الإعلام الرسمي العربي وورشة المنامة.. صحراء بلا رمال
تاريخ النشر: 04/07/19 | 10:56فتحي كليب / عضو المكتب السياسي
للجبهـة الديمقراطية لتحرير فلسطين
شاهدت بالأمس حلقة تلفزيونية من حلقات الـ “talk show” العربية وكانت مخصصة للدفاع عن موقف دولة عربية شاركت في “ورشة المنامة الاقتصادية”. تمعنت جيدا بالحجج التي قدمها مذيع الحلقة، وهو إعلامي مرموق، غير أن كل ما قدمه من تبريرات ظلت في اطار الدفاع العام الذي لم يقترب من عنوان الحلقة عن الاسباب الحقيقية التي دفعت بعض الدول العربية إلى المشاركة، عن إستحياء، في هذه الورشة. وبعد أن إنتهى هذا المذيع من مرافعته، تحولت إلى فضائية أخرى لأجد نفس العنوان “ورشة المنامة وأسباب مشاركتنا فيها”.. وفي اليوم الثاني مذيع ثالث بفضائية عربية أخرى يتحدث عن الموضوع ذاته وبنفس الجمل والعبارات لدرجة التطابق، حتى في بعض المصطلحات المستعملة، لأخرج باستنتاج عام وهو أن غرفة عمليات واحدة، على ما يبدو، تدير دفة تحسين وتلميع صورة من شارك وبطريقة ممجوجة ومغايرة للواقع، وليتحول هذا الاعلام بوظيفته التي تدرس في الجامعات وفي كليات الصحافة والمعاهد الاعلامية من مرآة ناقلة للحدث وجسر بين المواطن والمسؤول الى بوق لسلطة منزهة عن الخطأ “تأخذ قراراتها بحكمة واعية ولا تتخذ من القرارات والمواقف إلا بما تمليه عليها واجباتها ومسؤولياتها القومية”..
ما لفت نظري في دفاعات مذيعين قولهما: “نحن قدمنا للشعب الفلسطيني وقضيته ما لم يقدمه شعب آخر، لذلك لا يزايد أحد علينا في دعم هذه القضية العادلة”. هذا الشعار وإن قيل في مجال الدفاع عن مشاركة بعض الدول العربية في “ورشة المنامة الاقتصادية” إلا أنه يتردد على ألسنة الكثير من المسؤولين والاعلاميين والمثقفين العرب في تبرير مواقف دولهم من الكثير من القضايا التي عادة ما تكون عكس رغبة الشعوب سواء ما له علاقة بشكل مباشر بصفقه ترامب – نتنياهو أو لجهة توسيع العلاقات التطبيعية بينها وبين إسرائيل أو تحالفاتها مع الولايات المتحدة ألامريكية التي لا يختلف اثنان على أنها تحالفات سمتها ألاساسية التبعية والوصاية والفرض. إذ أن الولايات المتحدة لا تتعاطى مع دولنا العربية بمنطق الحليف أو منطق الشراكة الذي يتناقض مع ما يعلنه الرئيس ألامريكي بشكل يومي حول طريقة أحاديثه مع الزعماء العرب، وهي أحاديث لا نجد لها مكانا على شاشات واثير وصفحات الإعلام الرسمي العربي..
حين يصل بعض الإعلام بمنطقه لإستحضار نماذج ومواقف تاريخية لتبرير موقف راهن، فهذا يؤكد أن هذا الموقف، إن لم يكن جريمة وخارج عن السياق الوطني والقومي، فهو في حده الادنى خطأ كان ينبغي على اصحابه، إذا ما كانوا مقتنعين بصوابيته أن يقدموا الحجج والبراهين التي تدعم وجهة نظرهم لا أن يذهبوا في نقاش مسلمات او إستجلاب نماذج تاريخية ليسقطوها على واقع يتناقض تماما مع مسار تلك النماذج البطولية، ولنسب مواقف تاريخية مشرفة لهذا النظام الذي يعتبرونه إمتداد لأنظمة سياسية سابقة..
