أُعَادِيكُم بقلم احمد طه
تاريخ النشر: 18/08/19 | 8:27أُنَا الشَّاميُّ في المنفى
بلادي في الدُّجى تحيا
كأمٍّ تصرخُ ثكلى
أعاديكم أُعاديكُم .
ألَمْ تُصغوا ؟
نحيب البحر أبكى الصخر
حين الموجُ جَرَّ الطفل للموتِ
يَصيحُ شَاهِقاً غّصَّ بحسرته أَيُرضيكُم ؟؟.
ألم تكفي مذابحُنَا لتَروِيكُم ؟؟
فهل أشلاء تَنفَضُّ علَى طُولِ معاصيكُم ,
فَمِن إِدلِب الى درعا , ومن حمصٍ لدير الزور,
دمشقٌ والسوَيداء حماة المجد
لم تكفي لتُشبِعكُم ؟؟
دعُونِي أَعْبُرُ المَوتَ إِلى دَرعَا
على أَقدامِ شَهوتِهَا
إِلى حِضنٍ يُداوِي الشوقَ سلوَتُهَا
فهلْ جُرْماً إِذا فُزتُ بنكهَتِها
كمَا فزتُم بحَسرتِها ؟؟
أَم الأُمُّ مُحرَّمَة بمذهبِكُم ؟؟
وقطفُ الرَّأسِ أَضْحَى قفل جَنَّتكُم
تَسَابَقتُمُ وُلوج البابِ بالسَّيفِ
الَّذي ابْتَسَمَ بِسُخْرِيةٍ يُسائِلِكُمْ :
أدينُ الحَقِّ مِسكينٌ لهذا الحدِّ يعفيكم؟
فكَم من دينِ أَنزَلتُم ؟
وكَم من خَلقِ كَفَّرتُم ؟
وكَم مِن روحِ أزْهَقتُم ؟
وأَشعَلتُم مُنازعَةً علَى دينٍ
كَبدرِ الليل سَاطِعاً فينَا
وخَلفَ البدرِ ابليسٌ يُنَبِّهُكُمْ
أُعَادي اللحيةَ السَّوداء
مأوَى البؤسِ والإفلاسِ
والدِّينَ الّذي سَوَّغَ قَطْفَ الرأسِ
للطِفلِ الَّذِي إِنْ بَالَ
في افواهكُم حَتماً يُنَقِّيكُم.
أُعَادِي الشَّمْسَ إن بَشَّ الضُحَى فيكُمْ
عَبيرُ الزَّهْرِ أمقُتهُ إذا نَدَّى مشاعركم
تَضِيقُ الأَرضُ إِنْ رُمتُ بهَا دَرعَا
وأُبقيتُ شَريك الرِّيحِ
بالعِنوَانِ والمَثوَى
أَمُرُّ صَامتاً أَبغِي عُبورَ الَّليلِ
تَنْهاني مدافِعُكُم
أصِيحُ بينَ نَارِ النَّارِ
والأحْرارُ في الدُّنيَا نعَاديكُم
مِنَ الصَّخْرِ تَجَلَّيْتُ !!!
أَنا والصَّخرِ سوريَّان
منهُ القُوتَ أعتَصِرُ
سِلاحِي منه اقطعه بحَرِّ الغيظ ينكسِرُ
وفيه الصَّبر مُدَّخَرُ وينفجِرُ
لِصَيْحَاتٍ تُعاديكُم
هَلُمّ يا رسولَ الله أنقذناَ !!!
أرومُ جولةً أخرَى :
أَنَا ما زلتُ في الجُبِّ
بأَحْقَادٍ مِن الإخْوَة
أَنا يوسُفَ مَفجوعٌ !!!
بعُمقِ الجُبُّ مَنسِيَّاً
فكمْ مَرَّتْ قوافلُهُم وزادُونِي كَراهيّة
ونحن الامّةُ الأجْدَى
التِي قد أُخرِجَتْ للنَّاسِ !!!
أُبلغُك :
هَجَرنا ما تَرَكتَ فينَا يومَاً
وأَصبحنا على دينٍ
قَسَمنَاهُ الى أديَانِ ترضِينا
ودين الحَقِّ قد مَلَّ تعامينا
ودَوَّى صَيْحَةً الغيظ امام الله :
أعاديكم أعاديكم أعاديكم