أين الانسانيّة في دولتنا الديموقراطيّة ؟!!
تاريخ النشر: 13/08/19 | 21:38 زهير دعيم
” قلت لهم : أريد أن أبقى هنا ، لم نفعل عملًا رديئًا واحدًا ”
هذا ما قاله والدموع تملأ عينيه الفتى الفلبينيّ روهان فرز ابن الثالثة عشر ، والذي طُرد في الهزيع الثالث من صباح أمس ( الاثنين) هو وأمّه اللاجئة الفلبينيّة على ظهر طائرة فلبينية متوجهة الى بانكوك بعد إذن من المحكمة الاسرائيلية، تنفيذًا لأمر من وزارة الهجرة، بعد ان احتجزا لمدة اسبوع في سجن منفرد..
وأضاف روهان :
” رجوتهم أن يتركونا. لم يسمعوا ورموا بنا الى داخل الطائرة ”
قالها باللغة العبرية والتي يتقنها روهان اكثر من كثير من اليهود.
يوك وألف يوك…
أين العدالة التي يتشدقون بها ؟
أين النزاهة ؟
أين الشّعور مع الغير، من شعب عانى الأمرّيْن نتيجة التفرقة العنصرية والعِرقيّة؟
أين الحِسّ الانساني الذي يرمي بقاصر مع أمّه الى غياهب المجهول في عتم الدّجى قائلًا : لكما الله !!
لتكن طريقكما خضراء !
نعم لهما الله صدّقوني .
دُهشتُ … صُعقتُ ،وانتباني شعور بالحسرة .
لا أجد الكلمات …
ماذا كانت ستفعل هذه الدولة لو جاءها مليون ونصف لاجىء في أيام معدودات كما جاء الى لبنان الضّعيف اقتصاديًّا ؟
هل عجزت هذه الدولة والتي تتباهى صبحًا ومساءً بالعدالة والديمقراطيّة ؛ عجزت عن استيعاب واحتضان طفلٍ وأمّه ، طفل وُلِدَ هنا وعاش وتعلّم بينهم ، وهي الدولة التي احتضت مئات الآلاف من الروس والاوربيين والمغاربة والاثيوبيين ؟
ألأنه لا يدين باليهوديّة؟
ألأنه جوي ؟
رحماكم يا قوم .. ألا يوجد بين جنباتكم قلوب تخفق ؟
والسؤال الأهمّ على مَ اعتمدت المحكمة في قرارها الانساني !!!!!! لكيما تطرد انسانيْن الى المجهول شرّ طردة حيث لا بيت لهما ولا مصدر رزق.
لا أنكر بأنّ هناك الكثير من اخوتنا اليهود ممّن لم يرق لهم امر هذا الطرد ، بل وشاهدت على شاشات التلفاز الكثيرين الذين تظاهروا مُندّدين وعاتبين وصارخين.
صلاتي لله المحبّ لكلّ البشر ، أن يحمي هذه العائلة ويحمي كلّ المُشرَدين ، ويفتح امامهم ابواب الرزق والطمأنينة ، فهو رحوم وصالح يُمطر ويُغدق بخيراته على الأبرار والأشرار.