نعم المشاركة العربية، ليس بنظر الفلسطينيين فقط، بل بنظر الرأي العام العربي كانت خاطئة، خاصة في ظل الغياب الفلسطيني التام. فأي منطق يحتم المشاركة الرسمية العربية في ظل غياب الطرف الاساسي الذي تزعمون انكم ذاهبون كي تدعمون قضيته! ولنعد قليلا إلى التاريخ، وفيه من العبر ما يؤكد أن المشاركة الرسمية العربية في ورشة المنامة والموافقة على صفقة ترامب – نتنياهو ما هي إلا جزء من مسار سياسي طويل يعود إلى المراحل الأولى التي سبقت التوقيع الفلسطيني على إتفاق أوسلو. فحين وقع هذا الإتفاق وتم الضغط على القيادة الرسمية لمنظمة التحرير الفلسطينية للذهاب إلى المفاوضات، كان تبرير النظام الرسمي العربي منطلقا من شعار: “نقبل بما يقبل به الفلسطينيون”. ولو أن هذا الشعار كان يخفي موقفا تاريخيا ينتظر الفرصة للتفلت من الإلتزام السياسي والقومي والإنساني العربي حيال القضية الفلسطينية وشعبها..
ورغم التحفظ على ما ابداه الشعب الفلسطيني والعديد من قواه السياسية على ذلك الشعار، لكن ماذا لو تم إستحضار هذا الشعار وطبق على الموقف من صفقة ترامب – نتنياهو ومن ورشة المنامة؟ ماذا كان ألاعلام الرسمي العربي ليقول وما هي حججه وتبريراته، خاصة وأن الفلسطينيين بجميع إنتماءاتهم وأطيافهم السياسية توحدوا حول موقف ليس عدم المشاركة في ورشة البحرين فقط بل واعتبارها طعنة غادرة في ظهر الشعب الفلسطيني ونضاله كونها جزء لا يتجزأ من المشروع الامريكي الإسرائيلي الذي يهدف الى تصفية القضية الفلسطينية..؟ بل هل يقبل أي نظام رسمي عربي أن تشارك فلسطين مثلا في مؤتمرات دولية أو إقليمية تتعلق بقضية تخص دولة هذا النظام وهو غائب عنها ومعترض عليها؟ وهو نفس المنطق الذي لا يمكن لأي إعلامي عربي شريف وملتزم قضايا شعبه وأمته إلا أن يقبل به..
لم يعد الإعلام حكرا على فئة أو جماعة، بل أصبح، وبنتيجة التطور الكبير في وسائل الاتصال وإنتشار المعلومة بشكل سريع جدا ملكا للجميع، ولم يعد بإمكان أي شخص أن يحتكر المعلومة لنفسه أو لنظامه. غير أن بعض وسائل الاعلام العربية ما زالت تعيش في عصور ما قبل الجاهلية لجهة ممارسة التضليل والخداع بل والكذب على الجمهور لتبرير ظاهرة أو موقف ما من ضمن محاولات تهدف إلى صنع رأي عام جديد غالبا ما يراد له أن يكون صدى الحاكم والسلطان. إذ رغم تغني الجميع بالإعلام وبدوره بإعتباره سلاحا فتاكا في وجه العدو الصهيوني ومشاريعه وفي وجه أعداء الأمة بشكل عام، إلا أن هذا الإعلام ما زال قاصرا وعاجزا عن استخدام هذا السلاح بالشكل الأمثل، على عكس عدونا الذي يتقن إستخدام هذا السلاح ويتفنن فيه بحيث أصبح يعتمد عليه بشكل أساسي ليس في تغيير الحقائق على الأرض ومحاولة قلب الصورة أو في رسم العناوين الرئيسية لصناع القرار بل وفي صناعة رأي عام عربي وعالمي جديد..
