الأسيرة نسرين حسن
تاريخ النشر: 17/07/19 | 11:23لا معنى لكل المناسبات في غياب والدتي .. حاولنا كثيراً ارسال هدايا عيد الأم لها لكن لم نتمكن بسبب سياسات الاحتلال الذي يحرمنا حتى من زيارتها ، فهذا اليوم مؤلم وحزين لنا جميعاً “.. قال الطالب فراس 16 عاماً من غزة ، معبراً عن تأثره واخوانه بحلول عيد الام ، ووالدتهم الأسيرة نسرين حسن عبد الله ابو كميل تقبع خلف القضبان ، وأضاف ” في ظل ظلم الاحتلال ووجعنا الكبير في هذه المناسبة ، نقول لكل الاسيرات الامهات ووالدتي .. كل عام وأنتن بخير .. كل عام وأنت بصحة وعافية يا أحن قلب واجمل امهات العالم .. كل عام وانت حرة من القيد والمرض يا من نفديك باعمارنا وحياتنا “، واكمل ” منعونا من معايدتك ، لكن مهما طال ليل السجن ، ستعودين ونهديك كل الفرح والسعادة ونعيش معاً للابد “.
يوم مؤلم وحزين ..
ووسط اجواء الحزن التي انتابت أبناء الأسيرة نسرين السبعة و اكبرهم فراس 16 عاماً وأصغرهم أحمد 4 اعوام ، حاول الوالد والزوج الوفي أن يخفف عنهم بتوزيع الهدايا التي ارسلتها لهم والدتهم من السجن ، لكنه كأبناءه يقول ” هذا اليوم محزن ، في ظل غياب الأم عن فلذات اكبادها الذين يشتاقون لحضنها وحنانها وعناقها وتقديم الهدايا الخاصة ، ففي كل لحظة ودقيقة لا تفارقهم،يعانقون ويقبلون صورها ويتذكرون حنانها وعطفها ورقتها وخوفها علينا حتى وهي خلف تلك القضبان “، ويضيف ” المؤلم ، أن عيد الأم يمر على الاسيرات الامهات، ولا يزلن يعانين قهر الاسر وظلم السجان ، ففي الوقت الذي تحتفل فيه جميع امهات العالم بالمناسبة ويتقبلن التهاني والهدايا من ابنائهن، تعيش الام الاسيرة مع الحزن والالم والدموع وتحلم بيوم تتحرر فيه وتحتفل بهذا اليوم مع ابناءها وهي تحتضنهم وتتقبل منهم الورود في هذه المناسبة “، ويكمل ” نريد أن نذكر المحتفلين بعيد الأم ، بما تعانيه الاسيرات الامهات من حالة نفسية صعبة نتيجة القلق الشديد والتوتر و التفكير المستمر باحوال الابناء وكيفية تسير حياتهم بدون امهاتهم ، لكننا لا نملك سوى الصبر والدعاء لتتحقق أمنيات اولادنا بان تكون والدتهم بينهم كل يوم وليس فقط في عيد الام ، وندعو لها بالفرج القريب ولم شملنا معا ان شاء الله قريبا” .
هدايا من السجن ..
وكباقي الاسيرات المحرومات من الزيارات وطعم الفرح بكل المناسبات ، حرم الاحتلال الأسيرة نسرين من زيارة ابنائها وزوجها وارسال هداياهم لها ، لكنها حرصت على ان ترسل لهم الهدايا والمجسمات التي صنتعها بيديها مع الأسيرة ابتسام موسى التي تحررت مؤخراً مما ادخل الفرح والسعادة لدى ابنائها ، ويقول الزوج أبو فراس ” الاحتلال الظالم حرمنا التواصل مع زوجتي ، لكنها تمكنت من ايجاد وسيلة لتوصل هدايا محبتها التي تمد جسور التواصل بيننا وتخفف من حسرتها على فراقها وبعدها عنهم، فقد اعدت 13 هدية لارسالها لاطفالها ، لكن الاحتلال نغص عليها ولم يسمح للمحررة ابتسام موسى باخراج سوى كيس واحد من الهدايا من اعمالها اليدوية التي تفننت في تصميمها من الخرز والحرير ، فكانت بمثابة فرحة كبيرة لابنائي الذين قبلوها ولم تعد تفارقهم “،
المعاناة المريرة ..
