في ذكرى نصف عام على رحيل ديالا برو
تاريخ النشر: 12/04/14 | 10:25بقلم: رانية مرجية
لعلي سألقاك بعد قليل في الكنيسة، ترنمي ترنيمة جديدة، لماذا يقولون رحلتِ؟ وإني أراكِ تطهي لنا اطيب المأكولات والمعجنات وتضحكين كالملائكة وتغردين كالعندليب، يا أعز وأقرب وأحب الناس إلى قلبي يا زميلة الحرف وصديقتي الأجمل ديالا اخرجي إلينا فلا أصدق انك غادرتنا، كقديسة كنت بالنسبة لي وللآخرين، تزرعين فينا حب الناس كل الناس، حب الوطن، عشق اللغة العربية”الضاد” وسلام القلب والعقل.
لأنك آمنت أن قيمة السعادة أن تمنحيها لمن حولك من أقارب وأحباء وأصدقاء.
لماذا تركتينا دون وداع ؟ أخرجي إلينا أو اخرجي علينا، كما كنت بوضوحك العميق وابتسامتك الملائكية وقلبك الكبير وفكرك المستنير.
اعترف ان مضت ايام صعبة وكئيبة على رحيلك عنا،
وعلى كل من عرفك من قريب أو بعيد، إذ لمسك وأحبّ الإنسانة المثقفة العفيفة والمربية والمرشدة المناضلة الشّريفة والاعلامية التقية التي عملت ليل نهار بجد واسرار من أجل حياة أفضل ونشر ثقافة المحبة وتقبل الاخر في كل مكان.
ها أنت الآن بمعية الشّهداء والقديسين، تمدّينا بالقوة والمحبة والتضحية والإيمان والإصرار! لهذا لم يغادرنا الرجاء ولم يتلاشى ايماننا لأنك تشاركين الله ومريم العذراء في الملكوت
اللهَ اختارَكَ بالفردوس قبل أيِّ شيءٍ
فالملائكةُ لا تعيشُ طويلاً على أرضِنا البلهاءَ
يُتعبُها الظّلمُ ويكويها!
فليكن ذكرك مؤبدا
يا ملاكا غبتِ عنا
إلا انك تحيين فينا
في الفردوس تحتفلين
مع القديسات والقديسين
عرسك كان مهيبا
هز أركان الكنيسة
وشق السماء شقا
وعلوتِ كالنسور
وارتميت بأحضان أم النور
يا عروسا طاهرة بتول
ماذا اكتب والحروف تنحني وتتكسر
والدموع تنهمر كحبات المطر
والجو معبق
برائحة البخور
معطر
كم صليبا احتملت
وصبرت وتحديت
كنت أظن انك على الموت انتصرت
يا ديالا
يا شهيدة من بلادي
تشرفت بك السماء
هل تظنين أن الله اختارك صدفة
لا يا حبيبتي فأنت قديسة حلوة
حرة بلا قيود
او جوازات سفر
تعيشين بكل الأماكن
لأنك روح الحياة الاتية
روح المحبة الخالصة
في السماء لنا شفيعة
لكل سكان المدينة
فليكن ذكرك مؤبدا