تنظيم مؤتمر التضامن السادس مع اهالي اسرى الداخل
تاريخ النشر: 13/04/14 | 15:09تحت رعاية جمعية سند لصلاح الاسرة وبناء المجتمع ومؤسسة يوسف الصديق لرعاية الاسير وبمشاركة اكثر من 150 من اهالي الاسرى عقد يوم أمس السبت المؤتمر التضامني السادس مع اهالي اسرى الداخل الفلسطيني، وقد تمركز المؤتمر حول عميدة الاسيرات لينا جربوني، والتي قامت مؤسسة يوسف الصديق وجمعية سند بزيارة والدتها سابقا، والتي ستخرج من بيتها مسيرة مشاعل في التاسع عشر من الشهر، في قاعة البراديس في كفر مندا.
حيث افتتح المؤتمر الذي قامت على عرافته مريم عبد الحكيم مفيد، والتي رحبت بالحضور وافتتحت المؤتمر بالتسمية والحمد ثم حيت اهالي الاسرى بالقول:” بسمِ الله الرّحمن الرّحيم الحمدُ لله.. باسطُ الأرضِ، رافعُ السّماءِ، منزلُ الغيثَ، مُغدقٌ معطاء
الحمدُلله.. كُلّما حنّ نازِحٌ لموطنِهِ، كلّما ناحَت حمائمُ السّماء بسمفونيّة الشِّتاءِ كلّما أنزل القيُّومُ رحماتَهُ على خلقِهِ سواء، فزاد الكونَ نماء!، وأُصلّي على هادي الأمّة الشّماء، شفعيهُا يوم الدِّينِ بسخاء، صلاةً تحملُها ملائكُ الرّحمن إليه، سلامًا وبركاتٍ وولاء
لمثلِ هذه الوجوهِ النّيرة السّموحة التي أضاءَت بسَعيِها ما أظلمته الدُّنى وسعَ المشارق والمغارب، لمثلِ هذا التَّواجدِ المُزدان، الذي يسطِّرُ تواقيتَ الشُّروقِ، ليكتُب لنا في حُلكةِ الظُّنونِ، نصَّ قصيدةٍ يعبقُها اليقينُ ! إلى هذِهِ الآمالِ اليانِعة، والأرواحِ الطّامحة… التي لا يليقُ بِأسماعِها إلّا معانقة السّلامِ ! ف سلامُ الله.. عليكم، سلامًا يأخذُ بكم نحو علياءئهِ فيغدِقُكُم، برحمتِهِ وعفوِه وبركاتِه !”، افتتح المؤتمر بايات من القران الكريم تلاها هشام نمارنة، ثم كانت فقرة انشادية لفرقة الاعتصام الهبت حماس الحضور وابكت مدامعهم.
وقد القى كلمة مؤسسة يوسف الصديق مديرها الشيخ فراس عمري الذي بدا بتحية اهالي الاسرى الذين سطروا دروسا في الصمود والصبر وانتظار النصر، فتبقى كل كلمة او انشودة او مؤتمر عاجزة عن ايفاء من ضحوا بشبابهم وزهرة عمرهم فداء الوطن، واكد ان عمداء الحركة الاسيرة هم جميعا من اسرى الداخل، فعلى جميع القيادات ان تضع قضية الاسرى على سلم اولوياتهم. وتوجه الى الاهالي قائلا بان قلوبنا تتحرق لتحرير الاسرى وخاصة الاسرى القدامى مثلما تتحرق لتحرير القدس وفلسطين.
وكانت كلمة الشيخ رائد صلاح التي حيا فيها الاخوات الحاضرات من اهالي الاسرى جميعا واكد مباركته بهذا النشاط لجمعية سند ومؤسسة يوسف الصديق، وذكر ان التفاؤل يزيد يوما بعد يوم بان الاسرى سيخرجون الى شمي الحرية رغم انف السجان، ووجه عدة رسائل اولها ان التاريخ الاسلامي سجل بطولات عديدة لنساء، واليوم يسجل التاريخ اسماء الحرائر اللواتي اثبتن انهن اشجع من الاف الرجال، وذكر الاسم الكبير الاسيرة السياسية زينب الغزالي رحمها الله والتي ظلت ثابتة في السجون، اما اليوم فنقف عند اسم عميدة الاسيرات لينا الجربوني التي شرف اسمها كل امراة في الداخل الفلسطيني التي اكدت معنى الحرية والثورة والتقدم للمرأة، فنرفع تحية اعزاز واكبار الى هذه الاسيرة العظيمة.
