قَّصَّاصي أثر الاعلام الصهيوني!!
تاريخ النشر: 23/08/19 | 12:39د.شكري الهزَّيل
قصة قصاصي الأثر وكلاب قص الأثر قصة قديمة جديدة عكست وتعكس في طياتها تاريخ ونشأة امتهان البشر مهنة قص الأثر وخاصة في البوادي والمناطق الريفية والحدودية حيث اقتصرت المهنة على تحري وقص اثر حادث جريمة او شخص او شيء مفقود الى ان تطور الوضع الى استعمال هذه الطريقة في الجيوش والشرطة حول العالم,لكن في عالمنا العربي اخذت قصاصة الأثر مناحي عدة منها السلبي والايجابي واللافت للنظر ان جيش الاحتلال الإسرائيلي يملك قسم او لواء من قصاصي الأثر جلهم من أصول بدوية وعربية امتهن اجدادهم مهنة قصَّاصة الأثر ولذلك قام جيش الاحتلال بتجنيدهم على أساس هذه ” الميزة البيولوجية” جنبا الى جنبا مع كلاب قص الأثر المحلية والمستوردة اللتي تملك الميزة نفسها بمعنى ان هذا القصاص السائر على قَّدمين وذاك السائر على أربعة يملكان نفس الصفة ويتشاركان في نفس المهمة..كلب قص اثر “ادمي” وكلب شَّم اثر ” بهيمي”…المفارقة ان الاحتلال يجمعهم تحت سقف واحد وصفة واحدة من منطلق انهم متساويان في السلالة وحاسة الشم وقص الأثر..!!
هذه المقدمة اعلاة مجرد لمحة عامة وسريعة حول ” قصاصة الأثر” لكنها غيض من فيض ماهو جاري في وسائل الاعلام الناطقة بالعربية التي تلاحق كل شاردة وواردة تُنشر او تذاع في وسائل الاعلام الصهيونية وهذة الأخيرة لا تدخر جهدا لنشر كل ما هو صادر عنها في العالم العربي بهدف التضليل والتهويل وزرع الاسافين والفرقة بين العرب من المحيط الى الخليج لابل ان الاعلام الصهيوني يركز اكثر قواة على القضية الفلسطينية والزعم ان الدول والشعوب العربية قد تخلَّت عن هذه القضية ولم تعد من أولويات العالم العربي الذي يزحف زحفا ويحبي على أربعة من اجل التطبيع مع الكيان ولهذا نرى هذا الأخير يستغل أي صايع او صايعة عربي وعربية ليلتقط لهم صور ويسجل لهم مقابلات تدعوا الى التطبيع ودعم وجود الكيان وتمدده الاستيطاني على حساب حقوق الشعب الفلسطيني الى حد انكار وجود كل ما هو فلسطيني تاريخا وشعبا وبالتالي ما نشهدة وما نلحظة هو عملية تضخيم للامور صهيونيا بطريقة مبرمجة تستهدف العقل العربي عبر وسائل الاعلام العربي اللتي تنشر ما تنشره الصحافة ووسائل الاعلام الصهيونية دون أي تحميص او تعليق على مصدر الخبر او اهدافة..!!
الحديث هنا لايدور فقط عن وسائل اعلام ومواقع “عربية” في فلسطين الداخل تعتمد مبدأ الصهينة والاسرلة مع سبق الإصرار على تغريب وتخريب وتشوية العقل والوعي والتاريخ الفلسطيني لابل يشمل الامر الصحافة ووسائل الاعلام ومن بينها وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي التي تنقل اخبار واحداث تنشرها وسائل الاعلام العبرية خصيصا لخلق البلبلة وخًّلخلة العقل العربي وجعلة اكثر قابلية لتقبُل الاخبار الصهيونية التضليلية على أساس انها اخبار صحيحة وعادية ومصدرها عادي.. تطبيع العقل العربي في اتجاه قبول الراي الإسرائيلي كراي وليست كراي ” عدو” يحتل فلسطين ويسعى الى تسويق احتلاله في العالم العربي عبر وسائل اعلام هذا الأخير وعلى صفحات وسائل التواصل الاجتماعي التي يتواصل ويتفاعل عبرها العرب من المحيط الى الخليج وحول العالم بشكل عام!!