فعندما ننظر ألى الإستراتيجيات التي يقودها الرئيس الامريكي الحالي دونالد ترامب بشأن أكثر من قضية، أو عندما نتفحص السياسات التي أتبعت من قبل رؤساء الولايات المتحدة السابقين، نجد أن الاستراتيجيات والسياسات الكبرى تبدأ بفكرة أو مقال أو دراسة لكاتب أو دبلوماسي يتم تبنيها من صانع القرار الرسمي، ثم يبدأ النقاش حول هذه الفكرة التي سرعان ما تتحول إلى سياسة وإستراتيجية عامة..
هذا ما حصل بشأن القدس حيث كانت البداية من خلال مراكز أبحاث إسرائيلية وامريكية طرحت فكرة الإعتراف بها من قبل الإدارة الأمريكية كعناوين عامة للنقاش، ورغم أن الإدارة الأمريكية لم تتبن هذا الموقف في حينه، إلا أن طرحه امام الرأي العام ونقاشه بين سياسيين وإعلاميين مثقفين عربا وإسرائيليين وأجانب كان بحد ذاته إختراقا ونجاحا للإعلام والسياسة الغربية.. وهذا ما حصل أيضا بشأن وكالة الغوث حيث تعود فكرة حلها وتصفية أعمالها وغير ذلك من تفاصيل إلى مؤسسات بحثية ويتم إستحضار نتائج هذه الدراسات وتوصياتها في اللحظات المناسبة.. وهذا ما حصل مع وثيقة جنيف ومع المبادرة العربية والكثير من الاستراتيجيات والسياسات الدولية..
الإعلام بهذا المعنى هو ليس مرآة فقط أو وسيلة إتصال بين النظام السياسي والجمهور، وليس فقط صاحب رسالة، والرسالة هنا لا يجب أن تقتصر فقط على نقل الخبر، بل هو صانع القرار أو جزءا منه. وهو بذلك سلاح لا يقل خطورة، في أحد جوانبه، عن سلاح المدافع والصواريخ، بل وفي أحيان كثيرة يكون هو صاحب المبادرة لتهيئة أرض المعركة لحرب الطائرات والصواريخ..
بالنسبة لإعلامنا العربي هو حكما خارج هذا التصنيف، كونه إعلام تابع ينفذ سياسة الحاكم بغض النظر عن واقعية وعدالة وقانونية هذه السياسة، بل هناك وسائل إعلام عربية ما نشأت إلا لتأدية وظيفة بعينها إما تحريضية ضد دولة أو سياسة ما أو خدمة لمشروع سياسي بحيث تتجاوز وسيلة الإعلام هدفها العام لتتحول إلى مشروع سياسي أو اقتصادي..
في النظرة إلى “ورشة المنامة الإقتصادية” وطريقة تعاطي الإعلام معها، فنحن أمام مشهدين: الأول مشهد الإعلام الاسرائيلي الذي يتباهى في تغطية مراسليه من أمام القصور الملكية ومن أمام شواطئ العاصمة البحرينية وهم فرحين بهذا الإنجاز الكبير الذي تحقق بعد سنوات. والثاني مشهد الإعلام الرسمي العربي الذي غطى الحدث على خجل مكتفيا بالبث المباشر وبرسائل سريعة عن ابرز المتحدثين، خاصة في ظل المشاركة الرسمية العربية منخفضة التمثيل.. ولسان حال هذا الإعلام هو الدعاء لتنتهي هذه الورشة بشكل سريع.. بغض النظر إن كان قد نجح في رسالته أو لا، وهو بالتأكيد كان إعلاما فاشلا لا نجح في نقل الصورة بجميع معطياتها ولا إستطاع أن يغير صورة السلطان أمام شعبه وأمته حتى أصبح إعلاما بدون رسالة وكالصحراء بلا رمال..
