كبح سيكولوجية الرغبة وتحدّيها للعقل البشري..
تاريخ النشر: 22/08/19 | 10:04عطا الله شاهين
أراد رجل تعبَ من الحُبِّ، بعد كل تجربة خاضها مع نساء استغللنه جنسيا فقط لرغباتهن، ولم يقعن في حُبّه البتة، فباتت عنده رغبة ملحة تتمحور في أبعادها السيكولوجية للابتعاد عن ملذات الحياة، للعيش في مكان بلا أناس، وبلا أنترنت أو اتصالات، ورغب في اكتشاف ذاته الأنا ليعرف إلى أين ستصل رغبته بعد عزل نفسه عن المحرمات المرغوبة، فهو قرر أن لا يكون راهبا في انعزاله، بل أراد الإصغاء في مكان صامت للطبيعة الساحرة، فمنذ زمن تراوده فكرة اكتشاف الذات في مكان خال من البشر، بلا حب خادع، فهو يرى بحسب المحلل النفسي ثيودور رايك بأن الحُبَّ “هو نتاج للحضارة التي عارضت الغرائز البدائية” فبات الرجل يرغب بجنون في الابتعاد عن عالم الانترنت، وعن كل شيء مزعج في الحياة، فهو لا يرغب في الاستسلام لغريزته صوب النساء في نزواته الهبلة أحيانا، والتي باتت مقرفة بعدما خدعنه نساء كثيرات في الحُبِّ، فأراد التوجه إلى الانعزال والابتعاد عن الناس في مكان صامتٍ، ومنه هنا رغب في تعذيب نفسه من غرائز ضرورية، ولكن ليست أهم من إراحة العقل عن التفكير في معرفة سبب الرغبة في إطفاء شهوة تعذب البشر منذ القدم في ممارسة الحب، ليس من أجل الحب، بل لاسكات محفزات العقل المتجهة صوب التفكير في امرأة لا يريد منها سوى إسكات رغبته أو العكس المرأة هي أيضا ترغب في إسكات الشهوة ولو لحين.. ففي انعزاله عن عالم النساء رغب في تعذيب الرغبة عنده، تمرّد على كل فكرة تراوده في مكان خال يتساءل هل في انعزاله وابتعاده عن الملذات والمحرمات يمكّن للمرء من الناحية السيكولوجية التغلب على قتل الرغبة؟ الاجابة المتوقعة عنده بأنه سيستطيع التغلب وقهر الأنا عنده وإماتة الرغبة صوب تفريغ شحنات شهوانية يمكن للمرء الاستغناء عنها، ولكن ليس للأبد، فسيكولجية الرغبة تكمن خلفها إثارة يصعب التغلب عليها، لكن بشكل مؤقت يمكن للمرء كبح الرغبة من عوامل سيكولوجية تتحكم بالعقل حتى عند ثوران الرغبة مهما تحدّت العقل البشري..