غزة تودع شهيد الغربة تامر السلطان إلى مثواه الأخير
تاريخ النشر: 27/08/19 | 14:02بسم الله الرحمن الرحيم”مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا” صدق الله العظيم
فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة للمناضل الناشط الشبابي الصيدلي الدكتور/ تامر فتحي السلطان والذي أرتقى شهيداً في ظروف غامضة بعد خمسة أيام من دخوله مستشفى عرفان في مدينة بيهاتش بالبوسنة والهرسك,خلال محاولته الهجرة الى اوروبا, وذلك يوم السبت في تمام الساعة الخامسة وست دقائق من فجر 17-8-2019م عن عمر يناهز ألـ 38 عاماً, وبقرار من السيد الرئيس أبو مازن أمر باعتماده شهيداً من شهداء الثورة الفلسطينية بالإضافة إلى إعطاء أوامر بالشروع في إجراءات إعادة جثمانه الطاهر الى قطاع غزة,
ولد الشهيد البطل/ د. تامر السلطان المكنى”أبو وسام” في جمهورية مصر العربية والذي جاء على عطش بعد 5 سنوات من زواج والدة ويسكن منطقة الصفطاوي شارع البحر مقر سكناه ومسقط رأسه بتاريخ 6/5/1981م,فهو متزوج وأب وله من الأبناء وسام 7 سنوات وفتحي 6 سنوات وميرا عام ونصف “وزوجته حامل” وتتكون عائلته الفاضلة من الأم والأب” الذي يعمل محاضراً في جامعة الأزهر ويعتبر والدة الشهيد تامر هو وحيد الأب والأم ولس له من الاخوة والاخوات, والشهيد تامر البكر له من الإخوة ثلاثة بما فيهم الشهيد ومن الأخوات أربع اخوات, وقد تلقى تعليمه الدراسي بالمدرسة الابتدائية “دير اللاتين” والإعدادية في مدرسة “الرفاعي” والثانوية العامة في مدرسة “أبو عبيدة “وتخرج من جامعة الازهر”صيدلة” بدرجة بكالوريوس …
محطات مضيئة في حياة الشهيد البطل/د . تامر السلطان
– كان الفتي الثائر تامر منذ نعومة أظفاره يقارع الاحتلال بالمتاريس والإطارات المشتعلة ورشق الحجارة وملاحقة جيبات الاحتلال أو الفرار منها ومن رصاص الجنود وغازهم السام في طرقات وشوارع قطاع غزة،
– يعتبر الناشط الشبابي الشهيد تامر من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي المهتم بنقل الخبر والصورة والذكريات الوطنية، والشهداء، والحروب التي لا تتوقف على القطاع، وضد الدولار والأموال التي تدخل ايريز مباشرة إلى جيوب تجار ومنتفعي ومتسلقي القضية,
– كان الشهيد تامر مشاركاً فعالاً في حملة خيرية بعنوان “سامح تؤجر” تم إطلاقها قبل أقل من عام في غزة تهدف لجمع تبرعات وتوزيعها على فقراء غزة.
– عمل الشهيد المناضل والناشط الشبابي د. تامر السلطان عضو اللجنة الإعلامية لحركة فتح إقليم شمال غزة،
– تعرض الشهيد المناضل تامر إلى الكثير من المضايقات والاعتقالات والتي كان آخرها أثناء حراك “بدنا نعيش”، حيث شارك فيه احتجاجًا على الوضع الاقتصادي المتردي وارتفاع الضرائب والأوضاع المأساوية التي حلت على غزة،
– غادر الشهيد تامر السلطان قطاع غزة في نيسان/ أبريل من هذا العام أي قبل 6 شهور متوجهاً إلى مصر أثناء محاولته الهجرة إلى أوروباً “هارباً” من غزة من بطش حكامها وقمعهم, تاركا خلف اهلة وزوجته وابنائه…
نظرة الوداع الأخيرة .. على رحيل الأخ المناضل.. شهيد الغربة د. تامر السلطان
انطلق موكب تشييع جثمان شهيد الغربة الناشط والصيدلاني الشهيد الأخ المناضل الدكتور تامر السلطان من مجمع الشفاء الطبي إلى منزله الكائن في منطقة التوام شمال قطاع غزة شارع البحر, حيث شارك في مراسم تشييع جنازة الشهيد جماهيري غفيرة من أبناء المخيم والشخصيات الوطنية والاعتبارية وممثلو القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة يتقدمهم قادة حركة “فتح” رافعين أعلام فلسطين وسط دعوات بتوفير مقومات الصمود لسكان قطاع غزة,
والذي وافته المنية يوم السبت في تمام الساعة الخامسة وست دقائق من فجر 17-8-2019 في مستشفى عرفان في مدينة بيهاتش بالبوسنة والهرسك. والتي وصلها مصابا بحمى وضعف وإنهاك وتغيرات في الجلد، وبعد فحصه تبين أنه يعاني من نزيف جرح في ذراعه الأيسر وجدار البطن، ثم فحص مجددا من قبل متخصصين ليتبين أنه مصاب بسرطان دم نخاعي حاد قبل نحو أسبوع من دخول المستشفى وقد وصل جثمان تامر السلطان مساء السبت عبر معبر رفح البري إلى قطاع غزة،
وألقيت نظرات الوداع الأخيرة عليه من قبل عائلته واصدقاءه ورفاقه والمحبون وأقيمت صلاة الجنازة بعد أداء صلاة ظهر يوم الأحد من مسجد طه “الفوز” شارع البحر القريب من بيت العائلة منطقة التوام شمال بلدة بيت لاهيا, حيث لف جثمان الشهيد تامر بالعلم الفلسطيني وراية حركة فتح، وسط دموع والده وأطفاله وأسرته ومحبيه وأصدقائه، وسار جثمانه الطاهر في موكب جنائزي مهيب خيمت عليه أجواء الحزن إلى مثواه الأخير, ليواري الثرى في مقبرة السلاطين شارع العامودي, وبعد دفن “أبو وسام” توافد أبناء شعبنا الفلسطيني الى خيمة العزاء في بيته الكائن في منطقة الصفطاوي شمال غزة.
اللهم ارحم الشهيد تامر السلطان واسكنه فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً…
بقلم :- سامي إبراهيم فودة