واكد اننا في هذه اللحظات نقف مع جميع الاسرى الاسرى ونرى فيهم جسدا واحدا، فلا بد من ضرورة حفظ احترام الاسرى وقدسية قضيتهم، فنحن نطمع بتحرير جميع الاسرى فان الاسرى يوم ان رضوا بدورهم الكبير فعلوا ذلك انتصارا للثوابت الفلسطينية، وحذر من استدراج أي فخ اسرائيلي يجعل من الاسرى مادة ابتزاز للتنازل عن الثوابت الفلسطينية، فلن ياتي يوم من الايام نخاف فيه سجنا او سجانا. وتوجه الى اهالي الاسرى بان يرفعوا رؤوسهم بابنائهم وبناتهم الذين شرفوا السجن بوجودهم فيه فهم زينة بيوتنا ومجتمعنا، واكد ان الاسرى “كالوقف شيء مقدس لا يجوز التلاعب به فكل يد تحاول ان تمتد الى حرمات الاسرى والاسيرات اسال الله ان يقطعها لانهم هم من حفظوا قضية فلسطين”.
وتلت كلمة الشيخ رائد صلاح فقرة انشادية لفرقة الاعتصام شملت انشودة خاصة اهديت لامهات الاسرى.
والقت ام الاسير ماهر يونس كلمة وجهتها الى الحضور وخاصة الامهات اللواتي ينتظرن ابنائهن بكل صبر، ووجهت كلمتها الى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بانه لا يجب ان يفرط بالاسرى، وتوجهت الى الحضور مذكرة اياهم بان الاسرى لا بد سيتحررون فاهل بيت المقدس هم اهل الرباط ولا بد ان يرفع الاهل رؤوسهم بابنائهم ولا ييأسوا ففلسطين والقدس تستحق اكثر من هذه التضحية.
وعن جمعية سند تحدثت مديرة الجمعية داية حجازي التي ابتدات كلمتها بتحية الاهالي الصامدين والشيخ رائد صلاح ضيفا للمؤتمر، وسالت الله ان يفرج عن كافة الاسرى وخاصة الاسيرة لينا الجربوني، وارسلت الى كل الاسرى تحية واكدت اننا نعتز بهم وباركت للاسرى المحررين. وذكرت ان الاسر محنة يعلم الاسير انها ثمن للوطن وان الدعم المعنوي من الاهل يعين الاسرى على تجاوز محنتهم. فالحكاية ليست حكاية اسير بل حكاية شعب وارض لا تنتهي حتى التحرير. واكدت اننا نقول عشية يوم النكبة اننا هنا باقون في كل بقعة ارض تحمل اسم فلسطين، فالشعب الفلسطيني علم العالم كيف يكون الاسر حرية والموت حياة، فليس هناك كرامة في الركوع.
واختتمت بعدة رسائل اولها الى من يساوم على الاسرى مقابل الثوابت الفلسطينية فالاسرى لن يقبلوا هذه المساومة، وكانت رسالتها الثانية الى الاهالي بان يدعموا ابنائهم، والثالثة الى الشرفاء جميعا بان النصر ات ات فلماذا لا نكون لبنة فيه، ووجهت الرسالة الاخيرة الى الاسرى الذين يكتبون التاريخ فهم احرار بتلك السجون.
وتلت كلمة جمعية سند فقرة انشادية حكست الحضور بانشودة سراج الاقصى.
والقت الاسير المحررة منار جبارين كلمة نيابة عن الاسيرات حيت فيها الحضور وذكرت ان 17 نيسان يوم الاسير الفلسطني ليس كافيا لنصرة الاسرى، فمعاناة الاسيرا تمتد طوال العام، في يوم الام لا تهدي الاسيرة امها شيئا وفي يوم المرأة تكون الاسيرة مكبلة في حين ينادى بحرية المرأة. وذكرت الوان العذاب الجسدي والنفسي الذي تواجهه الاسيرات فرحلة الاسر شاقة تحتاج مجلدات لوصفها، ولذلك فالاسيرات بحاجة الى كل الدعم على مدار العام، وتوجهت بشكرها الى المحامية تغريد دهشان ومؤسسة يوسف الصديق والشيخ رائد صلاح لتبنيهم جميعا قضية الاسيرات الفلسطينييات.