في عيد الام ، يطالب الزوج أبو فراس ، كافة المنظمات والمؤسسات خاصة النسوية والامهات في كل مكان ، بالتضامن مع الأسيرات وتسليط الضؤ على معاناتهن المريرة ، ويقول ” تعيش كل امهات العالم الفرح باشكال ، لكن من يتذكر تلك الام الاسيرة التي تقبع في غياهب السجون وحيدة في عالم موحش يحكمه الجلادون لتعانى اقسى انواع الحياة “، ويضيف ” الأسيرات ، محرومات من ابسط الحقوق حتى التي نصت عليها الشرائع والقوانين والاعراف وكفلتها حتى الاتفاقيات الجائرة ، فهي تكتوي بمرارة السجن والحرمان من الابناء والاهل، فحياة الاسيرات ،مليئة بالمضايقات والاستفزازات والحرمان حتى من الزيارة والعلاج و التعليم، فلا زالت ادارة السجون مستمرة في المماطلة بالسماح للأسيرات بالدراسة داخل السجن، وتحرم المريضات منهن من العلاج والرعاية ويعاقبن بالعزل الانفرادى ومنع الزيارات ، فمتى ينتهي هذا الظلم ؟، وهل يتذكرهن أحد ؟”.
من حياة الأسيرة ..
تنحدر الأسيرة نسرين من مدينة حيفا ،هناك ولد ونشأت وعاشت وتعلمت والتحقت بالجامعة وحصلت على شهادة البكالوريوس بالمحاسبة ، في مطلع شهر نبسان عام 2000 ، تزوجت من رفيق دربها الغزي أبو فراس ، وعاشا حياة سعيدة في منطقة الرمال ، رزقا باربعة بنات وثلاثة ذكور ، وتقاسما ظروف الحياة وتربية الابناء حتى اعتقلت بشكل مفاجأ في تاريخ 18/10/2015 عن معبر ايرز ، ويقول زوجها ” كرست زوجتي حياتها لاطفالها ، لم تتدخل في السياسة ولم يكن لها نشاط أو انتماء لحزب أو جهة ، فهي ربة بيت اهتمامها الاول والاخير بالعائلة ، فقد كنا متعاونين ومتكاثفين برعاية وتربية اولادنا والتخطيط لمستقبل افضل لهم “، ويضيف ” شكل اعتقال زوجتي صدمة كبيرة لنا ، وعشنا كوابيس رعب وقلق مع انقطاع اخبارها على مدار اسبوعين احتجزت خلالها في زنازين سجن المجدل للتحقيق دون السماح للمحامي بزيارتها حتى نقلت لسجن الهشارون لمدة 45 يوماً “، ويكمل ” بعدما اغلق السجن ، نقلت مع باقي الاسيرات لسجن الدامون الذي تقبع فيه حالياً ، ومنذ اعتقالها وحتى اليوم ، لم نراها أنا واولادي أو نسمع صوت زوجتي التي تعاني بسبب سياسات الاحتلال الظالمة بحق العائلات والامهات الاسيرات رغم أن القانون يكفل لنا ذلك “.
معاناة الحكم والمرض ..
فشلت كافة محاولات أبو فراس للحصول على تصريح زيارة له ولابنائه ، ويقول ” أي شريعة وقانون في العالم تسمح للاحتلال بمنعنا من زيارة ورؤية زوجتي حتى اليوم ، هذا العقاب اقسى من السجن واصعب قضية بحياتنا “، ويضيف ” حتى في المحاكم لم يسمح لنا برؤيتها أو حضورها ، واستمر الاحتلال بتمديد توقيف نسرين حتى حوكمت بالسجن الفعلي 6 سنوات “، ويضيف ” تعاني زوجتي من أمراض السكري والضغط ، وتدهورت صحتها اكثر بسبب اصابتها بكسر في اليد اليسرى خلال اعتقالها ، وتعمد الاحتلال اهمال علاجها وتم تجبير يدها بطريقة غير صحيحة وحتى اليوم ما زالت تتوجع وتعاني من مضاعفات في اليد التي تحتاج لعلاجات طبيعية مستمرة حتى تعود يدها كما كانت ولكن يرفض الاحتلال توفيرها “. .
الانتظار والالم ..
تمكن اطفال الأسيرة نسرين من معايدة والدتهم بعيد الام عن طريق ارسال الرسائل الصوتية والمكتوبة عبر الاذاعات المحلية التي يصل بثها لداخل السجون ، ويقول فراس ” انها الطريقة الوحيدة لنكسر القيد والحصار ونتواصل مع والدتي ، فقد جهزنا لها رسائل معايدة لتسمعها وتشعر بوجودنا معها ولنكسر عزلتها وغربتها “، ويضيف ” رسالتي لامي ، كوني صابرة وقوية ولا تحزني فقد تعلمنا منك الصبر والقوة والعزيمة ايتها الام العظيمة التي تتحمل السجن والسجان وألم القضبان “، ويكمل ” نعايدك ونقبل يديك وراسك ونتمنى الحرية لك ولكل الأسيرات الصابرات وكل عام وانت حرة من القيد والمرض والسجون ” .
تقرير: علي سمودي