاصرة الفكر الكفاحي المقاوم المناهض لسياسة القهر والتميز والعنصرية البغيضة ( الابرتهايد ) ، التي تتكاثر كالفطر ، وتتفشى كالسرطان في عهد حكم اليمين الاستيطاني المستمر منذ عقود ، وهذا الفصل العنصري يجد تجسيدًا له هذه الأيام بقرار بلدية العفولة اغلاق المنتزه العام في المدينة أمام العرب ، ومنعهم من شراء البيوت والتظاهر ضد اسكانهم فيها .
إن غياب البوصلة الوطنية والطبقية ، والرؤية الواضحة تجاه الاوضاع الحالية والمرحلة الراهنة والقادمة سيؤدي إلى المزيد من الضياع والانهيار والاختراق ، وهذا يتطلب اليقظة الواعية ، وتحديد المواقف بوضوح دون تأتأة ، وفرز الاوراق وترتيبها من جديد ، قبل أن تأكل النار الأخضر واليابس معًا ، ويطمرنا الطوفان .
بقلم : شاكر فريد حسن