ياسر عرفات ميلاد ثورة وحكاية شعب
تاريخ النشر: 05/08/19 | 10:53في تراجيديا الروح الفلسطينية تركيبة الوطن، تتفاعل مع طبيعة الروح العاشقة للأرض، حبا وثورة تتبلور تلك المعاني في شيء نلمسه ونشعر به ويكبر فينا كل يوم انه ( ياسر عرفات ) هذا السر والكينونة الفلسطينية التي تشكلت من وحي معاناة شعبنا، نتلمسه في ابتسامة طفل لم يولد بعد، وتجده في ارادة شيخ كهل في نهر البارد وتتابعه في ملامح فتاة مخيم الشابورة برفح، وتشعر به عندما ترى اطفال مخيم الدهيشة يهتفون بالروح بالدم نفديك يا فلسطين .
ياسر عرفات الفكرة والإنسان والثورة، ياسر الامل والحياة والحب والدفىء والمنفي والعودة وغصن الزيتون والبندقية والطلقة الاولي وأزيز الرصاص في بيروت وملامح الثورة في غزة وبقايا الحلم القادم بالضفة، انه الياسر ميلاد ثورة الفاتح من يناير التاريخ، انه الفكرة والواقع واللغة والكلمات والإحساس بالنصر القادم رغم مذاق المرارة التي نشعر فيها الان، عندما تتلمسه واقعا وتفكر في بقايا الفكرة تجد معاني الياسر يكتمل امامك لتقول اليوم سأبدأ من جديد وان الياسر لم يرحل او انه باقي فينا ويعيش معنا فتواجه الحقيقة بالحقائق .
كم نفتقده موحدا ثائرا قائدا ومعلما، فتكون رسالته لنا ووصيته الباقية فينا، انها فلسطين الدولة والحكاية وتراجيديا الفكرة المنتصرة، سلاما عليك ابا عمار، سلاما عليك وأنت الخالد فينا، سلاما عليك في يوم ميلادك وأنت المنتصر فينا، سلاما عليك وأنت الكل فينا ولا نملك سوي أن نكون ( كلنا ياسر عرفات ) ياسر عرفات المؤسس والمعلم وصاحب الكوفية السمراء والأصالة والحضارة والتاريخ، كم نفتقدك يا سيدي، كم نحتاجك الان، فأنت عنوان وحكاية شعب فلسطين، حتى الاجيال التي ولدت بعد رحيلك سيدي حملت اسمك واليوم كبر الياسر الوليد وأصبح في ريعان الشباب وأول ما ينطق به هو فكرتك الاولي فيبدأ يرسم الوان العلم الفلسطيني ويحفظ خارطة فلسطين وجغرافيا الوطن، ويتعلم الدرس الاول أن القدس هي قبلة الروح ويحفظ الوصية لتتناقلها الاجيال، هي فلسطين ارضنا ولم ولن نرضى بديلا عنها كل العالم، هذا الجيل الوطني جيل ما بعد ياسر عرفات هو من يحفظ العهد ويصون الامانة ويحمل هموم الوطن، انه جيل الياسر الذي يحفظ فلسطين، والذي تتشكل فيهم معنى استمرار الحياة بين الماضي والحاضر ليكون ياسر عرفات هو الحاضر وانه عنوان البقاء المتجدد فينا.
يعبر شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات والأحرار في العالم عن التقدير والحب للزعيم الشهيد ياسر عرفات رمز النضال والكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال، ولم تكن حياة الزعيم الخالد الرمز ياسر عرفات إلا تاريخاً متواصلاً من النضال والمعارك التي خاضها وأسس من رحم معاناة شعبنا تاريخاً جديداً ومعاصرا لفلسطين، بحيث غدت القضية الفلسطينية رمزاً عالمياً للعدالة والنضال، وجعل من كوفيته رمزاً يرتديه كافة أحرار العالم ومناصري قضايا السلم والعدالة في العالم .
اليوم يتوحد الشعب الفلسطيني رغم الألم ومؤامرات النيل من دولتنا ووحدتنا واستمرار ارهاب الاحتلال وقمعه وما يتعرض لة شعبنا من مؤامرات للنيل من حقوقه ليحيي ذكرى ميلاد قائده وزعيمه، وليؤكد تمسكه أكثر من أي وقت مضى بالحفاظ على وحدة شعبنا الفلسطيني وتحريم الاقتتال الداخلي وإراقة الدم، وحل خلافاتنا من خلال الحوار وعلى الطاولة وعدم الاحتكام للغة السلاح بيننا، فهذا هو نهج زعيمنا.
ان الشعب الفلسطيني يحفظ العهد ويصون الوصية ويتمسك بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية بكل اصرار وإرادة، وها هم ابناؤك علي العهد ماضون، وأن الرئيس الشهيد ياسر عرفات لم يكن مجرد رئيس بل قائداً ملهماً يجسد في وقت واحد كل عناوين نضال مسيرة شعبه، وإننا لا نحيي اليوم ذكرى ميلاد شخصية معروفة ومهمة فقط، بل الحديث هنا عن رمز حظي بإجماع وطني، وكان قائدا لحركة التحرر العربية والعالمية حيث تعرض للحصار والضغوط لكنه رفض التنازل وتمسك بحقوق شعبه ليستشهد على ذلك ويحفر اسمه في ذاكرة وطنه بأحرف من نور ليكون نبراسا للأجيال علي مر العصور.
يعد الزعيم الخالد الشهيد ياسر عرفات القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية رمز النضال الوطني الفلسطيني من أجل قيام دولة فلسطينية بعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وتقرير مصير الشعب الفلسطيني، ويعد الزعيم ياسر عرفات رمزا للثورة الفلسطينية المعاصرة وحركة التحرر العربية والعالمية، خاض نضالا شرسا في فلسطين وعاش من اجل شعبه وقضايا الحرية والاستقلال مقاوما للاحتلال، وماضيا بالثورة حتى النصر والعودة والتحرير وتنقل بين الدبلوماسية والعمل السياسي والكفاح ، تاركا تاريخا لا يمكن لأحد أن يسجله بصفحات أو بكلمات فهو اكبر من كل المواقف والعبارات لأنه صنع التاريخ وكتب بدمه تاريخ شعبه عبر ملحمة أسطورية عملاقة وحكاية شعب لم ولن تنتهي مر خمسة عشر عاما على رحيل الزعيم الخالد الرمز ياسر عرفات ونحن نستذكر قائدنا التاريخي بكل تقدير ونتمنى لو كان بيننا اليوم، لأننا بحاجة إلى حكمته وإنسانيته ورعايته الأبوية، فياسر كان الرمز وكان أبا وأخا وحاميا للجميع .
بقلم : سري القدوة