في مواجهة الراهن
تاريخ النشر: 12/04/14 | 10:18بقلم: شاكر فريد حسن
لا شك أن قضايا جماهيرنا العربية الفلسطينية الباقية والصامدة فوق تراب أرضها ووطنها كبيرة ومتنوعة، ومشاكلها وهمومها أكبر، قضايا الفقر والبطالة والعنف والتصنيع والتشغيل والتعليم والتفرقة العنصرية والابرتهايد والتهويد وسلب الأرض وهدم البيوت غير المرخصة، نتيجة غياب الخرائط الهيكلية لقرانا ومدننا.
هنالك هجمة سلطوية شرسة ومبرمجة على أرض أهلنا في النقب من اجل اقتلاعهم وترحيلهم من أرضهم، وإننا أمام حكومة يمينية متطرفة وعنصرية وحاقدة ومعادية تعمل بكل الوسائل لتتخلص منا. فمخطط توسعة شارع وادي عارة الذي تمت المصادقة عليه يأتي على حساب أراضي سكان منطقة المثلث العرب، ومشروع التبادل السكاني الليبرماني، الذي زاد وكثر الحديث عنه في الآونة الأخيرة، ما هو إلا شكل من أشكال العنصرية. وكذلك مطلب يهودية الدولة المطروح في المفاوضات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي لا يقل خطورة عن ذلك، فهو يستهدف الوجود الفلسطيني والذاكرة والهوية الوطنية ويلغي حق العودة. أما قانون رفع نسبة الحسم في انتخابات الكنيست فموجه بالأساس لممثلي الجمهور العربي وهدفه الإقصاء السياسي للأقلية العربية الفلسطينية وإخراجها من اللعبة السياسية البرلمانية.
ومقابل ذلك، ووسط هذه الأجواء والمناخ العنصري، نشهد فراغاً سياسياً وتراجعاً للأحزاب ودورها، فضلاً عن التراجع المجتمعي والفوضى السياسية وانتعاش مظاهر الطائفية والعشائرية والعائلية والحاراتية في مجتمعنا العربي.
نحن إزاء مخاطر حقيقية وجدية وتحديات كبرى، تتطلب المزيد من الوعي والإدراك واليقظة السياسية والعمل الجماعي والسياسي النظم والموحد والنضال المثابر والمشترك، وخلق حالة وطنية وسياسية تؤسس لمرحلة جديدة تتلاءم مع الواقع الراهن وتحاول أن تجيب عل متغيراته وتحولاته وتبدلاته، وتشكل انطلاقة لجماهيرنا العربية وقواها وأحزابها السياسية وحركتها الوطنية، والشروع في بناء وتشكيل وتأسيس حركة سياسية جديدة في الشارع العربي تشمل كل فئات وقوى وشرائح واتجاهات المجتمع الفلسطيني في الداخل، تصنع التاريح القادم والمستقبل الآتي، وقادرة على إخراج الحركة الوطنية من تراجعاتها وإخفاقاتها وترهلاتها، وتعمل على تنمية الانتماء وإشاعة الوعي الجمعي وتحريك الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية، والنهوض بالمسيرة النضالية والكفاحية والتعبئة على المستوى الجماهيري والشعبي ورفع جاهزية الناس وجماهير الشعب للنزول إلى الشوارع دفاعاً عن حقها في الوجود والحياة والبقاء والتطور والمساواة، وذلك على أساس برنامج سياسي وإستراتيجية عمل وطنية، ووفق منهج نقدي، في مواجهة الحصار السياسي والفكري الهجومي السلطوي، وتجاه القضايا الحارقة والملتهبة التي تعاني وتواجه جماهيرنا في جميع المجالات الحياتية المختلفة.