والقت ابنة الاسير سعيد جبارين كلمتها التي بعثت فيها صرخة حق الى ابيها واكدت له ان النصر للمسلمين وان معتصما سيخرج من هذه الامة وعندها ستشرق شمس التحرير، فالاسرى يعيشون قضية فلسطين وسيخرجون من السجون مرفوعي الرؤوس، وطمأنت والدها بان اهالي الاسرى صامدون ينتظرون حريتهم.
ثم تم عرض مقطع فيديو يعرض مشوار تواصل جمعية سند ومؤسسة يوسف الصديق مع اهالي الاسرى على مدار العام.
وقدمت فتيات يافة الناصرة مقطعا مسرحيا بعنوان “جولة في سراديب السجون” استعرض فيه اوضاع الاسرى السياسيين حول العالم وخاصة فلسطين ومصر واسرى غوانتنامو، حيث عرضت الفتيات صورا من رحلة الاسر في كل من سجن عوفر الاسرائيلي، وسجن القناطر للنساء في مصر وسجن غوانتنامو الامريكي.
ثم كانت فقرة تكريم ذوي الاسرى حيث كرمت امهات وزوجات الاسرى نيابة عن ابنائهن وعائلاتهن.
واختتم المؤتمر بورشات عمل للاهالي تقسم فيها الحضور الى فرق امهات الاسرى وزوجات الاسرى وبناتهم واخواتهم، حيث عبرت كل من الحضور وشاركت الباقين بتجربتها في مواجهة ظلم اسر قريبها وبعثن بالرسائل الى الاسرى ووصفن رحلة الانتظار والابم والامل وشوقهن الى بزوغ شمس الحرية.
وبعد اختتام المؤتمر كانت فقرة للاطفال تم فيها تطيير بالونات بالوان العلم الفلسطيني يرافقه نداء “الحرية للاسرى”، وذلك ختاما لفعاليات خاصة للاطفال شملت رسم على الوجوه وعرض قصة “بيت الارنب الصغير” وفعاليات مختلفة ادارتها ليلى حجازي-دياب بمساعدة ملك حجازي، وقد ابدى الاطفال فرحا وتفاعلا شديدا مع الفعاليات، وبعدها توجه الحضور لتناول الغداء.
والشكر موصول لكل من ساهم في انجاح المؤتمر وخاصة محمود لويسي من مؤسسة يوسف الصديق وعبد الاله المعلواني رئيس تحرير صحيفة “المدينة” والدعوة المحلية في كفر مندا.
وفي حديث مع بعض ذوي الاسرى حول انطباعهم عن المؤتمر قالت اخلاص يوسف شقيقة الاسير زاهر علي:” انا اتحمس للتواصل مع فعاليات جمعية سند لذوي الاسرى، فيكفي ان يكون هناك برنامج بعنوان التواصل مع ذوي الاسرى وهو الامر الذي نفتقده. واحب ان ابارك بجهودكم كنساء لاقامة مثل هذه الفعاليات التي تعيد لنا ذكريات التواصل ومشوار الصمود.”
اما شقيقة الاسير اسلام مرعي شعاع خليل فقالت:” هذه اول مرة اشارك في فعاليات التواصل التي ترعاها جمعية سند مع اهالي الاسرى. الفقرات كانت رائعة وخاصة انها تلائم جميع الطبقات فقد لائمت الامهات والزوجات والاخوات والاولاد، كما ان انطباع زوجي واولادي من المؤتمر كان ايجابيا جدا.”
وعبرت ام الاسير محمد مفارجة دلال مفارجة عن انطباعها من المؤتمر قائلة:” كل الاحترام وكل الشكر لسند والعاملين على هذا اليوم الممتع الذي خفف من الامنا وزاد عزيمتنا.”
ولخصت زوجة الاسير محمد اغبارية رقية اغبارية:” كل شيء كان جيدا رفع معنوياتنا واشعرنا باننا كذوي اسرى لسنا وحدنا، فقد غطت الورشات كل الزوايا وكان الامر ممتعا ومشجعا مع الاخت نوال محارب ام عمر التي ادارت الورشة لزوجات الاسرى.”