هلوساتٌ ليست في وقتها
تاريخ النشر: 21/08/19 | 9:32عطا الله شاهين
بينما كان يعدّ نقوده المتبقية من راتبه بعد تسديدِ ديونه المترتبة عليه، فرأى ما تبقى له من أوراقٍ نقديةٍ فلحظتها حزن، لكنه راح يهلوس عندما سمع أصواتا تطالبه بشراءِ أشياء ليستْ ضرورية، رغم أنه كان يجلسُ بمفرده على أريكتِه المُهترئة، التي منذ زمنٍ يحاول توفيرَ مبلغ من المالِ لتنجيدها، لكنه لم يستطعْ بسبب صعوبة الحياة من طلباتٍ ملحّة تظل تدق رأسه كل شهرٍ، وراح يسرحُ ممسكا النقود بيديه، إلا أنه راح يهلوسُ عندما شعرَ بدفءٍ مجنونٍ، فنظر من حوله، لكنه لم يرَ أي أحدٍ لأن الدّفء يشبه دفءَ امرأة، فقال: لقد شعرتُ بسخونةٍ تلفح جسدي، فهل ما أراه بين يدي من نقودٍ قليلة تجعلني أهلوس، فالهلوسات ليست في وقتها، وحاول النّوم، لكن الدّفءَ ظلّ يلفح جسده، فقال لربما امرأة شبح لأنّ امرأتي يوم أمس ذهبتْ لزيارة عائلتها بعد أن أخذتْ مبلغاً من المال لمساعدتهم في ترميم بيتهم، الذي انهار من زلزالٍ ضرب المنطقة قبل مدّة.. حاول مرة أخرى أن ينام، إلا أنه ظلّ يهلوس ويرى جسدا يشبه امرأة، فقال لماذا الهلوسات الآن؟ هل لأنني بتّ رجلاً على وشكِ الإفلاس..