أمام هذا، لا يمكن ان نتحدث عن إعلام عربي واحد، إنطلاقا من إختلاف الرسالة الإعلامية بين إعلام وإعلام لدرجة التناقض والصدام في أحيان كثيرة. ومن يتابع وسائل الإعلام العربية في تغطيتها ومتابعتها للأحداث في بؤر الصراعات المنتشرة في منطقتنا العربية يلاحظ أن هذه الصراعات العسكرية على الأرض تنعكس صراعات إعلامية عبر أثير وشاشات وصفحات وسائل الإعلام المختلفة ..
وفق هذه الصورة، فنحن أمام ثلاثة أنواع من الإعلام العربي:
1) إعلام الدولة والسلطة والنظام، وهو إعلام يعكس الموقف الرسمي بحرفيته وبشكل إنتهازي ومبتذل في غالب الأحيان، وهمه الأساس تقديم صورة النظام بأفضل شكل والدفاع عنه وعن مواقفه المختلفة أو إشغال الرأي العام بقضايا هامشية لتمرير قضايا وطنية كبرى..
2) إعلام رجال الأعمال وهو في معظمه يساير السلطة لكنه يقدم الموقف بشكل أكثر ذكاءا وحرفية.. وهو إعلام لا يتصادم مع السلطة والنظام غالبا. وقد برز هذا النوع من الإعلام بعد التغييرات التي عصفت بالمنطقة العربية بدءا من العام 2010. وأولوية هذا الإعلام ليس الدفاع عن قيم الدولة والشعب والقانون بمقدار ما يحافظ على علاقاته المتينة برموز النظام بما يوفر الحماية لمصالحة وإمتيازاته الاقتصادية..
3) الإعلام الثالث هو إعلام الأحزاب أو القريب منها، وهذا النوع من الإعلام يعكس موقف الحزب الذي يمثله.. وحين يعلن الحزب مثلا دعمه لفلسطين ويتخذ من القدس عنوانا وشعارا سنجد هذا الإعلام مبدعا في برامجه الداعمة للنضال الفلسطيني.. وهذا النوع من الإعلام تقع على عاتقه مسؤوليات مضاعفة وهو ما نطلق عليه عادة “الإعلام المقاوم”، رغم عدم قدرة هذا الإعلام على مجارات ومنافسة النوعين الأولين من الإعلام نظرا لعدم إمتلاكه للإمكانات المادية..
رغم ذلك، فبعض الإعلام العربي شكل ويشكل إضافة نوعية وهامة في معركتنا ضد الإحتلال الإسرائيلي وفي مواجهة صفقة ترامب – نتنياهو.. وهو اليوم معني بإبراز مكامن القوة الموجودة في الأمة العربية والشعب الفلسطيني، وهو معني أيضا بدحض الرواية الصهيونية التي تتجاهل التاريخ العربي والإسلامي في فلسطين لتغيير الحقائق من خلال مزاعم وأساطير وخرافات ليست موجودة إلا في أذهان عتاة الإرهاب الصهيوني في إسرائيل وداعميهم من المتطرفين في الولايات المتحدة وأوروبا.. كما أنه معني بدحض بعض مزاعم ضعاف النفوس من الإعلاميين والمثقفين العرب الذين انساقوا وراء الدعاية الصهيونية ليقدموا الرواية الصهيونية وكأنها هي الحقيقة الوحيدة وكل ما عداها أساطير وخرافات..
من يرصد وسائل الإعلام العربية بإمكانه الإستنتاج أن بعض وسائل الإعلام خانت رسالتها الإعلامية بأن تكون ناقلة للحقيقة بموضوعية ومهنية، وعلى خلفية أن إسرائيل هي دولة احتلال، وأن اجراءات الرئيس الأمريكي ترامب هي جريمة، خاصة وأن القضية الفلسطينية لا زالت عامل موحد بالنسبة لكل العرب وهي قضيتهم الأولى، وعلى الإعلام العربي أن يكون صدى حقيقيا لنبض الشارع العربي الذي تفاعل إيجابا رافضا للقرارات الأمريكية بشأن القضية الفلسطينية..
