إن لم نكن نحن فمن يكون إذن!؟
تاريخ النشر: 25/08/19 | 11:38لطالما نادت الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، الأحزاب والحركات السياسية خوض الانتخابات البرلمانية (الكنيست)، تحت إطار موحد، أو بقائمة مشتركة منعا لتشتت الجهود، ومن أجل زيادة التمثيل والتأثير العربي في موقع اتخاذ القرارات، ومن أجل المساهمة في سن قوانين، من شأنها أن تصب في صالح قضايا وأزمات الأقلية العربية في البلاد.
ها هي الأحزاب العربية اليوم تلبي النداء، وها هي تستجيب لمطلب الشارع وصوت الجماهير العربية. وها هي الأحزاب العربية فعلا تخوض الانتخابات ال 22 للكنيست باسم القائمة المشتركة، وبعد ان أبدى ممثلو جميع الأحزاب العربية مواقف مشرفة وقرارات مسؤولة، ولسان حالهم يقول للناخب العربي “انت الذي تقرر كيف نمثلك”. باعتقادي، وبعد أن تم بناء القائمة المشتركة، وجب على الجماهير العربية في هذا الظرف وفي هذه المناسبة ان تتحلى هي أيضا بالمسؤولية تجاه قياداتها وأن تساندهم وتساهم في زيادة التمثيل العربي في الكنيست، من خلال حشد أكثر عدد ممكن من المصوتين دعما صريحا للقائمة المشتركة، ومن اجل نيل حقوقنا المشروعة.
وفي هذه المناسبة أود أن أؤكد أن الجميع يدرك بينه وبين نفسه أن الانتخابات البرلمانية (الكنيست) لا تقل أهمية عن الانتخابات للسلطات المحلية بالنسبة للمواطنين، لا بل هي التي تفرز جميع الوزراء والمسؤولين الذين يقررون ويتخذون القرارات المصيرية بحق المواطنين، ويقرون الميزانيات للسلطات المحلية بعد تشكيل أي حكومة. أليس كذلك ؟. وكي لا يفوتنا، فإن الوزراء الذين تستدعيهم بلدياتنا العربية لزيارة بلداتهم وتستعين بهم لنيل الميزانيات، هم بالأصل أعضاء كنيست وهذا مشروع ومطلوب. وزير الداخلية أو بالأحرى المسؤول الأول والمشغل لرؤساء السلطات المحلية والموظفين هو بالأصل عضو كنيست، وزير التربية والتعليم والذي يوفر الميزانيات لجهاز التربية والتعليم هو أيضا عضو كنيست. وزير الأديان والذي هو أيضا المشغل لأئمة المساجد والمؤذنين والمحاكم الشرعية هو أيضا عضو كنيست. وزير المواصلات، وزير البنية التحتية، الرياضة، البيئة والصحة الخ…. وقبل أن يكونوا وزراء ومسؤولين فإنهم أعضاء كنيست. لذلك فإن منطق الانتخابات للسلطات المحلية لا يختلف عن منطق الانتخابات للكنيست، لا بل فإن الذي يحدد صلاحيات وميزانيات السلطات المحلية والمسؤول المباشر عن توسيع نفوذ بلداتنا هم أعضاء كنيست بالأصل. ومن خلال الانتخابات، نحن المواطنون وبأصواتنا نقرر من يكون ومن لا يكون تماما كما أن الانتخابات للسلطات المحلية. فلما لا نكون نحن المواطنين العرب هناك (في الكنيست) ونكون الجسر الذي نوصل من خلاله طلبات، احتياجات، معضلات المواطنين العرب وهي كثيرة جدا! وإن لم نكن نحن فمن يكون إذن!؟
قلم: تيسير سلمان محاميد