ماذا كتب أحمد منير “فاروق مواسي ” عن كشاجم الباقي ؟!
تاريخ النشر: 11/07/19 | 16:02كتب :شاكر فريد حسن
في العام 1992 ظهر في الساحة اسم مقنع يحمل كنية ” أحمد منير ” ، بدأ يكتب زاوية في صحيفة ” الاتحاد ” الحيفاوية العريقة ، بعنوان ” معاتبة / مداعبة ” ، تراوحت بين اللسعة والغمزة واللفتة واللمحة والملاحظة . وما ميز كاتب الزاوية الصراحة والجرأة والشجاعة الأدبية ، التي نحتاجها في حياتنا الثقافية ، بعيدًا عن التملق ، ومثلما قال الشاعر حسين مهنا في حينه ، مخاطبًا أحمد منير : ” أكتب ، أكتب لنا الوانًا من النقد الموضوعي الذي لا يتملق قريبًا ولا بعيدًا ، كبيرًا وصغيرًا ” .
ولم نعلم نحن الكثير من الأصدقاء وأهل الأدب الا بعد فترة ، أن احمد منير هذا ما هو إلا أ. د . فاروق مواسي ، الشاعر والناقد والقاص واللغوي والقارئ الجيد ، وذلك بعد ان أن باح بالسر المحرر الادبي للصحيفة وكشف للبعض اسم احمد منير الحقيقي .
وكان الأحمد / الفاروق قد كتب وتناول الشعراء الكبار أمثال : سميح القاسم ، جورج نجيب خليل ، فدوى طوقان ، شفيق حبيب ، تركي عامر ، أحمد حسين ، ميشيل حداد ، حنا أبو حنا ، نبيه القاسم ، ومحمد علي طه ، وكذلك لم ينس ان يكتب عن كشاجم باقة ايضًا .
وقد جمع الشاعر محمود مرعي من المشهد هذه الكتابات ، وأصدرها فيما بعد بكتاب ، يمثل أجرأ وأصدق الكتابات النقدية في مشهدنا الثقافي وحياتنا الادبية .
فماذا قال أحمد منير عن الفاروق ؟! ، فلنقرأ : ” صديقنا فاروق مواسي ، وسنغيظه أولًا لاننا لم مسبّق اسمه باللقب الاكاديمي ، يحاول ان يلم من كل علم بطرف ، فهو يريد ان يكون الشاعر والناقد والباحث والقاص واللغوي والمربي و … ناسيًا ان التخصص ضرورة ملحّة لمن يريد ان يتقدم في ميدان ما ، فلماذا نجده في كل عرس له قرص ؟ ألا يخاف ان يخرج من المولد بلا حمص ، وشانه يكون كشأن الباحث عن جلده .
تذكرت أن مجلة ” الحصاد ” التي كانت تصدر في رام اللـه كتبت ذات مرة على لسان عصام العباسي ان مواسي هو ” كشاجم ” ، تيمنًا بكشاجم الرملي . زلمن لا يذكر سبب هذا اللقب : إن هذا الاسم هو تجميع لحروف ، فالكاف أول ” كاتب ” ، والشين اول ” شاعر ” والالف اول ” اديب ” والجيم اول ” جواد ” ، والميم اول ” منجم ” ، ولكن المرحوم عصام العباسي قصد في ” الميم ” لدى مواسي انها اول ” مؤلف ” .
فهل ، صدّق مواسي انه يجب ان يكون كل هذه معًا ؟ الا يخاف ألا يكون في أي واحدة منها ؟
اننا ننتظر من مواسي ان يستمر في عطائه ، ولكن باتجاه واحد ومنحى محدد ، حتى يكثف تجربته ، ويغني أسلوبه أكثر ، لا ان يمسك ست بطيخات معًا . وسأقتطف مقطعًا من قصيدة لمواسي تحمل العنوان ” فاروق مواسي ” ( اسمه بالتمام والكمال ؟ّ!!) لعل في قوله عبرة :
” فاسلك سبيلك أيها الفاروق من بدء الضياع
وابدأ طريقك موعظة
كرّز وأوجز !
لو تختزل !”
وتحية حب رغم كل ذلك .
فلصديقي ، وصنو أخي الراحل نواف عبد حسن ، وصديق العائلة ، ب . فاروق مواسي ( أبو السيد ) ، تحية مصمصية عطرية ندية دافئة ، تتماهى مع تحية صديقنا المشترك الشاعر والزجال الشعبي الأستاذ تميم الأسدي ، متمنيًا له العطاء الوافر ، والحياة العريضة المديدة الجميلة .