عيد الأضحى وأحداث الجزائر
تاريخ النشر: 13/08/19 | 8:53قضيت عطلتي الصيفية في جيجل التي دامت 10 أيام حيث توقفت عن الكتابة لبعض الوقت باستثناء منشورين عبر صفحتي وأعود على إثرها للبيت لأقضي عيد الأضحى مع الأحباب، ومن بين الملاحظات التي استرعت الانتباه:
1. يمرّ عيد الأضحى 1440هـ – 1990 والجزائر تعيش أحداث الجزائر منذ 22 فيفري 2019 حيث الجيش الشعبي الوطني مازال على عهده ووعده يحمي الأرواح ويصون الممتلكات ويرافق المسيرات ويقف إلى جنب العدالة في محاكمة الفاسدين المفسدين باحترافية عالية.
2. أريقت دماء الأضاحي تقرّبا لله تعالى والجيش الشعبي الوطني لم يرق قطرة واحدة من دماء الجزائريين الطاهرة النقية خوفا من الله تعالى واحتراما لأبناء الجزائر .
3. في أحداث 5 أكتوبر 1988 التي مرّت بها الجزائر قال الشيخ أحمد سحنون رحمة الله عليه عبر مسجد الأرقم وأنا يومها في السّنة الثانية من الجامعة: ما كنت أظن أن يطول بي العمر لأرى حماة الوطن يقتلون أبناء الوطني، واليوم أقول وقد بلغت من العمر 53 سنة ونصف: الحمد الله الذي أطال عمري لأرى حماة الوطن يحمون أبناء الوطن.
4. مما قاله إمام مسجد النور منطقة 5 الشرفة الشلف وهو يلقي خطبة العيد من فوق منبر سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم: قبل أن تذبحوا كبش العيد اذبحوا الحقد والغلّ والحسد والبغض في النفوس والقلوب.
5. زرت اليوم الأوّل رفقة وليد أكبر الأبناء الأمام عمر مقدود في بيته حيث تحدّث عن وسائل الاتصال الحديثة التي أمست بديلا عن الاتصال بين الأقارب والأحباب ثمّ استدرك قائلا: لكنّها وبمفهوم العصر تؤدي دورها ولا يمكن الانكار عليها. تدخلت حينها وأضفت: تعدّد المساجد دون داع لذلك أصبحت عاملا من عوامل تفكيك الروابط وعدم الاتّصال بالأقارب والأحباب بينما الجامع الواحد كان يجمع المتحابين ويقرّب بين المتباعدين مهما كانت درجة اختلافاتهم ولذلك أظلّ أصبح من الواجب إقامة جامع واحد يجمع وتحويل مادونه إلى مصليات خدمة لمن يطلبها من الكبير والمريض وصاحب الحاجة.
6. قلت لزميلنا الأعزب محمد عبد الفتاح مقدود بمناسبة يوم عرفة: أسأل الله تعالى في يوم عرفة أن يعرّفك بمن تعرف قدرك ومنزلتك وقلت لزميلنا الأعزب عبد الرزاق خضير في اليوم الثاني من العيد: رزقك الزوجة التي تشاركك العيد وتكون لك العيد.
7. وأنا أتابع الفضائية السّعودية “الإخبارية” الرسمية في اليوم الثاني من أيام العيد يقول عبرها المعلّق السّعودي وهو ينقل مناسك رمي الجمرات ويعدّد جنسيات الحجيج حيث جاء على لسانه وبالحرف الواحد: “حجاج الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، وللأمانة العلمية فقد سبق لأستاذ عربي من فضائية عربية أتعمّد عدم ذكرها أن تعجّب خلال يوم أو يومين قبل العيد وعبر حصّته التي شاهدتها لأوّل مرّة وبالصدفة من أنّ وسائل الإعلام السّعودية استعملت مصطلح: ” الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، والمتتبّع يعترف أنّه يجهل الأسباب والدواعي وأنّ الأمر من شأن الطرف السّعودي والإيراني في انتظار ماستكشفه الأيام القادمة.
8. التحدّث عن العيد يقود المتتبّع للوقوف على خطيب وخطبة عرفة حيث كانت ضعيفة هزيلة وظهر الارتباك على الخطيب بشكل واضح حين ظلّ يكرّر الكلمة التي كتبت له أو كتبها بنفسه عدّة مرّات ولم يستطع رفع عينيه عن الورقة لدقيقة واحدة مايدلّ على ضعف الخطيب وعدم قدرته وافتقاره للثّقة بنفسه. ومن الملاحظات التي استرعت انتباه المتتبّع أنّ خطيب عرفة مدح سلاطين آل سعود في وسط الخطبة ولم يمدحهم في خاتمة الخطبة كما يفعل عادة شيوخ سلاطين آل سعود.
9. وأنا أكتب هذه الأسطر أتابع الآن وعلى المباشر الفضائية السّعودية “الإخبارية” مناسك رمي الجمرات وقد مرّت – لحدّ الآن – بأمن وسلام على الحجاج ودون حوادث تذكر ودون قتلى كما كان الأمر في الأعوام الماضية مايستوجب تقديم الشكر للسّعودية والقائمين عليها ولهم في هذا المجال منّا كلّ التحية والتقدير والثناء.
معمر حبار