الثبات على الثوابت
تاريخ النشر: 16/08/19 | 8:57الدين , اللغة, الأرض, المقدسات, الموروث الثقافي والأدبي, العرف السليم الجميل … ثوابت ودعامات وأساسات لوجود وبناء أي أمة أو شعب, تؤمن بها وتحافظ عليها وتضحي وتدافع عنها, فالثوابت هوية ووحدة وقوة واستقرار وتنمية.
إن أمة بلا ثوابت هي أقرب للضياع والتشتت, مما يعني الذوبان والتقليد بلا قيمة ولا احترام, تتبع كل ناعق ولو بضاعته رخيصة, كما أن خللا في واحد منها يعني خطر واضطراب, وإذا كان الخلل من الداخل فهو الأخطر.
الصراع قائم منذ القدم بين أهل الحق وأهل الباطل, وكل فئة تدفع بقوتها ووسائلها لتحافظ على ذاتها وتضعف خصمها, والثبات على الثوابت على مستوى الفرد والجماعة والقيادة دون تنازل ولا مجاملات من أهم عناصر ومقومات الانتصار وتحقيق الأهداف, وإن وضوح رسالة الإسلام دون حيل ولا خداع كان أساسا لقبول الناس وانتصارها, وثبات النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رغم المساومات والتهديد والأذى جاءت ب (إذا جاء نصر الله والفتح).
إذا كان أهل الباطل ثابتين ومتحملين وينفقون على باطلهم, أليس أهل الحق أولى بذلك ؟!
لا تغتروا بقوة الباطل فهو ضعيف, لأن وجوده باطل فهو إلى زوال, ولكن تفرقنا وضعف انتمائنا يطيل أمد الباطل
البعض يبرر تنازله بالمرحلية والتكتيك أو المصلحة أو الخوف, ويظنون أن عدوهم أو خصمهم غافل أو ينتظرهم, ولا يعلمون أنه يستغل ذلك ويتفنن في حيل وأساليب للابتزاز, ومن يبدأ التنازل فلن يتركوه حتى يتخلى ويذوب
سئل عنترة عن سرّ انتصاره فقال :”الصبر, فأنا أصبر على عدوي, ولو صبر عدوي ساعة زيادة عني لقتلني”, وقال عمر المختار:” لئن كسر المدفع سيفي فلن يكسر الباطل حقي “, “يمكنهم هزيمتنا إذا نجحوا باختراق معنوياتنا ”
في قصة أصحاب الأخدود انتصرت العقيدة والإيمان بثباتهم, وكان من حمل الفكرة وضحى بروحه من أجلها صبي صغير
ثبت موسى عليه السلام رغم فنون السحرة وانتصر عليهم
انتصر الإمام أحمد بثباته وإيمانه رغم المخذّلين والمتآمرين ورغم السجون والتعذيب
تحمل مانديلا ورفاقه عذابات السجون طويلا ولكن انتصروا
إن صبر وثبات شعبنا الفلسطيني على طول السنين ورغم المؤامرات لم يفقده الأمل لأن ثوابته أقوى وأرسخ من الاحتلال الباطل وأعوانه
نحن أصحاب مشروع, وسنبقى كبارا ولا بد من دفع الثمن , فَلَسْنا نعيش لأنفسنا فنحن عنوان وأمل للأمة, وثباتنا ثبات الحق وأهله, وعلينا أن نعمل جماهيريا في كل المساحة المتاحة, وليس بالضرورة أن نرى الثمرة في جيلنا ولكن نزرع ونؤسس.
بقلم الشيخ حسام أبوليل رئيس حزب الوفاء والإصلاح