حال قَّصاصي اثر الاعلام الصهيوني في العالم العربي هو كحال هؤلاء الذين ذكرناهم في مقدمة هذا النص وان اختلفت الأدوار في المعنى والفحوى والهدف, فما ان أعلنت الحكومة الإسرائيلية انها بحثت تشجيع هجرة الغزيين من قطاع غزة حتى خرج علينا الاعلام العربي بتقارير تتحدث عن هجرة الشباب الفلسطيني بالألاف من غزة وسواء كان هذا الخبر صحيح ام لا فهذا لا يؤثر على زيادة عدد الفلسطينيين في فلسطين والمهجر وهذا الامر يُرعب الكيان الإسرائيلي اللذي يخشى ويخاف القنبلة الديموغرافية الفلسطينية اكثر من خوفه من الجيوش العربية مجتمعة’وعلية ترتب القول ان ما يقوله وينشره الاعلام الصهيوني في واد والحقيقة في واد اخر ومع هذا نرى ظاهرة تهافت وسائل الاعلام العربية على نقل اخبار الاعلام الصهيوني اما من باب النكاية او الجهل المدقع بحقيقة الأهداف الصهيونية من ترويج بعض الاخبار الكاذبة والمفبركة..من الجدير التنوية الى الجيش الالكتروني الصهيوني الذي يشارك الذباب الالكتروني السعودي في تشوية صورة النضال والحق الفلسطيني بشكل عام.. وسائل التواصل الاجتماعي تَّحولت الى ساحات مفتوحة للذباب الالكتروني الصهيوني والسعودي والعربي المتصهين وهذا الذباب مهمتة التشكيك بعدالة القضية الفلسطينية من جهة ودعم الدولة الصهيونية الاستيطانية من جهة أخرى وبالتالي اجماع الأطراف المعادية على تشوية كل الحقائق بما يتعلق بالتاريخ والحق الفلسطيني!!
الناس تتحدث عن التطبيع وعَّرض هذا العربي ه الساقط او الساقطة على اشرطة مصورة خلال زيارته هذا المكان او ذاك داخل الكيان لكنها تجهل ان صحف عربية كثيرة تُخصص قسم ومكانا ثابتا داخل منظومتها الإعلامية”الورقية والالكترونية” للصحافة الإسرائيلية وهذة الأقسام قامت منذ ازل بتطبيع العقل العربي وجعلة يقرأ يوميا فحوى الصحافة العبرية باللغة العربية.. صحف ووسائل اعلام مرئية ومقروءة كثيرة فلسطينية وعربية امتهنت مهنة قصاصة اثر الاخبار والصحافة الإسرائيلية وتقوم بنشرها للمتلقي العربي وطنا ومهجرا وبالتالي ما جرى ويجري هو اخطر اشكال التطبيع لكن الأخطر هي وسائل الاعلام الناطقة بالعربية داخل فلسطين الداخل”48″ والضفة الغربية الى حد ما وهي وسائل ومواقع اخبارية منصهرة داخل منظومة الاسرلة والصهينة التي تستهدف العقل والوعي والوجدان والتاريخ الفلسطيني وخاصة الفئة العمرية الناشئة والشبابية من الفلسطينيين…بعض هذه المواقع والمسؤولين عنها صهاينة عرب منصهرين داخل منظومة الاعلام الصهيوني ويسيرون على خطاه في استراتيجية تغريب الفلسطيني عن تاريخه الفلسطيني وهويتة الفلسطينية!!
قصاصي اثر الاعلام الصهيوني لا يدخرون جهدا في عملية تخريب الوعي العربي بشكل عام عبر نقلهم اخبار تروج لها وسائل الاعلام الصهيونية الى منصات وسائل التواصل الاجتماعي والى الوسائل المرئية والمكتوبة العربية وخاصة فضائيات المحميات الامريكية في العالم العربي التابعة والخاضعة بالكامل للإدارة الامريكية المتصهينة التي لا تروج للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي فحسب لابل تروج ايضا لقبول العرب بسياسة فرض الواقع التي تنتهجها إدارة ترامب مثل ضم القدس والجولان قسرا للكيان… تفتقد أكثرية الوسائل الإعلامية العربية ثقافة المقاومة ” الإعلامية” كما هو الحال نفسه بالنسبة للمقاومة الثقافية والوطنية ناهيك عن غياب الهوية الإعلامية العروبية عن فحوى اخبار وتقارير هذه الوسائل المملوكة بأكثريتها لمحميات أمريكية يحكمها وكلاء محليين صهاينة بعيدين كل البعد عن العرب والقضايا العربية…!!
لا يجب الاستهانة بظاهرة قصاصي اثر الاعلام الصهيوني التضليلي اللتي تروج له وسائل إعلامية عربية كثيرة اما كتحليل او وجهة نظر او كمعلومة وبالتالي ما هو حاصل انه لا فرق في أداء المهمة بين قصاص الأثر العميل لجيش الاحتلال وقصاصي اثر الاعلام الصهيوني في العالم العربي وفلسطين بالذات. كلاهما وكليهما يخدم المشروع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين من جهة و يخدم عملية ترويض وصهينة العقل والوجدان العربي من جهة ثانية.. احذروا ثقافة قصاصي اثر الإعلام الصهيوني والمروجين له في الاعلام العربي وخاصة منصات التواصل الاجتماعي…سلام لكم أينما كنتم وتواجدتم وسلامة عقولكم من الاعلام الصهيوني والعربي المتصهين…!!