رغم أن الصراع العربي والفلسطيني الاسرائيلي زاد عمره على المائة عام، إلا أن هذه القضية لا زالت قضية القضايا وما زالت بالنسبة لكل الإعلام قضية تصنع الحدث. وليس صحيحا كما يروج البعض بـ “أن أولوية الإعلام هي جذب أكثر نسبة من المشاهدين، وطالما أن النسبة الأكبر من الجمهور هي من فئة الشباب، فإن هذا الشباب لا ينظر إلى القضية الفلسطينية بإعتبارها قضية تستحق كل هذا الإهتمام، بل أن وجود إسرائيل كجسم طبيعي في منطقتنا هو الأمر الطبيعي”. هذا المنطق هو الذي يسعى بعض الإعلام العربي للوصول إليه وعلى خلفية أن قضية فلسطين هي قضية مركزية فقط بالنسبة لجيلي عام 1948 وعام 1967 وليس للأجيال الحالية، وهذا أمر أيضا تكذبه الوقائع، إذ ان السمة العامة للتحركات الشعبية الداعمة لفلسطين في جميع الدول العربية، وحتى الغربية، هي سمة مشاركة الشباب الذين اكدوا بتفاعلهم حقيقة الشعار أن قضية فلسطين ما زالت القضية المركزية لجميع الشعوب العربية، بل أن حركة الشارع العربي قبل تسع سنوات لم تنطلق إلا على أيدى الشباب الذين أثبتوا أن لديهم من الحماس الثوري والقومي ما يؤهلهم لأن يتصدروا المشهد السياسي القادم في منطقتنا العربية.
ليس هناك من تبرير لتراجع إهتمام الإعلام العربي بالقضية الفلسطينية التي ما زالت صانعة الحدث الأساسي بالنسبة لكل الإعلام. ما يؤكد أن هذا التراجع نابع عن قرار سياسي واع ومقصود بهدف إشاعة ثقافة جديدة بعدم جدوى مقاومة إسرائيل ومشروعها ما يشكل إستجابة لرغبات الإدارة الامريكية، وكي لا يتم إثارة وتحريك الشعوب العربية لتأخذ دورها في دعم الشعب الفلسطيني، وهذا أيضا ما تريده الولايات المتحدة بنزع القضية الفلسطينية من محيطها العربي والإستفراد بالشعب الفلسطيني لفرض التسوية الامريكية الاسرائيلية..
لذلك فإن وزراء الإعلام العرب والمؤسسات الإعلامية والصحفية والثقافية العربية معنية بإعادة صياغة المشهد الإعلامي والثقافي العربي ليكون أكثر إقترابا من الإرادة الشعبية العربية، وبما يقود إلى صياغة إستراتيجية إعلامية عربية موحدة تتجاوز واقع الانقسامات في المنطقة ولتكون عامل موحد لكل الواقع العربي الرسمي والشعبي خاصة وأن فلسطين كقضية وعنوان يمكن أن تلتقي حولها جميع القوى العربية والفلسطينية.
أما الإعلام الفلسطيني بشقيه الرسمي والفصائلي، ورغم الملاحظات الكثيرة التي يمكن أن نسجلها هنا وهناك، إلا أن هذا الإعلام إستطاع أن يفرض نفسه بإعتباره شريكا في المعركة ضد الإحتلال، وهو جزء لا يتجزأ من عملية النضال الفلسطيني ولعب ولا زال يلعب دورا هاما في تعبئة الجماهير وتحريضها على النضال والثورة ..
الأساس هنا هو دعوة هذا الإعلام لتوحيد رسالته الإعلامية بأن يكون خارج الإنقسام وتداعياته وأن يبتعد عن كل ما يزيد الأمور تأزما وتعقيدا، وهذا لا يعني أن لا يكون مهنيا، بل أن يلعب دور الموحد والجامع لفئات المجتمع الفسطيني حول الكثير من القواسم المشتركة التي نتفق عليها..